أخبار

تشافيز المصاب بالسرطان من حضور طاغ في السلطة الى رئاسة متقطعة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كراكاس: اضطر هوغو تشافيز الذي كان يتمتع بحضور طاغ في السلطة التنفيذية الفنزويلية منذ توليه الرئاسة في 1999، للحد بشكل كبير من نشاطه منذ خضوعه لعملية جراحية اولى قبل سنة بعد اصابته بالسرطان الذي ارغمه على ان يصبح تدريجيا رئيسا بشكل متقطع.

وبعدما كان تشافيز المعروف بخطبه الطويلة يحظى بمساحة مفتوحة في وسائل الاعلام الرسمية، بات ينتدب اخرين ويحد من حماسه المفرط بسبب التعب الناتج عن العمليات والعلاجات المتتالية.

ومنذ 12 ايار/مايو وعودة تشافيز من كوبا حيث اخضع لجولة اخيرة من العلاج بالاشعة بعد عملية جراحية ثانية للسرطان المصاب به في منطقة الحوض في 26 شباط/فبراير في هافانا، سرع وتيرة ظهوره العلني لكن بدون ان يكثر من ذلك.

واقر تشافيز (57 عاما) بنفسه انه لم يعد "الحصان الجامح" الذي كان يتلو خطبا طوال ساعات ويتباهى بالرد شخصيا على اي استشارات.

وعلق توليو هرنانديز خبير علم الاجتماع في جامعة فنزويلا المركزية ان "هذا التغيير الجوهري الذي لمسه السكان والمعارضة يترجم بنوع من التوقف بعد الحضور الطاغي الذي اتسم به تشافيز".

والتغيير الاخر الملحوظ هو ان شعار "دولة اشتراكية او الموت" تحول الى اخر اكثر تفاؤلا هو "سنعيش وسنقاوم".

ويفسر روبير ليسبيناس رئيس جمعية الامراض النفسية في فنزويلا هذا التحول على انه تعبير محتمل عن شعور "بالتشاؤم" يمكن ايضا ملاحظته في مواظبة الرئيس غير المعهودة على حضور المراسم الدينية.

وكانت ابرز لحظة في هذه التقوى الجديدة في نيسان/ابريل عندما تضرع الرئيس بعينين دامعتين امام عدسات الكاميرات الى الله ليبقيه على قيد الحياة لانه لديه "امورا كثيرة لا بد ان ينجزها".

الا ان هذا التحول لم يغير من لهجة تشافيز التي لا تزال على حدتها عندما يتعلق الامر بمعارضين يعتبر انهم يخدمون مصالح البورجوازية والراسمالية.

وفي الاشهر الاخيرة اعرب تشافيز مرات عدة عن ثقته بالفوز في الانتخابات الرئاسية ولم يتردد في وصف مرشح المعارضة هنريكي كابريلس ب"الرديء" وحتى ب"الخنزير".

وقال فارث فريها خبير العلوم السياسية "نحن امام رئيس ازدادت عدائيته بشكل طفيف" ويلجا الى "الجانب العاطفي لحشد التاييد وهي استراتيجية اثبتت نجاحها في الاوساط الشعبية التي تشكل الغالبية في البلاد".

وامضى تشافيز الذي كان محرك اليسار المتطرف في اميركا اللاتينية العام الماضي متنقلا بين كراكاس وهافانا حيث امضى اكثر من مئة يوم اخضع خلالها للعلاج وللعناية.

ومع ان طبيعة السرطان الذي اصيب به تشافيز لم يتم الاعلان عنها الا ان معاودته المعلنة في شباط/فبراير والعملية الجراحية الجديدة التي تلتها، اثارت من جديد الشائعات حول بقائه على قيد الحياة.

لكنه اكد شفاءه في تشرين الاول/اكتوبر 2011 بعد بضعة اشهر على عملية في 10 حزيران/يونيو في كوبا.

ومنذ مطلع اذار/مارس ينشر تشافيز تعليقات بشكل مكثف على تويتر الا انه يحد من نشاطاته وتحركاته قدر الامكان، مفضلا ان يقوم موالون له اوفياء بتمثيله.

واعتبر فريها ان هذا الوضع ارغم تشافيز على "الاعتماد" على وزرائه او على قادة في الحزب الاشتراكي الموحد الحاكم في فنزويلا لمواصلة ثورته الاشتراكية مما عزز بروز "قادة بدلاء" مثل نائب الرئيس الياس جاوا او وزير الخارجية نيكولاس مادورو.

لكن تعيين خليفة لتشافيز ليس مدرجا رسميا على جدول الاعمال، وسيترشح الرئيس المنتهية ولايته للمرة الثالثة لرئاسة البلاد في 7 تشرين الاول/اكتوبر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف