أخبار

مصانع في قلب المستوطنات الإسرائيلية تحارب البيئة الفلسطينية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تسعى إسرائيل الى تعزيز تواجدها الاستيطاني بشكل مكثف في الضفة الغربية ومدينة القدس، دون أن تغفل عن إنشاء مصانع ومنشآت كبيرة في تلك المناطق، وهو ما يثير غضب الفلسطينيين الرافضين للبناء الاستيطاني، كون أعمال البناء تتم في أرض فلسطينية.

كشف مسؤولون فلسطينيون عن إنشاء العديد من المصانع داخل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومعظمها يلحقضررًا كبيرًا في البيئة الفلسطينية ويؤدي إلى تدميرها، في وقت يعتمد فيه المستوطنون على إسلوب متكرر لترويع المواطنين القاطنين بالقرب من المستوطنات، وذلك من خلال إطلاق خنازير برية، تهاجم أيضًا المحاصيل الزراعية الفلسطينية.

وعمدت إسرائيل إلى انشاء مناطق صناعية في العديد من المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية، وسط اتهامات بإلحاق تلك المصانع أضراراً كبيرة بالسكان الفلسطينيين، في وقت تؤكد فيه تل أبيب على أن المستوطنات الكبرى ستكون تابعة لإسرائيل ضمن أي اتفاق سلمي مع الفلسطينيين.

مستوطن يسير أمام مستوطنة في الضفة الغربية

فيما قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ"إيلاف" إن هجمات المستوطنين اتسعت لتشمل قيام بعض المستوطنين بتحويل خطوط الصرف الصحي والمياه العادمة باتجاه ساحات ومدرسة عزون عتمة في محافظة قلقيلية ما تسبب بإلحاق الضرر بالمزروعات وإزعاج الطلبة والمعلمين وانتشار القوارض".

بدوره، قال عبد الكريم أبو محمد، سكرتير مجلس قروي -عزون عتمة: "إن المياه العادمة تنساب من خطوط الصرف الرئيسة لمستوطنة "شعاري تكفا" المحاذية للمدرسة، حيث غمرت هذه المياه العادمة أشتال ومزروعات الحديقة، والساحات العامة، مسببة روائح كريهة وانتشار الحشرات والقوارض، محذرًا من مكرهة صحية قد تحدث نتيجة ذلك".

وأوضح أن إدارة المدرسة والمجلس القروي تقدما بشكوى إلى الارتباط الفلسطيني واللجنة الدولية للصليب الأحمر في قلقيلية لنقلها للجهات المختصة، وأن مندوبًا من طرفهم زار المدرسة واطلع عن كثب على الموضوع.

وقد تصاعدت وتيرة هجمات المستوطنين في الأراضي الفلسطينية في الآونة الأخيرة، وقال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية في لقاء خاص مع "إيلاف" "إن الحكومة الإسرائيلية تقف إلى جانب المستوطنين في مخططاتهم التوسعية".
وأكد أن "اعتداءات المستوطنين اتسعت وارتفعت وتيرتها في مختلف المحافظات الفلسطينية ضد الفلسطينيين بحجة أن الجيش الإسرائيلي ينوي إزالة بعض المباني غير المرخصة في عدد من المستوطنات".

وأشار دغلس، إلى أن "الاعتداءات اشتملت على مهاجمة سيارات المواطنين المتنقلين عبر الطرق بين المحافظات لا سيما على طريق نابلس رام الله وطريق نابلس قلقيلية، إضافة إلى مهاجمة ممتلكات المواطنين وإحراق المحاصيل الزراعية واقتلاع أشجار الزيتون"
وأكد، "أن هذه الاعتداءات تتم أمام الجيش الإسرائيلي الذي لا يحرك ساكنًا بل يعمد إلى توفير الأمن والحماية للمستوطنين"
وأوضح دغلس، "أن العديد من الهجمات شنها المستوطنون على القرى والبلدات الفلسطينية وأدت الى إصابة عدد من المواطنين الذين حاولوا صد هجماتهم"

وبين دغلس، أن العديد من عمليات التوسع الاستيطاني مستمرة، حيث نفذ مستوطنو مستوطنة "أفيغال" المقامة على أراضي الفلسطينيين في بلدة يطا في محافظة الخليل عمليات توسع على حساب أراضي المواطنين.
من جهته، أكد راتب الجبور، منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان بالضفة الغربية في تصريح صحافي حصلت "إيلاف" على نسخة منه، أن المستوطنين أجروا عمليات حفر في أراضٍ تعود إلى عائلتي الجبارين ومحمد، شرق يطا، بهدف إضافة أبنية جديدة وضمها الى المستوطنة.
وأوضح أن عمليات الحفر والتوسيع تتم في الليل ودون علم المواطنين وعندما يحضر اصحاب الاراضي صباحًا يهربون من المنطقة.

وأكد على ذلك مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية غسان دغلس، حيث اشار إلى اتساع عمليات إقامة الوحدات السكنية في العديد من المستوطنات في محافظات القدس ونابلس وبيت لحم والخليل.

بدوره، قال محافظ نابلس جبرين البكري خلال اتصال هاتفي مع "إيلاف": " إن المستوطنين صعدوا من اعتداءاتهم في مناطق جنوب نابلس بشكل ملحوظ".
وأكد البكري، أن "اعتداءات المستوطنين تنوعت واشتملت على اعتداءات مباشرة وغير مباشرة ومنها استهداف ممتلكات المواطنين ومحاصيلهم الزراعية واقتلاع أشجار زيتون ومهاجمة مركباتهم".

وناشد البكري المؤسسات الدولية وجهات حقوق الإنسان لرصد اعتداءات المستوطنين المتصاعدة، داعيًا في الوقت ذاته المجتمع الدولي إلى ضرورة التدخل لوضع حد لهذه الانتهاكات والتجاوزات.

دعوات لوقف الاستيطان
وكان الرئيس محمود عباس قد دعا الإسرائيليين إلى عدم إدارة الظهر لفرصة السلام المتاحة، مشيرًا إلى أن هذه الفرصة قد لا تبقى متوفرة لزمن طويل.
وقال في كلمة له أمام المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وأوراسيا، في اسطنبول مؤخرًا: "نتوجه لجيراننا الإسرائيليين بالقول، إننا طلاب سلام وعدل وحرية، وقد قدم شعبنا تضحية كبيرة حينما قبل بإقامة دولته على أقل من ربع مساحة فلسطين التاريخية، فلا تديروا ظهوركم لهذه الفرصة المتاحة، والتي قد لا تبقى متوفرة لزمن طويل".

وأضاف: "علينا أن نصنع السلام العادل والشامل، الذي يضمن مستقبلاً أفضل لمنطقتنا وأجيالنا القادمة، ويجنب أطفالنا وأطفالكم مغبة العودة إلى مربعات العنف ودوامة الصراع".

وطالب المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية وباقي الأعضاء الكبار في مجلس الأمن، بإقناع حكومة إسرائيل وحملها على وقف الاستيطان، للخروج من حالة الجمود، وانسداد الأفق السياسي.
وقال: "لا هي الحرب ولا هو السلام؛ فمنطقتنا بحاجة إلى مد جسور التعاون والسلام والحوار، وليس لإقامة الجدران والتوسع في الاستيطان، وإنما الشروع في مفاوضات جادة تفضي إلى السلام المنشود".

وأكد عباس أن تجسيد استقلال فلسطين وسيادتها على الأرض ما زال مرهونًا بإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، الأمر الذي يتطلب ترسيم الحدود بين الدولتين على أساس خطوط العام 1967، وأن يضمن الأمن طرف ثالث؛ وحل قضايا الوضع النهائي كافة.

تضرر المجتمعات البدوية
وفي تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية التابع للأمم المتحدة حصلت "إيلاف" على نسخة منه، أكد تضرر المجتمعات البدوية بسبب عنف المستوطنين.
وأكد التقرير وقوع العديد من الهجمات التي نفذها المستوطنون مؤخرًا، والحقت الضرر بالممتلكات اشتملت على تخريب أنابيب مياه تزود خمسة تجمعات بدوية تضم مئة عائلة ونحو 200 رأس من الماشية في منطقة الخان الأحمر في محافظة القدس.

وبحسب التقرير، فإن منطقة الخان الأحمر تعدّ واحدة من بين 20 تجمعًا فلسطينيًا تقع في محيط القدس ويتهددها خطر الترحيل من المنطقة في سياق خطة إعادة التوطين الإسرائيلية لتوسيع مستوطنة معاليه أدوميم.
وأشار التقرير إلى مواجهات واعتداءات وقعت جراء مهاجمة المستوطنين لخربة طانا في نابلس، كما ألحقت هجمات السلطات الإسرائيلية المتكررة ضرراً بالعديد من المجتمعات البدوية في الأغوار جراء سياسة الهدم والتهجير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف