البدء بازالة خيام الاعتصام الشبابي من وسط صنعاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صنعاء: بدأت السلطات اليمنية الاربعاء بازالة القسم الاكبر من الخيام التي نصبها محتجون من الشباب في اطار تحركهم ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وياتي ذلك تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية التوافقي عبد ربه منصور هادي ولجنة الحوار الوطني.
وتقوم جرافات بازالة الخيام والمنشآت التي اقامها المحتجون في الشوارع المحيطة بجامعة صنعاء والتي تحولت خلال الاشهر الاخيرة الى مدينة كاملة من الخيام. وفي جانب آخر مما يعرف بـ"ساحة التغيير"، يقوم شبان بتجميع مقتنياتهم من افرشة واغطية وتلفزيونات من داخل الخيام بينما يقوم آخرون بفكها.
وقال الناشط علي سعد محمد الآتي من محافظة عمران في شمال صنعاء "لقد انجزت مهمتنا. لقد حققنا نحن الشباب ما لم تحققه الاحزاب السياسية وهو نهاية حكم صالح". الا ان الناشط هاشم احمد له رأي آخر. وقال ان "الاصلاح (الحزب الاسلامي الرئيس في المعارضة السابقة) باع الشباب والثورة"، في اشارة الى دخوله العملية السياسية وحكومة الوحدة الوطنية.
وذكر ناشطون من الشباب انه سيتم الابقاء على حوالى مئة خيمة كرمز على استمرار مطالبة الشباب بـ"الدولة المدنية" ومحاكمة "رموز الفساد".
وبحسب هؤلاء، سيتم الابقاء خصوصًا على خيمة الناشطة السياسية توكل كرمان حائزة جائزة نوبل للسلام.
وقال القيادي في "ساحة التغيير" وليد العماري لوكالة فرانس برس "ان تحرك الشباب لن يتوقف"، مشيرا الى ان الخيام التي تتم ازالتها هي للشباب الذين قدموا من محافظات اخرى. وقال "انه رفع جزئي للاعتصام"، مشيرا الى ان هذا التدبير سيسمح باعادة فتح الطرقات في حي الجامعة والسماح بمرور السيارات بعد 14 شهرا من الاعتصام.
وكان عشرات الالاف من المحتجين المناوئين للرئيس السابق علي عبدالله صالح بدأوا هذا الاعتصام في شباط/فبراير 2011، بموازاة اعتصامات مشابهة اخرى في كبريات المدن اليمنية. وفي خضم حركة الاحتجاجات، كان الشباب يبيتون كل ليلة في "ساحة التغيير" التي كانت بمثابة مدينة خيام عشوائية متغلغلة في شوارع ضيقة تحيط بمباني جامعة صنعاء في شمال المدينة.
وكل شيء كان متوافرًا تقريبا في هذه "المدينة" من منبر للخطابات ومتاجر البسة مدنية وعسكرية، جديدة او مستعملة، وسوق للقات وبائعي اطعمة سريعة وعصائر وحتى خلطات الاعشاب "العرائسية".
وكانت مطابخ كبيرة تمولها المعارضة تقوم بتوزيع الطعام الساخن على المعتصمين الذين كانوا يجلسون يوميًا في صفوف متوازية على الارض بانتظار اكياس بلاستيكية حمراء مملوءة بالارز المطبوخ مع الكركم والقليل من اللحم او الدجاج.
وبالرغم من تشعب الازمة والمواجهات المسلحة التي شهدها اليمن وصولا الى تخلي صالح عن السلطة بموجب المبادرة الخليجية، استمر الشباب باعتصامهم ولو بزخم اقل. ويأتي تفكيك الخيام في اطار عملية التطبيع التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي بموجب اتفاق انتقال السلطة، وذلك من خلال اللجنة العسكرية التي تشرف على ازالة جميع مظاهر الازمة من البلاد ولا سيما في صنعاء.
وسبق ان تم تفكيك مخيم الموالين للرئيس السابق صالح من ميدان التحرير في ناحية اخرى من العاصمة اليمنية. ويفترض ان يقود هادي حوارا وطنيا خلال حكمه الانتقالي الذي سيستمر سنتين، على ان يفضي هذا الحوار الى انتخابات جديدة وتعديلات دستورية.