أخبار

هولاند يعوّل على أغلبية مريحة في "التشريعية" لتطبيق برنامجه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سيكون الناخب الفرنسي مع نهاية الأسبوع الجاري على موعد مع محطة هامة في الحياة السياسية لبلاده، إذ سيتوجه إلى مراكز الاقتراع لاختيار الأغلبية التي ستعمل إلى جانب الإليزيه خلال السنوات المقبلة تشريعيا. وينتظر الرئيس هولاند فوز حزبه بالاغلبية حتى يتسنى له تطبيق برنامجه.

باريس: جميع استطلاعات الرأي تقدّم اليسار فائزا في الانتخابات التشريعية الفرنسية، ممثلا في الحزب الاشتراكي وجبهة اليسار والخضر، فيما يحتل حزب الرئيس المنهزم في سباق الإليزيه الأخير، نيكولا ساركوزي، الرتبة الثانية ويأتي اليمين المتطرف في الصف الثالث.

فوز معسكر اليسار في هذه الانتخابات سيكون بمثابة تزكية لفوز فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ومنحه أغلبية مريحة يتطلع اليها.

وستوفر له هذه الاغلبية هامشا للتحرك المطلوب قصد تطبيق برنامجه الانتخابي الذي تعهد به خلال الحملة للانتخابات الرئاسية، وتأكيد جديد من لدن الفرنسيين لرفضهم سياسة اليمين خلال الولاية السابقة.

استطلاعات الرأي في فرنسا ترجّح فوزا آخر للاشتراكيين في الانتخابات التشريعية

ما يقوي احتمال فوز اليسار الفرنسي بمكوناته المعروفة، وإن كان الملاحظون يستبعدون مدا ورديا، شعار الاشتراكيين، هو الوضعية التي يوجد عليها اليوم الحزب اليميني الأول، الاتحاد من أجل حركة شعبية، والذي كان قبل أسابيع في دواليب الحكم.

إذ أصبحت رؤوسه الكبيرة تتنافس من أجل الريادة واستخلاف ساركوزي كزعيم لهذا الصف السياسي، ويتعلق الأمر بكل من قائد الحزب الحالي فرانسوا كوبي، الوزير الأول السابق فرانسوا فيون، ووزير خارجيته السابق ألان جوبيه.

زريق: يجب ألا نترك السلطة كاملة لليسار

يؤكد علي زريق عضو المجلس الوطني للحزب اليميني الاتحاد من أجل حركة شعبية، وهو يشارك في هذه الانتخابات إلى جانب مرشحة حزبه في منطقة سان ساندوني، على"الحضور القوي للفرنسيين المنحدرين من أصول عربية لاسيما في المنطقة المذكورة وبألوان سياسية مختلفة في هذه الانتخابات".

لايستبعد زريق الذي هو في الوقت نفسه عضو اللجنة التنفيذية في فيدرالية الحزب في منطقة سان ساندوني أن "تفرز هذه الانتخابات برلمانيين عربا حيث هناك من لهم حظوظ حقيقية في الفوز كما هو شأن رمزي حمادي المرشح عن الاشتراكيين في منطقة مونطروي".

عن حظوظ حزبه في هذه الانتخابات، يقول زريق إنّ "الشارع الفرنسي ما زال يمينيا، والمتعاطفون مع الاتحاد من أجل حركة شعبية هم في حالة استنفار حتى لا ندع السلطة كاملة لليسار. ستكون حينها كارثة كبرى لو طبق اليساريون برنامجهم. برنامج يعتمد على الصرف والإنفاق عوض الإنتاج".

وعبر هذا القيادي العربي في الحزب اليميني عن عدم ثقته في استطلاعات الرأي التي تقدم اليسار فائزا في هذه الانتخابات، موضحا أنه "يمكن للاتحاد من أجل حركة شعبية أن يخلق المفاجأة. هولاند نجح في الانتخابات الرئاسية ليس لأنه كفوء وإنما لانتشار نوع من معاداة الساركوزية في الأوساط الفرنسية".

ولا يرى في وجود حكومة يمينية إلى جانب رئاسة يسارية أي عيب، لأن الفرنسيين "سواء كانوا من اليمين أو اليسار يعملون جميعا من أجل خدمة فرنسا، وبذلك وجود حكومة يمينية إلى جانب رئاسة يسارية مسألة طبيعية وسبق لفرنسا أن شهدت مثلها من قبل".

