عم خالد سعيد: سنختار مرسي رئيسًا للقضاء على التعذيب

أعلن عم خالد سعيد "أيقونة الثورة المصرية" أن عائلة قاسم في شتى أنحاء الجمهورية، التي ينتمي إليها، سوف تجتمع غداً، وتعلن عن دعمها مرسي. مشيراً إلى أن اختيار الأخير يأتي من أجل القضاء على التعذيب في مصر.

صبري حسنين من القاهرة: قبل عامين من الآن، وتحديداً في السادس من يونيو/ حزيران من العام 2010، تعرّض شاب في مدينة الإسكندرية للضرب والتعذيب من خلال ضرب رأسه في الحائط مرات عدة على أيدي شرطيين، حتى سقط مغشياً عليه، فظنا أنه يتلاعب بهما، وواصلا الضرب، وحملاه إلى قسم الشرطة، وهناك اكتشف الجميع أنه لقي حتفه، فحملوه في سيارة وألقوا بجثته في الشارع أمام منزله.

لم يكن هذا الشاب إلا رقماً ضمن سلسلة تضمنت عشرات الآلاف من المصريين الذين لقوا حتفهم بسبب التعذيب في مقار الشرطة أو السجون، لكن هذا الحادث غيّر مجرى التاريخ في مصر، وصار هذا الشاب أيقونة ثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وقضت على أحلام نجله جمال في وراثة الحكم، وقضت على أحلام الكثير من الفاسدين في اعتلاء المزيد من المناصب الرفيعة ونهب ثروات مصر.

أيقونة الثورة
لم يكن هذا الشاب إلا خالد سعيد، الذي اندلعت المئات من التظاهرات، من أجل تقديم قاتليه إلى المحاكمة، إلا أن نظام مبارك وضع أصابعه في آذانه و"أصرّ واستكبر استكباراً"، وأطلق الشائعات حوله، واتهم بأنه شاب مدمن وتاجر للمخدرات، وزوّرت الداخلية تقارير طبية تزعم أنه مات نتيجة ابتلاعه لفافة مخدرات.

إلا أن الشباب المصري أبى إلا الثأر لخالد والآلاف الآخرين الذين ماتوا في السجون والمعتقلات على مدار 30 عاماً، وظلوا يتظاهرون لمدة ستة أشهر، وانطلقت على موقع فايسبوك صفحة باسم "كلنا خالد سعيد"، كانت تتبنى الدعوات إلى التظاهرات، ومنها انطلقت الدعوة إلى تظاهرات حاشدة في شتى أنحاء الجمهورية، في عيد الشرطة المصرية، الذي تحتفل به في يوم 25 يناير/ كانون الثاني من كل عام.

وفجأة تحولت التظاهرات إلى ثورة عارمة، إستمرت 18 يوماً، ولم تهدأ إلا بإسقاط نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، ولا تزال تناضل من أجل تطهير مؤسسات الدولة من بقاياه، وتحول خالد سعيد إلى أيقونة الثورة المصرية، كما كان محمد بوعزيزي أيقونة الثورة التونسية.

التعذيب ما زال مستمراً
بينما يحيي المصريون الذكرى الثانية لخالد سعيد، قال عمه الدكتور علي قاسم إن التعذيب لايزال مستمراً في مصر، بل زادت حدته، رغم أن ثورة 25 يناير اندلعت بالأساس ضد استبداد وقهر الشرطة، وانتقاماً لوفاة خالد سعيد تحت التعذيب.

وأضاف قاسم لـ"إيلاف" أن وزارة الداخلية تحتاج إلى تطهير، مشيراً إلى أن القيادات العليا ما زالت تتعامل مع المصريين بصلف واستكبار، وما زالت على ولائها للنظام السابق، ولفت إلى أن القيادات الدنيا وصغار الضباط وعوا الدرس جيداً.

