سائقون عرب لكن اسماءهم عبرية سعيًا لكسب الزبائن في القدس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: بدل عبد حمامة، السائق العمومي العربي، اسمه الى "يونا" بالعبرية ومثله فعل كثيرون من زملائه السائقين طمعا بالحصول على زبائن يهود في القدس الغربية، فهؤلاء لا يرتاحون الى سماع اللغة العربية عند ايصالهم الى وجهتهم.
و"يونا" اسم عبد الجديد يعني حمامة بالعبرية وهو يحمله منذ 18 عاما، عندما بدأ يعمل في مكاتب سيارات الاجرة اليهودية في القدس الغربية ليصبح مقبولا لدى الزبائن اليهود، حتى صار السائقون العرب انفسهم ينادونه بهذا الاسم.
ويحمل عدد كبير من السائقين العرب الذين يريدون العمل في القدس الغربية اسماء عبرية حتى يتمكنوا من تحصيل رزقهم، فبدلا من موسى نجد "موشيه" وهناك "يوسي" بدل يوسف و"جيمي" بدل جمال و"مودي" بدل محمد واللائحة تطول.
وقال عبد حمامة إن "سوق العمل مع العرب في القدس الغربية قليلة جدا، فغالبية اليهود لا يحبذون السفر مع العرب ولا يشعرون بالراحة معهم. لهذا السبب نستخدم نحن السائقين اسماء عبرية هي بمثابة رموز".
وتابع "كان لي زبون يهودي يطلب مني باستمرار ارسال سائق يهودي اليه، وعندما لم افعل توقف عن التعامل معي".
واورد ان "كثيرا من المكاتب الاسرائيلية ترفض تشغيل سائقين عرب، ومنهم من كان يعلن ذلك في الصحف لكنهم توقفوا عن القيام بهذا الامر كون الاعلان ذا طابع عنصري فباتوا يقولون نوظف فقط الذين ادوا الخدمة العسكرية وذلك للاحتيال على القانون".
وقال فيصل الطويل وهو سائق يعمل في شوارع القدس الغربية "المكاتب الاسرائيلية لا يعطوننا عملا ويرفضون توظيف العرب (...) اما لدى العرب فلا يوجد عمل اصلا، فالكبير هنا يكبر والصغير يصغر".
لكن فيصل لم يغير اسمه بخلاف كثيرين وعلق "اذا اعجبهم ذلك اهلا وسهلا وان لم يعجبهم هذه مشكلتهم".
واضاف "البعض يفضل السفر مع سائق عربي لان السعر دائما ارخص، لكن البعض الاخر ما ان يقرأ اسم السائق العربي على اللوحة حتى يقول له: توقف لا اريد الاستمرار". وحكاية السائقين لا تقتصر على تغيير الاسم، فبضعهم يعمد الى تغيير قصة شعره ولباسه ليحاكي في شكله اي اسرائيلي.
وروى يوسف عصفور "كنت في القدس الغربية واوقفت سيارة اجرة لنقلي الى القدس الشرقية. ظننت ان السائق يهودي فرحت اتحدث اليه بالعبرية، وهو ايضا ظن انني اسرائيلي لانني اضع نظارتين وشعري قصير. طننت انه يهودي لان شكله لم يوح لي انه من بلدة العيسوية وعندما اوقف سيارته امام احد الدكاكين في الخليل ادركنا نحن الاثنين اننا عرب".
وقال رشيد الرشق نقيب السائقين في القدس "هناك نحو 200 سائق مقدسي في النقابة بينما يوجد عدد مماثل او اكثر خارجها، وانا لا الوم اي شخص يتحدث العبرية او يغير شكله فالناس يبحثون عن لقمة العيش ونسبة البطالة مرتفعة والاسرائيليون يرفضون تشغيل العرب".
وذكر الرشق بان عددا من السائقين العرب تعرضوا للضرب والمضايقات حتى ان عددا منهم قتل بايدي يهود، وقال "في العام 1973 قتل السائق وديع عطالله فاضربنا احتجاجا واستجوبتنا المخابرات الاسرائيلية. وفي العام 1980 قتل خميس التتونجي فاضربنا ايضا".
كذلك، قتل السائق تيسير الكركي ذبحا في منتصف ايار (مايو) 2007 بيد شقيقين يهوديين اطلقت المحكمة سراحهما لعدم اهليتهما القانونية. وقتل السائق ربيع الطويل عند حاجز عسكري جنوب القدس المحتلة في ايلول (سبتمبر) 2009، وقال الجيش الاسرائيلي يومها انه "لم ينصع للاوامر".
وقتل ايضا السائق زياد الجولاني في حزيران (يونيو) 2010 بعد ان اطلق عليه حرس الحدود النار بحجة انه حاول دهس عنصر في الشرطة. وقال الرشق "اليوم بات يمنع علينا تنظيم اضرابات عند مقتل اي سائق فلسطيني".
من جهته قال نائب رئيس اتحاد السائقين الاسرائيليين العموميين في القدس الغربية منذر سلمان وهو عربي اسرائيلي لفرانس برس ان "نصف مكاتب سيارات الاجرة الاسرائيلية لا توظف العرب. انها مكاتب عنصرية، والعنصرية موجودة هنا في كل مجالات الحياة".
واضاف سلمان "من واجبنا اطلاق حملة قانونية ومقاضاة المكاتب التي لا توظف العرب. ولكن، عندما حاول رئيس الاتحاد الاسرائيلي التفاوض مع اصحاب مكاتب سيارات الاجرة اتهموه بانه بات مسلما ويعمل لصالح حركة حماس". وختم "يضم الاتحاد نحو 20 مكتبا يهوديا في حين لا يتجاوز عدد المكاتب العربية فيه اصابع اليد الواحدة".