ويفسر وجود حكومة يمينية إلى جانب الرئيس فرانسوا هولاند بكون الأخير سيكون "مكبلا ولا يمكن له أن يتصرف في كل شيء من تلقاء إرادته دون توافقات مع الحكومة"، معتبرا في الوقت نفسه أن "سياسة اليسار في فرنسا لن تخدم المصالح العليا للبلاد، فهي سياسة ستدفع بنا نحو مصير اسبانيا اليوم، وهي وضعية لا يمكن أن يقبل الفرنسيون الوصول إليها".

احماني: فوز اليمين كارثة

حسن احماني القيادي في اليسار الفرنسي ومدير الحملة الانتخابية لمرشحة جبهة اليسار، اليسار المواطن، الحركة الجمهورية والمواطنة ومجموعة من المواطنينوالمواطنات والفعاليات الجمعوية المختلفة في منطقة نانطير، يدرك جيدا أهمية المرحلة التي تمر بها فرنسا اليوم بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

يقول احماني في حديث لإيلاف معبرا عن انتظارات الناخبين: "حتى أكون موضوعيا في تحليلي، المواطنون ينتظرون أشياء كثيرة وبسرعة بخصوص أسئلة الشغل، السكن والشباب. وضعوا حدا للساركوزية إلا أنهم في الوقت نفسه يعلقون آمالا على هولاند، ولا يجب أن يتعرضوا للخيبة، وبالتالي فالمسؤولية أثقل من المعتاد".

يضيف احماني في السياق ذاته "لإحداث تغييرات يجب التصويت لفائدة اليسار، وعلى رأسها إرساء عدالة في جميع مناحي المجتمع، فأولى الأولويات أن يحصل اليسار على الأغلبية التي تسمح له بتنفيذ برنامجه السياسي".

لكنه غير متفق بأن يحصل الحزب الاشتراكي على الأغلبية المطلقة بمفرده واصفا ذلك "بالخطأ الفادح"، مفسرا رأيه بكون "قيادات في هذا الحزب لها توجهات ليبرالية وبذلك يجب أن تكون هذه الأغلبية مطعمة بعناصر من بقية مكونات اليسار حتى تزن في قرارات الحكومة الاشتراكية بهدف الوصول إلى سياسة اقتصادية واجتماعية عادلة".

يستبعد احماني بالمرة حصول "تعايش سياسي" خلال ولاية هولاند، بفرز هذه الانتخابات لحكومة يمينية، قائلا "لا يمكن أن يحدث هذا وأنا أناضل من أجل أن يحصل اليسار على الأغلبية كما أن جميع حساسيات اليسار ستصوت على الفائز من هذا المعسكر السياسي في الدور الثاني سواء كان محسوبا على الحزب الاشتراكي أو أحزاب سياسية يسارية أخرى".

ظهور نتائج عكسية يصفه "بالكارثة" مبررا ذلك بقوله إن "سياسات اليمين بخصوص عدد من المجالات وعلى رأسها كل ما يرتبط بالمرفق العام كانت كارثية.

ويضيف: "تعلم ما حصل للمستشفيات، قطاع التعليم وغير ذلك خلال ولاية ساركوزي حيث ظل يعتمد سياسة تخدم الأثرياء أكثر من أي شيء آخر تحت ذريعة الأزمة الاقتصادية".

الشعب الفرنسي، بالنسبة إلى حسن احماني، "قال كلمته بموجب الانتخابات الرئاسية و منح الفوز لفرانسوا هولاند لأجل التغيير وسيتأكد ذلك بوضوح في الانتخابات التشريعية".

إلا أنه يقرّ بمبدأ الربح والخسارة في اللعبة السياسية في دولة ديمقراطية، فيما يلفت إلى أن "التهديد الوحيد هو اليمين المتطرف"، داعيا إلى التفاف جهود الجميع "لمواجهة أفكار انتشاره. وأول ما يمكن القيام به خلال هذه الانتخابات التصويت ضد مرشحيه في حالة فوزهم في الدور الأول".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف