بايرو وروايال من حلم الرئاسة الى كابوس الانتخابات التشريعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: قبل اشهر فقط كانا لا يزالان يحلمان بالرئاسة لكن بالنسبة للاشتراكية سيغولين روايال والوسطي فرنسوا بايرو تحولت الانتخابات التشريعية الى كابوس بعدما كانا متأكدين من انتخابهما نائبين في الجمعية الوطنية الفرنسية.
فالمرشحان اللذان وثقا لبعض الوقت بفرصة وصولهما الى رئاسة الدولة في 2012 بعد ان حققا نتيجة مثيرة للاعجاب في الانتخابات الرئاسية في 2007، اصيبا بالاحباط والذهول ولم يخفيا خيبة املهما امام الكاميرات مساء الاحد اثر الدورة الاولى للانتخابات التشريعية.
ففي منطقتها بواتو-شارانت (غرب) تجد المرشحة السابقة الى الرئاسة التي لم يحالفها الحظ في 2007، نفسها في منافسة صعبة في الدورة الثانية امام اوليفيه فالورني المنشق عن حزبها والذي احتل المرتبة الثانية مع نتيجة لافتة بحصوله على 28,91% من الاصوات مقابل 32,03%.
وطلبت سيغولين روايال التي بدت متأثرة ومدركة لحجم الخطر، هي التي تتطلع الى رئاسة الجمعية الوطنية، "من الجميع الاتحاد" وراءها.
ولدى الحزب الاشتراكي تمثلت التعليمات الاثنين بعبارة "انقذوا الجندي روايال"، وطلبت رئيسة الحزب مارتين اوبري من اوليفيه فالورني "سحب ترشيحه". وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية ماريسول تورين الاثنين "هناك مرشحة تتمتع بوضع مميز في حزبنا".
لكن فالورني حذر مدفوعا بالنتيجة التي حققها، من ان بقاءه "لا رجعة عنه" فيما لم يخف نواب من اليمين استعدادهم لدعمه من اجل الحاق الهزيمة بسيغولين روايال. وهكذا دعا الوزير السابق الذي ينتمي الى الاتحاد من اجل حركة شعبية (يميني) دومينيك بوسيرو ضمنا الاثنين الى التصويت له.
وفي حال هزيمتها في الانتخابات التشريعية سيكون عاما حافلا بالنكسات بالنسبة لسيغولين روايال.
ففي خريف 2012 خاضت روايال الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي في منافسة وجوه بارزة آملة من جديد انتزاع ترشيح حزبها الى الرئاسة، لكنها حلت في المرتبة الرابعة لم تستطع معها حبس دموعها علنا.
ثم وقفت برباطة جأش في ايار/مايو في مشهد غير مسبوق في التاريخ السياسي الفرنسي لترى رفيق حياتها السابق ووالد اولادها الاربعة فرنسوا هولاند يفوز بالمركز الذي طمحت اليه، بعد ان اعطته دفعا قيما.
كذلك الخيبة كانت كبيرة بالنسبة لفرنسوا بايرو الذي يستعد لخوض معركة "شرسة" في الدورة الثانية.
فهذا الوسطي الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية في 2007، واصيب بخيبة امل كبيرة بحلوله في المرتبة الخامسة في انتخابات 2012، يجد نفسه في منطقته بيارن (جنوب غرب) حيث انتخب منذ ربع قرن وسط مثلث صعب للغاية.
فبحصوله على 23,63% من الاصوات يجد نفسه بين الشابة الاشتراكية غير المعروفة ناتالي شابان التي تقدمت عليه بنيلها 34,9% من الاصوات وبين المرشح المحافظ من الاتحاد من اجل حركة شعبية اريك سوبات الذي جاء وراءه بحصوله على 21,7%.
وكان من الصعب على بايرو ان يستسيغ ذلك وخصوصا بعد ان اعلن صراحة دعمه لفرنسوا هولاند في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية وانتقد حملة نيكولا ساركوزي التي جنحت كثيرا الى اليمين.
وقال مساء الاحد ان "اسباب هذه النتيجة واضحة جدا" مضيفا ان "قسما كبيرا من ناخبي التقليديين لم يفهموا ولم يقبلوا قراري التصويت لفرنسوا هولاند في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية (...) والناخبون الاشتراكيون اعتبروا من جهتهم ان هذا الخيار لا يغير شيئا".
وكان مقربون من هولاند تمنوا قبل الانتخابات انسحاب المرشحة الاشتراكية في بيارن. لكن رئيسة الحزب الاشتراكي --التي لا تتفق مع الرئيس-- قررت ابقاءها قائلة ان "ليس هناك من خدمات تقدم" في الجمهورية.
واعتبر النائب الاوروبي المدافع عن البيئة دانييل كون-بندي في صحيفة لوموند ان ترشيح اشتراكي في مواجهته "يبقى خطأ".
والاتحاد من اجل حركة شعبية لا يبدو مستعدا للصفح عن بايرو لما يعتبره خيانة. ويفترض ان يقرر الحزب المحافظ الاثنين بشأن ابقاء مرشحه في الدورة الثانية ما لا يترك عمليا اي فرصة امام الوسطي.