عشرات الاف اللاجئين الجياع يفرون من جنوب كردفان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم:شكل تبادل لاطلاق النار امام مركز للشرطة قبل سنة بالضبط بداية لاندلاع المعارك بين الجيش السوداني ومجموعات متمردة في جنوب كردفان، الولاية النفطية الوحيدة في السودان، ما ادى الى نزوح عشرات الاف النازحين الذين يعانون الجوع.
وعلى رغم وضع انساني مقلق، تمارس الحكومة رقابة مشددة على وصول المساعدة الدولية الى المنطقة، متذرعة بأسباب امنية.
ولا تتوافر ارقام جديرة بالثقة حول عدد ضحايا عمليات القصف والمعارك بين القوات الحكومية ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان في السهول الحرجية والوعرة والتلال الشديدة الانحدار في هذه المنطقة.
لكن الامم المتحدة تحدثت عن زيادة كبيرة لعدد النازحين من جنوب كردفان عبر الحدود الى معسكر ييدا للاجئين في ولاية الوحدة في جنوب السودان.
وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في نشرته الاسبوعية الاخيرة، "في ايار/مايو، وصل يوميا الى المعسكر ما معدله 430 شخصا اي بزيادة 47% بالمقارنة مع نسبة الواصلين المسجلة في نيسان/ابريل".
وقال يوناه ليف من منظمة "سمول آرمز سورفاي" السويسرية غير الحكومية التي تتصدى لانتشار الاسلحة الخفيفة، "اعتقد ان كارثة قد حلت". واضاف "نعتقد ان الناس هناك يقتاتون أوراق الشجر، ونسب سوء التغذية لدى الاطفال بالغة الارتفاع".
وتحدث المفوض الاعلى للاجئين في الامم المتحدة الاثنين عن وصول 35 الف لاجىء في الاسابيع الثلاثة الاخيرة سيرا الى ولاية اعالي النيل في جنوب السودان، التي تشهد منذ ايلول/سبتمبر نزاعا شبيها بالنزاع الدائر في جنوب كردفان.
واكد المفوض الاعلى للاجئين انطونيو غوتيريس ان الوافدين الجدد كانوا في "حالة بالغة السوء"، مشيرا الى ان "بعضا منهم التهم اوراق الشجر حتى يتمكن من مواصلة طريقه".
وتتهم الخرطوم جوبا بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان، وهذا ما لا يستبعده المحللون على رغم نفي جنوب السودان.
وتوقعت خمس منظمات انسانية دولية الشهر الماضي في بيان مشترك ان تزيد الامطار الموسمية "من مفاقمة وضع بالغ الخطورة في مخيمات اللاجئين، ما يحد من عمليات التنقل والوصول ويزيد من مخاطر الاصابة بالامراض".
وقالت وزارة الخارجية السودانية انها اعطت موافقتها المبدئية على اقتراح طرحه قبل ثلاثة اشهر الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والامم المتحدة لتسليم مساعدة عبر منطقة المواجهات.
لكن المتحدث باسم الوزارة العبيد مروح وضع شرطا يتمثل في اعلان وقف مسبق لاطلاق النار، "ثم يمكننا التوصل الى اتفاق نهائي على تسليم المساعدة".
من جهته، اكد علي الزعتري منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة "قلنا دائما اننا نحتاج الى طريق للوصول" الى المخيمات.
وقال ان الامم المتحدة تعتبر اقتراح الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والامم المتحدة "خيارا يمكن اعتماده ويتيح دخول المساعدة الانسانية في ظل المراقبة".
واضاف الزعتري "من الواضح ان الازمة تزداد تفاقما". وقال ان وزارة الخارجية السودانية اعطت موافقتها على وضع آلية للتنسيق تضم منظمات المساعدة الدولية والجيش السوداني والوكالات الانسانية الاخرى.
وقد انضمت الحركة الشعبية لتحرير السودان العام الماضي الى متمردي دارفور (غرب) في اطار جبهة ثورية تهدف الى اطاحة النظام في الخرطوم.
وذكر ليف ان العلاقات بين وسط السودان وضواحيه "المهملة" -خصوصا جنوب كردفان- هو موضوع ستنصرف المجموعة الدولية الى معالجته بطريقة شاملة.