اللغة التركية في معاهد تونس... انفتاح أم إحياء لأمجاد العثمانيين؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن وزير التربية التونسي عبداللطيف عبيد عن قرار يقضي بتدريس اللغة التركية لتلاميذ المعاهد الثانوية انطلاقا من السنة الدراسية القادمة بصفة اختيارية إلى جانب خمس لغات أخرى وهي الألمانية والإيطالية والإسبانية والصينية والروسية. والقرار أثار جدلا واسعا فالبعض يرى أن التركية ستحيي أمجاد الإمبراطورية العثمانية وتعزّز حضور تركيا المتزايد في تونس وشمال أفريقيا، بينما يرى آخرون أنّ المنظومة التربوية التونسية منفتحة على لغات الشعوب الأخرى ومنها تركيا القوة الاقتصادية.
تونس: وزير التربية التونسي عبد اللطيف عبيد أكد أنّ المنظومة التربوية منفتحة، وبالتالي من المفيد لتونس ولتلاميذها أن يتعلموا اللغة التركية كلغة حيةّ و"ليست ميتة " كما يرى البعض ذلك، وستدرس بصفة اختيارية لفائدة تلاميذ السنتين الثالثة والرابعة ثانوي وستقتصر كتجربة أولى على عدد من المعاهد الثانوية في محافظات تونس ونابل وبنزرت.
عبيد قال:" أردنا أن نضيف لغة أجنبية، فكانت اللغة التركية، فتركيا تعدّ 75 مليون نسمة وهي قوة إقليمية وعالمية صاعدة، كما أن الحكومة قد وفرت 40 منحة لتلاميذ الثانوية العامة للدراسة في الجامعات التركية".
وأضاف وزير التربية التونسي أنّ الوزارة وبعد إقرار اللغة التركية تفكر في إدراج لغات أجنبية أخرى من ذلك اليابانية واليونانية والبرتغالية والهولندية.
من جانبه، أكد الخبير التربوي عبدالوهاب غبارة في تصريح لـ"إيلاف" عن "تفتح المنظومة التربوية التونسية ومنذ نشأتها على العلوم الإنسانية فطوّرت محتوياتها وأهدافها ودعمت ذلك بإدراج عدد من اللغات الأجنبية من أجل تكوين أجيال متمكنة من أدوات التواصل والتفتح على كل حضارات الدنيا وإنجازاتها، فبالإضافة إلى الفرنسية والانكليزية ثم إدراج الإيطالية والألمانية والإسبانية لغات اختيارية تباعا وفي ذلك تفاعل إيجابي للمدرسة التونسية مع التغيرات التي يشهدها هذا العالم كل يوم، كما أنّ أبرز سمات المدرسة الحديثة والتي تنأى بنفسها عن الجمود والتحجر والتكلس والتقوقع هي التفتح المستمر والتغير المطرد وجعل ذلك عمادا أساسيا وأسلوب عمل يتجدد بتجدد الأيام".
لكنّ أستاذ اللغة الإنكليزية محمد الحمّار وبعد إقرار تدريس اللغة التركية في المعاهد الثانوية كتب رسالة إلى وزير التربية اطلعت عليها "إيلاف" منتقدا القرار، وجاء في تلك الرسالة:" لئن يتضح أنّ نية إدراج تعليم اللغة التركية في البرنامج المدرسي تتزامن مع شروع تونس وتركيا في تنفيذ نمط من الشراكة بينهما فإنّ معالم هذا الأخير لم تتضح بعدُ بشكل يتناسب بصفة مُقنعة مع إرادة إحداث هذه الرجة اللغوية.
لذا كان من الأجدر الانتظار حتى يكون لتونس سلطة دائمة تتمتع بما يكفي من الوقت ومن الوسائل لعرض الفكرة على الرأي العام وعلى أهل الاختصاص حتى تستسيغ المجموعة الوطنية حيثيات المقترح وتبدي رأيها فيه فيصبح قرارا ثابتا وبرنامجا مستداما".
لغة ككل اللغات
وأضاف الخبير التربوي:" إن الدول التي أدرجت لغاتها منذ سنين في برامجنا كإيطاليا وإسبانيا وألمانيا لا يفوق عدد سكانها سكان تركيا فما الفرق إذن بين الإيطالية والإسبانية والألمانية والتركية، أليست كلها لغات لمجموعات بشرية متقاربة العدد؟ .فلماذا التحامل إذن على اللغة التركية ؟ أليست تركيا بلدا أوروبيا ناميا وبيننا وبينه صلات اقتصادية متطورة ونحتاج بالتالي إلى اللغة في إدارة الأعمال كالبنوك والمحاسبة و الهندسة والتسوق والإعلام والمعلوماتية وغيرها ناهيك عن العلاقات الثقافية المتجذرة في التاريخ".
الخبير التربوي عبدالوهاب غبارة تحدث كذلك عن إثارة موضوع الإمبراطورية العثمانية فقال:" الحديث عن الإمبراطورية العثمانية والتغّول التركي غير منطقي، لأن التاريخ بيّن لنا أنّه منذ تاريخ انتصاب الخلافة العثمانية في تونس سنة 1574 م لم يكن تصدير اللغة التركية يوما غاية للسلطة التركية المتعاقبة بل وعلى العكس من ذلك كانت علاقة تونس بالدولة العثمانية علاقة استقلالية ولم نلمس يوما اعتداء على ثقافتنا لذا وجب علينا كتونسيين أن نقيم أي خطوة وفي أي ميدان كانت على أساس الجدوى والمردودية وأن نتجنب الإسقاطات التاريخية والإنفعالات ذات المغزى السياسي لأنها تحرمنا من مجالات واسعة للتقدم ولاسيما أننا تعاملنا مع لغة المستعمر الفرنسي بالحكمة والبراغماتية وآثرنا مصالحنا، فلماذا لا يكون ذلك مع اللغة التركية، وليعلم الجميع أن تركيا ليست فرنسا".
مسألة التعريب
أستاذ اللغة الإنكليزية محمد الحمّار أكّد كذلك على مسألة التعريب وقال:" إنّ إصلاح تعليم اللغات، لكي يفي بحاجيات المجموعة، لا بد أن يكون مندرجا في إطار منظومة متكاملة فضلا عن لزوم اندراجه الطبيعي في إطار المنظومة التربوية ككل. وهذا الأمر يتطلب رؤية شاملة لإنجازه، وهو ما لم يُنجَز بعد".
وأضاف:" تُعَدّ مسألة التعريب من أهم مفاصل الجسم اللغوي المدرسي، إن لم نقل المفصل الأهم من حيث الغاية على الأقل. والتعريب كما نراه، وعلى عكس ما قد يتراءى لبعض المختصين أو لبعض المتحمسين، يعني من بين أشياء أخرى دعم تعليم اللغات الأجنبية. ومن بين شروط هذا التعليم اختيار اللغة أو اللغات التي تعتزم المجموعة الانخراط في تأمين تعليمها للناشئة إلى جانب اللغة الأم. وهل هناك أفضل من مقياس اللغة الحبلى بالحداثة لاستكمال التكوين العقلي والعاطفي الذي تُديره اللغة الأم لدى الناطقين بهذه الأخيرة؟
وأكد الحمّار أنّ:" حُسن اختيار اللغات الأجنبية الحاملة للحداثة يستوجب بدوره منهجية تهدف إلى تحديد "الحالة" لكل واحدة من تلك اللغات مع توزيع عِلمي للدور المنتظر أن تلعبه كل واحدة وإلى ضبط العلاقة بينها وبين العربية. وهنا نتساءل: على أي أساس تم التفكير في تعليم اللغة التركية؟ وماذا تمثل تركيا حداثيا حتى نتبنى لغة قومها، وإلا ما هي القيمة المضافة لأية لغة نُدرّسها للناشئة إذا لم تكن هذه القيمة ذات صبغة حداثية".
الإعلامية رئيسة تحرير الصفحات الثقافية بجريدة الصباح علياء بن نحيلة أكدت استغرابها من إعلان وزير التربية قرار تدريس اللغة التركية وقالت لـ"إيلاف":" إعلان وزير التربية أذهل كل من سمعه، وتساءلت مستنكرة: "ما الذي دفع إلى مثل هذا القرار وما السبب وراء ذلك؟ هل هي العلاقات الاقتصادية وهل هو البعد العلمي لتعليم اللغة التركية، وهل هناك علاقات من أي نوع آخر تدفعنا إلى أن ندرّس أبناءنا لغة ميتة لا إشعاع لها خارج حدود تركيا؟ وأي ذنب ارتكبه أبناؤنا لنقدمهم قربانا من أجل عيون الذين ساندوا ثورتنا وهل نحكم على أبنائنا الصغار بأن يدرسوا لغات كل الدول التي ساندت ثورتنا؟"
لكن الخبير التربوي غبارة له رأي آخر ويقول:" لست أدري لماذا ثارت ثائرة البعض فجعل ينبش التاريخ ويقلّب أوراقه حين أعلن وزير التربية عن إدراج اللغة التركية لغة اختيارية إضافية في معاهدنا. فراح هؤلاء يذكروننا بالخلافة العثمانية ومساوئها وبنوايا الأتراك في اقتناص هذه الفرصة الذهبية وكأنها فتحت لهم الدنيا من جديد".
التعليقات
تركيات
أبو العلاء -لايوجد أثقل وأجف من اللغة التركية على السمع مثل طحن الحجارة وخاصة طريقة لفظهم للكلمات ذات الأصل العربي مثل حرية يلفظونها حريييااات والمزعج أنهم لايعرفون وإن عرفوا ينكرون أن الكثير من كلماتهم عربية
تخلف
عراقي متشرد -وكأنهم يتعلمون لغة الكون.اللغة التركية هي من أكثر اللغات تخلفا في العالم وهي خليط من لهجات تركمانية ومغولية وتترية وأوزبكية وفارسية وعربية وروميةوكردية.نسبة الأتراك في تركيا هي 35بالمائة ومع ذلك يتفاخرون بأصولهم التركية المزعومة.من يسمع اللغة التركية يعتقد أنه يستمع الى نغم نشاز الى حد الازعاج.لا أدري ماذا يستفيد التونسيون من هذه اللهجة.
اللغه العربيه ايضا
من تركيا -للعلم سيتم تدريس اللغه العربيه كدرس الزامي في المدارس التركيه اعتبارا من الصف الاول الابتدائي اعتبارا من العام الدراسي القادم.
لمعلوماتكم فقط
عربي -اللغه التركيه يستعملها بلهجات مختلفه سكان أسيا الوسطى بدءا من الصين وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقه وتركيا وجزء من قبرص واليونان وسوريا والعراق و أيران وهي اللغه الوحيده مع الفارسيه التي تستطيع التفاهم بها في أسيا الوسطى حيث تنتشر الانكليزيه بشكل محدود جدا...من يتقن التركيه يستطيع التفاهم مع ثلاثه أرباع سكان قاره أسيا