وأعرب قاسم عن تفاؤله بنجاح الثورة في تحقيق أهدافها كاملة، وإقرار دولة القانون والديمقراطية، رغم أنف من يحاولون اختلاق زعامات على جثة مصر والثورة، ورغم أنف فلول النظام السابق، ولفت إلى أنه بخبرته السياسية، باعتباره عمل في السياسة لمدة 40 عاماً، يدرك جيداً أن من يصنعون المجد لبلادهم، ويساهمون في تغييرها نحو الأفضل، هم الفلاحون، الذين يعملون في الحقول، والعمال في المصانع والموانئ، وهؤلاء لا يعبّر عنهم أي من النخبة السياسية الحالية.

النخبة تعمل لمصالحها الخاصة
وانتقد قاسم أطروحات بعض التيارات السياسية بشأن الإنتخابات الرئاسية، ولاسيما فكرة المجلس الرئاسي المدني أو إعادة الإنتخابات الرئاسية من جديد، أو تنازل مرشح جماعة الإخوان المسلمين لمصلحة مرشح آخر.

وقال إن كل هذه الأطروحات السياسية غير واقعية، ولفت إلى أنها تريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء أكثر من 15 شهراً، منوهاً بأن كل هذه الأفكار غير قانونية وغير دستورية، بل لا تتناسب مع الشرعية الثورة، ودعا قاسم من وصفهم بالنخبة السياسية إلى أن يتقوا الله في شعب مصر، وألا يتلاعبوا بالشباب ويستخدموه، أو يوظفوا ميدان التحرير لمصلحة تحقيق أهداف شخصية.

وأضاف قاسم أن بعض من ركبوا الثورة وحصدوا مكاسب من ورائها هاجموا أسرة خالد سعيد، ووصفوها بأنها تاجرة مخدرات وحشاشة، ودعا من وصفهم بـ"المرشحين الفاشلين" إلى أن يكفوا أيديهم عن الثورة، ويقفوا خلف مرشح الإخوان والثورة ضد مرشح النظام السابق.

مرسي لمكافحة التعذيب
وأعلن عم خالد سعيد أن عائلة قاسم في شتى أنحاء الجمهورية، التي ينتمى إليها أيقونة الثورة، سوف تجتمع غداً، وتعلن عن دعمها لمرشح الثورة الدكتور محمد مرسي. مشيراً إلى أن اختيار مرسي يأتي من أجل القضاء على التعذيب في مصر، الذي كان خالد سعيد أحد أبرز ضحاياه، ومن أجل تطهير الشرطة.

ولفت إلى أن إنتخاب شفيق رئيساً للجمهورية يعني استمرار التعذيب بشدة، واستمرار إفلات الجناة من العقاب، واستمرار الفساد في الشرطة. وحول ما صدر في السابق من والدة خالد سعيد بمقاطعة الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية، قال قاسم إن هذا التصريح كان في السابق، ولكن بعد عقد إجتماعات لأعضاء الأسرة، قرروا اختيار الدكتور محمد مرسي في جولة الإعادة.

شفيق التعذيب والفساد
وهاجم قاسم الفريق أحمد شفيق المحسوب على النظام السابق، وقال إن إنتخاب شفيق للرئاسة يعني إعادة إنتاج النظام السابق بكل فساده وإستبداده، مشيراً إلى أن شفيق عقد إجتماعاً مع قيادات الحزب الوطني المنحل، وطلب منهم الإنفاق بسخاء على حملته الإنتخابية، ودفع أموالاً للناس، قائلاً إن من ينفق مليوناً سوف يعود إليه مليونان في حالة فوزه بالرئاسة. أما في حال سقوطه فسوف تتم مصادرة المليون ويتعرّض للمحاكمة والسجن.
ونبه قاسم إلى أن فلول الحزب الوطني يقفون بقوة وراء شفيق، وليس من المعقول أن يقف الثوار على الحياد من مرشح النظام السابق المتورط في موقعة الجمل.