المراقبون الدوليون يتفقدون مكان مجزرة القبير في سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك: تفقد المراقبون الدوليون الجمعة مزرعة القبير في ريف حماة بوسط سوريا حيث وقعت مجزرة الاربعاء قتل فيها 55 مدنيا على الاقل بينهم نساء واطفال، في حين كثفت الدول الغربية جهودها الرامية لاستصدار قرار دولي يفرض عقوبات على نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي ان "بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سوريا ارسلت اليوم فرق مراقبين الى بلدتي القبير والرستن للتحقيق ميدانيا".
واضاف "لن نعطي اي تفصيل الى حين عودة الفرق" الى قاعدتها.
والقبير عبارة عن مزرعة واسعة تابعة لبلدة معرزاف تضم بين 15 و20 منزلا. وقد قتل فيها الاربعاء اكثر من خمسين شخصا بالقصف وباطلاق الرصاص وبالسكاكين، بحسب شهود. وفي حين اتهمت المعارضة السورية "قوات النظام وشبيحته" بارتكاب المجزرة، نفت الحكومة السورية وقوع اي مجزرة في هذه المزرعة متحدثة عن "جريمة ارتكبها الارهابيون وراح ضحيتها تسعة من النساء والاطفال".
وبحسب عبد الكريم الحموي من المكتب الاعلامي للثورة في محافظة حماة فان "15 مراقبا وصلوا الى القبير وعاينوا آثار الدمار والقصف العشوائي"، مشيرا في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب الى ان المراقبين زاروا قبل القبير قرية معرزاف "وعاينوا مكان دفن جثث ضحايا المجزرة".
وحاول المراقبون زيارة القبير الخميس غداة وقوع المجزرة، الا انهم اضطروا الى ان يعودوا ادراجهم بعد تعرضهم لاطلاق نار وتوقيف على حواجز امنية واخرى لمدنيين، بحسب الامم المتحدة.
وقال بان كي مون الخميس ان اسلحة ثقيلة ورصاصا خارقا وطائرات بدون طيار استخدمت ضد المراقبين في مرات اخرى.
ونقل عنه الدبلوماسيون ان الهدف من ذلك، ارغام المراقبين على الانسحاب من المناطق التي تتهم القوات السورية بشن هجمات عليها.
واعلن بان ايضا امام مجلس الامن ان المراقبين شاهدوا قوافل عسكرية سورية تقترب من القرى وحاولوا منعها من شن هجمات ضد المناطق المأهولة ولكن تم تجاهلهم.
واتهمت المعارضة السورية النظام بارتكاب مجزرة القبير، فيما اتهمت السلطات "مسلحين ارهابيين" بذلك.
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، بحسب وكالة الانباء الرسمية "سانا"، امام مجلس الامن الخميس ان "عشرين ارهابيا مسلحا" كانوا يحاولون قتل سكان في قرية القبير، وان قوات حفظ النظام تحركت لمنعهم "واشتبكت مع الارهابيين وسقط شهيد من قوات حفظ النظام وقتل عدد من الإرهابيين".
واشار الى ان صور المجزرة التي بثتها الفضائيات لاشخاص قتلوا منذ وقت طويل، وان وسائل الاعلام السورية ستبث قريبا الصور الحقيقية.
وغداة تنديده امام الجمعية العامة للامم المتحدة بمجزرة القبير "المقززة" دعا المبعوث الدولي العربي المشترك الى سوريا كوفي انان الجمعة الى "زيادة الضغط" على سوريا لتطبيق خطته المؤلفة من ست نقاط.
وقال انان في مستهل لقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في واشنطن انه سيبحث سبل "زيادة الضغط على الحكومة وعلى الاطراف لتطبيق خطة الخروج من الازمة"، مؤكدا ان "الجميع يبحث عن حل".
من جهتها، اعلنت كلينتون التي كانت تقف الى جانبه انها ستبحث مع انان في طريقة للحصول على رد "اقوى" من الحكومة السورية على خطته المؤلفة من ست نقاط.
وعلى صعيد الضغوط على دمشق افاد دبلوماسيون الجمعة ان الدول الغربية ستتحرك "سريعا" لتبني عقوبات ضد النظام السوري في مجلس الامن الدولي.
وقال دبلوماسي غربي "سنتحرك سريعا لمحاولة التوصل الى تبني قرار" يعاقب دمشق، مضيفا "ستطرح مبادرة خلال الايام القليلة المقبلة للتوصل الى تصويت يتضمن اجراءات تحت الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة، ما يعني عقوبات".
ويتضمن الفصل السابع اجراءات مثل الحظر الاقتصادي وتجميد ارصدة مالية وقطع علاقات دبلوماسية، وكخيار اخير اللجوء الى استخدام القوة لاجبار بلد على التقيد بقرارت مجلس الامن في حال حصل تهديد للسلام.
وتعمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على اعداد مشروع قرار يتضمن التهديد بفرض عقوبات، بحسب ما قال دبلوماسي آخر.
وكان انان طلب الخميس من مجلس الامن زيادة الضغط على دمشق لكي تتقيد بخطة السلام التي وافقت عليها، في حين دعت بريطانيا والمانيا خلال الاجتماع بشكل واضح لفرض عقوبات، بحسب دبلوماسيين.
وقال دبلوماسي غربي "نأمل الا يعارض الروس، والصينيون يبدون اكثر انفتاحا".
ورفضت الصين الجمعة دعم نداء انان لمضاعفة الضغط على الحكومة السورية، مكتفية بتأكيد ضرورة التزام النظام ومجموعات المعارضة على حد سواء، بوقف اطلاق النار.
وكرر المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وايمين ان "على الحكومة السورية والمعارضة تطبيق التزاماتهما بوقف اطلاق النار واعمال العنف"، متجنبا الاجابة على السؤال.
اما موسكو فليست على ما يبدو بصدد التخلي عن حليفها السوري، فقد اعلنت الجمعة بعد محادثات على مستوى رفيع مع المبعوث الاميركي حول سوريا انه لا علم لديها باي خطط من قبل الرئيس بشار الاسد للتنحي.
وقال دبلوماسيون رفيعون انهم اطلعوا المبعوث الاميركي الخاص فريد هوف ان موسكو مستعدة للموافقة على تعديلات في خطة المبعوث الدولي كوفي انان لحل الازمة السورية من اجل ابقاء تلك المبادرة حية.
ومن بيروت دعا وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي الى وقف العنف في سوريا للحؤول دون "انفجار اقليمي يشعل المنطقة".
وقال فيسترفيلي بعد لقائه رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي انه يشعر ب"الصدمة ازاء العنف الجاري في سوريا"، مشيرا الى ان "الوضع في سوريا له تأثير على المنطقة لا سيما على لبنان المجاور"، ومشددا على وجوب "وقف العنف في سوريا وتجنب انفجار اقليمي يمكن ان يشعل المنطقة كلها".
واكد الوزير الالماني ان "الحل السياسي في سوريا لا يزال ممكنا وضروريا، لكن لا بد من التحرك لتحقيق ذلك"، مشددا على ان برلين "ستواصل العمل من اجل الوصول الى هذا الحل داخل الامم المتحدة وخارجها عبر تكثيف الضغط السياسي على نظام الاسد من خلال العقوبات".
من ناحيتها اعلنت فرنسا انها تؤيد مبادرة انان لتشكيل مجموعة صغيرة تضم عددا من الدول بهدف التوصل الى حل في سوريا.
وفي حلقة جديدة من مسلسل العقوبات الغربية على دمشق اعلنت سويسرا الجمعة انها فرضت سلسلة جديدة من العقوبات على سوريا تستهدف خصوصا قطاعي المال والنفط والمعادن الثمينة.
وعلى الصعيد الانساني حذرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر من ان الوضع "بالغ التوتر" في العديد من مناطق سوريا ما يدفع الى عمليات نزوح بين السكان.
وبحسب الصليب الاحمر فان نحو 1,5 مليون شخص بينهم من لم يتأثر الا بشكل غير مباشر من المواجهات العنيفة بين القوات المسلحة ومعارضي النظام، بحاجة الى مساعدة.
ميدانيا، وككل يوم جمعة خرجت تظاهرات كبيرة في سوريا مناهضة للاسد، في حين تواصلت اعمال العنف اليومية وحصدت 13 قتيلا على الاقل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اكد ايضا حصول اشتباكات عنيفة بين الجيش ومنشقين في مناطق سورية عدة ابرزها دمشق وريفها واللاذقية (غرب) ودرعا (جنوب).
وخرج الاف المتظاهرين في مناطق سورية عدة للمطالبة باسقاط النظام، في ما اطلق عليه اسم جمعة "تجار وثوار يدا بيد حتى الانتصار" في محاولة لحث الطبقة البورجوازية ورجال الاعمال في سوريا على الانضمام للانتفاضة ضد النظام.
واطلقت القوى الامنية النار على عدد كبير من التظاهرات في مناطق مختلفة لتفريقها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
وقصفت القوات النظامية طوال يوم الجمعة حي الخالدية في حمص (وسط) بشكل عنيف تمهيدا لاقتحامه.
وقال المرصد في بيان ان "حي الخالدية يتعرض منذ الصباح لقصف عنيف من القوات النظامية السورية، وتسقط نحو خمس قذائف بالدقيقة"، مشيرا الى ان "القصف يتوقف لمدة ربع ساعة ويعود بالوتيرة نفسها".
ومنذ سقوط حي بابا عمرو في بداية آذار/مارس، تتعرض احياء عديدة في مدينة حمص لقصف شبه متواصل من قوات النظام، وقد شهدت عمليات نزوح واسعة.
بدوره اعرب المجلس الوطني السوري المعارض في بيان عن تخوفه من ان يكون القصف على حي الخالدية تمهيدا ل"عملية اقتحام عسكرية تستهدف من تبقى من مدنيين في المدينة المنكوبة" داعيا الى "تدخل عاجل على مستوى الامم المتحدة ومجلس الامن".
وطالب المجلس "المراقبين الدوليين التوجه الى مدينة حمص واقامة نقطة ثابتة لهم" فيها.
وينتخب المجلس الوطني السوري في اليومين المقبلين رئيسا جديدا له خلفا لرئيسه المستقيل برهان غليون، ويرجح ان يتم الاتفاق على مرشح توافقي هو الكردي عبد الباسط سيدا.
التعليقات
وقائع جريمة القبير بالضبط
Investigators Syrians -أفادت الهيئة العامة السورية للتنسيقيات بأنه بلغ عدد الضحايا على يد شبيحة الأسد تزيد عن مقتل أكثر من مائة شخص بينهم نحو 50 طفلاً وامرأة في مجزرة ريف حماة في منطقة القبير قرب معرزاف،وتم استهداف القبير في البداية بتوجه ثلاثة دبابات لجيش النظام من طراز T72 من جهة قرية المجدل ثم بدأ القصف، وبعد ساعة قامت عدة سيارات وحافلات تحمل أفراد الشبيحة باقتحام البلدة، وبدؤوا بعملية إبادة للأهالي وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها وتم الهجوم على كافة منازل القبير، وتم قتل من فيها بالسكاكين، كما تم إحراق المنازل وبداخلها أطفال ونساء، وتمت إبادة القرية بكاملها ولم يبقى سوى أربعة أشخاص فقط بقوا على قيد الحياة بعد المجزرة في القبير، كما قام جيش الأسد باختطاف عدداً من الشبان وجثث بعض الضحايا حيث تم نقل عدد من الجثث من القبير إلى مناطق أخرى،،وأكد الناجون الأربعة وقوع عمليات إعدام ميدانية استعملت فيها السكاكين ضد النساء والأطفال ولقد وصل عدد قتلى المجزرة نحو المائة شخص،وفي محاولة لتفادي إدانة دولية واسعة النطاق كتلك التي خلفتها مجزرة الحولة، قامت قوات النظام بطمس آثار المذبحة، حيث سرقت 57 جثة وحرقت 41 جثة أخرى، وصرح رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا، الجنرال روبرت مود، بأن النظام السوري أقام حاجزاً على الطريق الموصل للقبير وعندما توجه المراقبون الدوليون إلى الحاجز على الطريق المؤدي إلى القبير ، طلبت قوات الأسد من المراقبين الرجوع ومنعوهم من التوجه إلى القبير.