ليبيا الجديدة تواجه تحديات أمنية عدة قبل الانتخابات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تواجه ليبيا الجديدة تحديات أمنية متزايدة من خطر إسلامي وميليشيات خارجة عن سيطرة الدولة وتهديدات من أنصار القذافي، في الوقت الذي تستعد فيه لتنظيم أول انتخابات منذ أكثر من أربعين عامًا.
طرابلس: أثارت هجمات في الأيام الأخيرة على بعثة للسفارة الأميركية ومقر الصليب الأحمر وقافلة للأمم المتحدة في بنغازي (شرق) مخاوف من تنامي قوة الإسلاميين المتطرفين، ومن بينهم تنظيم القاعدة.
والهجوم الثلاثاء على البعثة الأميركية، الذي تبنته مجموعة إسلامية، بحسب مصادر أمنية ليبية، نفذ غداة مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو يحيى الليبي.
وقال كريم بيطار مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية إن "تكاثر الحوادث منذ شهرين يبعث على الاعتقاد بأن الأمر لا يتعلق بأعمال معزولة فقط، بل بتنامي قوة القاعدة التي تستفيد من الضعف الكبير للسلطة المركزية، والتي يبدو أنها تتمتع بصلات وصل عديدة" في الغرب وفي شرق البلاد.
وأضاف أن "هذه الظاهرة مثيرة للقلق، ليس فقط بالنسبة إلى ليبيا، بل بالنسبة إلى كل العالم العربي، لأن قادة القاعدة في ليبيا ما زالوا ضمن منطق (الجهاد الدولي)، ولا يترددون في إرسال مقاتلين إلى سوريا أو أي مكان آخر".
لكن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي محمد الحريزي قلل من أهمية الهجمات، وقال إنه لا يوجد أي دليل على نشاط للقاعدة في ليبيا من دون أن يستبعد في الوقت نفسه وجود "مناصرين أفراد".
وأكدت كلوديا غزيني الباحثة في الشؤون الليبية في مجموعة الأزمات الدولية أن عناصر تابعين للقاعدة موجودون في الشرق الليبي، حيث وقعت معظم الاعتداءات. لكنها اعتبرت أنه "من المبكر جدًا" القول إن تنظيم القاعدة شنّ الهجوم على البعثة الأميركية.
وأضافت إن "أعمال العنف هذه يمكن أن تأتي من مجموعات مختلفة، وليس من القاعدة فقط: (أي) من ميليشيات غاضبة أو من أنصار القذافي أو مجموعات سلفية محلية، ليست بالضرورة القاعدة".
والسيطرة هذا الأسبوع على مطار طرابلس من قبل متمردين سابقين أرادوا الاحتجاج على اختفاء قائدهم أجّج أيضًا المخاوف بشأن عجز السلطات الجديدة أمام هذه الميليشيات، التي لا تتردد في استخدام الأسلحة لفرض حضورها.
وقد عززت السلطات التدابير الأمنية في المطار وفي العاصمة، لكنها عبّرت عن المخاوف إزاء إمكان تجدد أعمال العنف مع اقتراب موعد الانتخابات التي كانت المقررة في حزيران/يونيو، وتم تأجليها لمدة شهر وربما اكثر لأسباب لوجستية،وأعلنت وزارة الداخلية أنها تلقت تقارير من أجهزة أمنية تشير إلى مخططات لأنصار القذافي للتشويش على سير عملية الاقتراع.
وقال إبراهيم الشركسية، وهو مسؤول كبير في وزارة الداخلية، "نعلم جيدًا أن هناك أناسًا لا يريدون أن تجري الانتخابات"، مضيفًا أن خطة تشمل 45 ألف عنصر من أجهزة الأمن مقررة لضمان حسن سير الاقتراع. لكن شائعات كثيرة تشير إلى احتمال تأجيل الانتخابات لأسباب لوجستية.
ويتصدى النظام الجديد أيضًا لأعمال عنف قبلية تندلع بين الحين والآخر، وخصوصًا في المناطق الحدودية في جنوب البلاد وغربها، حيث يدور نزاع للسيطرة على التهريب. وقد تجددت المعارك السبت بين قبيلة التبو والقوات المرتبطة بالجيش الليبي في الكفرة بعد مواجهات دامية في شباط/فبراير وفي نيسان/إبريل الماضيين.