قرّاء إيلاف يتوقعون توترات في مصر في ظل رئاسة مرسي أو شفيق

بعد انتقال مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي والمرشح المحسوب على النظام السابق أحمد شفيق إلى جولة الاعادة، طرحت "إيلاف" في استفتائها الأسبوعي سؤالا عن دلائل نتيجة الانتخابات الرئاسية وأتت غالبية الاجابات مؤيدة لخيار أنها بداية لمرحلة من المواجهات والتوترات الداخلية.

القاهرة: فيما جاءت الأحكام القضائية لقضية الرئيس المصري السابق حسني مبارك صادمة، بعد تبرئة نجليه وقيادات الشرطة من تهمة قتل المتظاهرين، كانت نتيجة الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية أشد صدمة، لاسيما أنها وضعت المصريين بين خيارين كلاهما مرّ، بعد تأهل مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي للجولة الثانية والنهائية، والمرشح المحسوب على النظام السابق الفريق أحمد شفيق، وصار على المصريين أن يختاروا ما بين الدولة الدينية أو الدولة العسكرية، صار عليهم أن يختاروا ما بين "العمامة" و"البيريه"، وكلا الخيارين سيّئ جداً ليس على مستقبل مصر فقط، بل على مستقبل المنطقة العربية ككل.

توقعات بتوترات

ويتوقع قراء "إيلاف" أن تشهد الفترة المقبلة في مصر توترات وأزمات داخلية في حال فوز أي من المرشحين بمنصب الرئيس، كما هو حال الخبراء والمراقبين للشأن المصري، الذين يتوقعون حدوث قلاقل في قطاع عريض من المصريين، لاسيما قطاع الفن والإبداع والسياحة، فضلاً عن المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية في حال تولى مرشح الإخوان سدة الحكم، ويتوقعون حدوث صدام مماثل ولكن في قطاعات شباب الثورة والإسلاميين والبرلمان، والناقمين على النظام السابق في حال وصول مرشح النظام السابق للرئاسة.

إستفتاء إيلاف

جاءت توقعات قراء "إيلاف" لهذا المستقبل المتوتر في سياق الإجابة على سؤال الإستفتاء الأسبوعي الذي طرحته الجريدة عليهم ونصه: "إنحسار المنافسة في مصر بين مرشح إسلامي وأحد رموز النظام دليل على: فشل الثورة.. انعكاس لرغبة الشعب الفعلية.. بداية لمرحلة من المواجهات والتوترات الداخلية؟"

وانحازت الغالبية منهم إلى خيار "بداية لمرحلة من المواجهات والتوترات الداخلية"، وقدرت تلك الغالبية ب1578 صوتاً، بنسبة 39.69% من إجمالي المشاركين في الإستفتاء وعددهم 3976 قارئاً. بينما أيد 1293 قارئاً خيار "انعكاس لرغبة الشعب الفعلية"، بنسبة 32.52%، وذهب 1105 قرّاء، بنسبة 27.79% إلى القول إن انحسار المنافسة ما بين الإخوان والنظام القديم دليل على فشل ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك في 11 شباط (فبراير) 2011، بعد 18 يوماً من اندلاعها.

صدامات سياسية

لا شك في أن توترات داخلية سوف تندلع في مصر في حال فوز الفريق أحمد شفيق بمنصب الرئيس، وظهرت بوادر لها بعد الإعلان عن خوضه جولة الإعادة رسمياً في 28 أيار (مايو) الماضي، حيث اندلعت تظاهرات في كافة أنحاء البلاد، وهاجم محتجون مقر حملته الإنتخابية الرئيسي في حي الدقي وأحرقوه، وعاد ميدان التحرير إلى واجهة الأحداث من جديد، ويتوقع هشام الشوادي عضو إئتلاف شباب الثورة حدوث تظاهرات مليونية ونزول الجماهير بكثافة إلى ميدان التحرير في حال فوز شفيق بالرئاسة، وقال لـ"إيلاف" إن فوز شفيق تحدٍّ للثورة، لاسيما بعد أن تأكد للمصريين أن جميع أجهزة الدولة تقف وراءه، بالإضافة إلى فلول الحزب الوطني المنحل ورجال أعماله الذين يملكون قدرات مالية وإعلامية هائلة، ولم يستبعد حدوث صدامات سياسية بين البرلمان الذي يسيطر عليه الإخوان والسلفيون وبين شفيق، ما يجعل مستقبل مصر غامضاً في حال فوزه، لاسيما أنه يمثل النظام السابق، فقد كان رئيس الوزراء أثناء موقعة الجمل، ويداه ملطختان بالدماء، كما أنه متورط في قضايا فساد منظورة الآن أمام النيابة العامة، وهناك شبه في عدم أحقيته بخوض الإنتخابات من الأساس، خاصة أن بنود قانون العزل السياسي تنطبق عليه.

وأضاف الشوادي أن شفيق سوف يسير على نهج مبارك في التعامل مع الداخل والخارج، لافتاً إلى أن الثوار يخشون تكرار النموذج الروماني في مصر، ويتم محاكمة الثوار وتعليق المشانق لهم، كما يخشون من أن تظل مصر تابعة لأميركا وإسرائيل في عهد شفيق الذي تتمنى الأخيرة وصوله للرئاسة بفارغ الصبر.

وجهان للإستبداد

وفي ما يخص المرشح محمد مرسي، قال الشوادي إنه لا يختلف كثيراً عن شفيق، كلاهما وجهان لعملة واحدة، كلاهما وجهان للإستبداد والعودة إلى نظام مبارك القمعي، وقال إنه إذا كان شفيق يمثل القمع العسكري، فإن مرسي يمثل القمع باسم الدين، فضلاً عن أنه يخشى من أن تتحول مصر إلى إيران جديدة، ويحكم المرشد الأعلى لجماعة الإخوان البلاد من خلف الستار، ويصبح آية الله في مصر، ويتم قمع الحريات والإبداع باسم الدين.

كارثة على مصر

وحسب وجهة نظر شادي سعيد عضو حملة "مقاطعون" التي تهدف إلى مقاطعة الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية، فإن مرسي وشفيق خياران سيئان، وقال لـ"إيلاف" إن كليهما يمثل كارثة على مصر، ويعني أن الثورة فشلت في إفراز قيادات قادرة على المنافسة في الإنتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن الثورة التي قام بها الشباب غير المنتمين للإخوان لا يمكن أن يكون أول رئيس لها إخوانيا، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن يكون أول رئيس لها من قامت الثورة ضده، ومن خطط لقتل المتظاهرين في ميدان التحرير أثناء موقعة الجمل، لا يمكن أن يكون تلميذ مبارك رئيساً للثورة، وأضاف سعيد أن المستقبل الذي ينتظر المصريين في ظل رئاسة مرسي أو شفيق غير مبشر بالخير، منوهاً بأن وصول كليهما للرئاسة سيكون له آثار سيئة على مصر على المستويين المحلي والإقليمي والدولي.

مواصلة الثورة

فيما ذهب النائب في مجلس الشعب أبو العز الحريري إلى أن كلا المرشحين مر، معتبراً أن الحل يكمن في مواصلة الثورة، لإسقاط النظام، لاسيما أنه لم يسقط سوى رأسه فقط، بينما بقاياه ورموزه ما زالوا يتوغلون في شتى المؤسسات، وقال لـ"إيلاف" إن الأحكام الصادرة في قضية مبارك أعادت الثورة لميدان التحرير مرة أخرى، متوقعا أن تشهد الجولة الثانية من الإنتخابات إقبالاً هزيلاً، خاصة أن المصريين مصابون بالإحباط الشديد، بالإضافة إلى انطلاق العديد من حملات المقاطعة. كما توقع ألا يتحقق الإستقرار الذي ينشده المصريون بعد انتخاب الرئيس في ظل الإخوان أو العسكر والنظام السابق ممثلين في شخصي الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق.