الرئيس التونسي يدعو الى البحث عن طرق للتقدم الاجتماعي بعيدة عن النظم الليبرالية الكلاسيكية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جنيف: اكد الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي ان بلاده "تبحث حاليا بجدية في طرق للتقدم الاجتماعي وضمان حق العمل لاكبر عدد ممكن من المواطنيين التونسيين خارج طرق التفكير التقليدية الليبرالية الكلاسيكية".
واوضح المروزقي في كلمة امام المؤتمر ال101 لمنظمة العمل الدولية هنا اليوم "ان تونس واعية لضرورة مراجعة نموذج التنمية الذي انساقت فيه والذي زاد من عدد المهمشين والعاطلين وجعلها ترزح تحت وطأة الدين الخارجي".
ولفت الى انها بحاجة ايضا الى الاستفادة من تجارب الامم الاخرى التي استطاعت ان تبنى اقتصادياتها على امكانياتها الذاتية ومساعدة المنظمات الدولية مثل منظمة العمل الدولية.
واكد الرئيس التونسي ان هذا العمل الطويل المدى يحتاج الى تكاتف الجميع حكومة ونقابات ورؤوس اموال مؤكدا "ان ما تجتازه تونس اليوم من صعوبات لا يمكن الا ان تشكل حافزا لها على توافق الاهداف التي تروم تحقيقها عبر عقد اجتماعي جديد يكون اكبر اساس يتم عليه بناء الديمقراطية ومؤسساتها الناشئة".
واضاف ان ما يحدث في تونس وفي البلدان العربية "رسالة واضحة بأن الشعوب لن ترضى بالفقر والتهميش وانها ستنتفض للدفاع عن حقوقها في العيش الكريم وان الاقليات التي حكمت بالحديد والنار للدفاع عن نظام اجتماعي ظالم ومهين لن تستيطع من الان فصاعدا السيطرة على وضع لم يعد قابلا للتحمل".
واوضح المرزوقي "ان الرسالة داخل الرسالة وهي انه لا سلم داخل الشعوب وبينها في اطار نظام اقتصاد مجحف يضع الثروة في ضفة والفقر في ضفة اخرى ولا شيئ بينها سوى اجهزة القمع" مؤكدا "ان العدالة والسلم اليوم كلمتان مترادفتان لا مجال لواحدة الا بالاخرى وكل ما عدا ذلك وضع مرحلي لا ينذر الا بتفجر العنف اجلا او عاجلا".
واشار في السياق ذاته الى ان "العمل من اجل هذه العدالة التي هي ضمان للسلم امر ضروري لتحقيق العدالة اذ انها في معركة طويلة محفوفة بالمخاطر وقد تتعرض لالف نكسة ونكسة لكن قوى الحياة والامل لن تتوقف ابدا وفي هذا اكبر عزاء وتشجيع".
وذكر "ان ما تم تحقيقه حتى الآن في تونس هو اقل مما يطلبه العمال وبقية شرائح المجتمع لكنه كبير مقارنة مع عمر الثورة التونسية ويجب البناء عليه لتواصل اثراءه بمزيد من المكتسبات الاخرى في اطار من التوافق الاجتماعي".
وشدد كذلك على ان تونس "تسعى الى تحقيق اكبر قدر من العدالة الاجتماعية وبناء نموذج تنمية يجد فيه الجميع ضمانا لكرامتهم وصونا لمواطنتهم الفاعلة" مشيرا في الوقت ذاته الى امكانيات تونس "المحدودة" ووضعية الازمة الاقتصادية التي تمر بها "والتي لا يمكن ان تكون عائقا امام مؤسسات الدولة التونسية الناشئة لتضع هدف استحداث وظائف على رأس سلم اولياتها".
واضاف الرئيس التونسي ان بلاده تسعى الى تحقيق تنمية "لا تنكر مبدأ العدالة الاجتماعية وليس نموا يرفع الارقام والمؤشرات ويسحق البشر".
وكان المدير العام لمنظمة العمل الدولية خوان سومافيا قدم الرئيس التونسي الى المؤتمر قائلا "انه رئيس البلد الذي بدأ صفحة الربيع العربي التي تمر الآن امام اعيننا ومن الذي انطلقت منه شعلة 17 ديمسبر التي اتسعت وانتشرت في العالم عندما شاهد العالم الشعب التونسي يطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية".
وطالب سومافيا المؤتمر بتحية الرزوقي تكريما لمسيرته "كرجل وضع الدفاع عن حقوق الفرد على الصعيدين العربي والدولي في قلب خيارته والتزامه بهذا الخيار طيلة حياته" لافتا الى الى سيرته الذاتية "التي بدأها طبيبا فاختار اخلاقيات الطب والتزم بها سياسيا وعرف ثمن الحرية بعد تجاربه في السجن والنفي الى ان تمكن من تحقيق اهدافه".