أخبار

المسلمون في بورما البوذية ضحايا عنصرية يومية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سيتوي: يعتبر المسلمون احيانا بمثابة "غزاة" في بورما حيث يعتقد العديدون ان عدم الانتماء الى الديانة البوذية يعني عدم الانتماء الى هذا البلد، ما يهدد في اي لحظة بتفجير الوضع كما جرى الاحد حين اوقعت اعمال عنف عشرة قتلى.

وقال كو اونغ اونغ من جمعية مسلمي بورما ان "العلاقات اليومية مع البوذيين جيدة طالما انك تلزم موقعك ولا تتخطى حدودك". وتابع كو اونغ اونغ المقيم في اوروبا "الجريمة هي جريمة بنظر اي كان، لكن ان كان (مرتكبها) مسلما، عندها قد تصبح مبررا لاثارة اضطرابات".

وادى التوتر الكامن بين البوذيين والمسلمين الى عدة موجات من اعمال الشغب الدامية خلال السنوات ال15 الاخيرة، على اثر شائعات في غالب الاحيان تتهم مواطنا مسلما. وتكرر السيناريو ذاته الاحد في تونغوتي في ولاية راخين المحاذية لبنغلادش، حين هاجم حشد من اتنية الراخين البوذية بمعظمها، مسلمين بتهمة اغتصاب وقتل فتاة من الراخين وتعرض عشرة مسلمين للضرب حتى الموت.

وقال ابو تاهاي احد قادة حزب التنمية الديموقراطية الوطنية منددا بالاحداث "قتلوا كانهم حيوانات، ان لم تكن الشرطة قادرة على السيطرة على الوضع، فقد تمتد الاحداث". ويمثل حزبه الذي لا يشغل اي مقعد في البرلمان طائفة الروهينجيا المؤلفة من 750 الف شخص، وهم مسلمون لا يحملون اي جنسية يقيمون في شمال ولاية راخين وتعتبرهم الامم المتحدة من الاقليات الاكثر تعرضا للاضطهاد في العالم.

ومجموعة مسلمي بورما اكبر من ذلك وهي تتحدر من شبه القارة الهندية ومن الصين وتمثل بحسب الارقام الرسمية 4% من البورميين البالغ عددهم 60 مليون نسمة. غير ان الاكثر عرضة للاضطهاد من بينهم هم الروهينجيا الذين يثير مجرد ذكرهم نقاشات محتدمة في سيتوي كبرى مدن ولاية راخين.

ويقول خينغ كونغ سان مدير جمعية وانلارك التربوية مبديا استياءه "ليسوا بحاجة الى سلاح، ان عددهم يكفي حتى يغطوا الولاية بكاملها". وقال شوي مونغ مستشار حزب تنمية اقليات الراخين، القوة الاولى في البرلمان المحلي، "انهم مجرد مهاجرين غير شرعيين اقاموا على اراضينا".

وتابع "سيأتي يوم نواجه فيه مشكلة خطيرة" مشيرا الى ان المسلمين "اثاروا مشاكل في تايلاند واوروبا والولايات المتحدة ويحاولون اثارة مشاكل في ولاية راخين". ويقوم هذا العداء للاسلام سواء كان علنيا ام مضمرا على احد اسس المجتمع البورمي.

واوضح جاك ليدر المؤرخ في المعهد الفرنسي للشرق الاقصى لوكالة فرانس برس قبيل اعمال العنف الاحد "البورمي بنظر الغالبية العظمى من البورميين هو تحديدا بوذي، فالبوذية برأيهم جزء لا يتجزأ من الهوية" الوطنية.

وتابع ان "العداء للاجانب هو من اطباع البورميين بصورة عامة" موضحا ان كلمة "كالا" المستخدمة للاشارة الى المسلمين تستخدم "في غالب الاحيان بطريقة سلبية". وقال "ان العلاقات سيئة ولن تتحسن كثيرا .. يكفي ان تحصل شرارة لننتقل من التوتر الى الاشتباك".

وتظاهر عشرات المسلمين الثلاثاء في رانغون مطالبين بانزال العدالة. وفي سيتوي، ندد المسلمون الذين التقتهم فرانس برس مؤخرا بتعرضهم للوصم ما يؤثر على تنقلاتهم وعلى فرصهم في الوظائف العامة والتعليم والقضاء.

وقال كو اونغ اونغ "ان وضعنا يشبه الى حد ما وضع الغجر في اوروبا" طالبا عدم كشف هويته بعدما فر من بلاده عام 2004. حتى الظروف الدولية لا تبدو لصالح هذه الاقلية ففي العام 2001 قامت حركة طالبان بتدمير تماثيل بوذا الضخمة في باميان بافغانستان، ما ادى الى تزايد التوتر. وقال كو اونغ اونغ ملخصا الوضع "علينا توخي اقصى درجات الحذر، ما زال من الممكن اندلاع اعمال شغب في اي وقت واي مكان".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف