الإحباط يهيمن على الجانبين الإيراني والغربي قبيل محادثات موسكو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قبيل المحادثات التي سيواصل الجانبان الإيراني والغربي استئنافها يومي الـ 18 والـ 19 من الشهر الجاري في موسكو، لمناقشة برنامج طهران النووي، أعرب دبلوماسيان مقربان من المحادثات النووية - أحدهما إيراني والآخر أوروبي - عن تخوفهما بشأن مستقبل تلك المحادثات، خاصة بعدما امتلأت الفجوة الحاصلة بين الجانين بلعبة لوم دبلوماسي، قبل أسبوع واحد فقط من المحادثات المرتقبة في موسكو.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: لم يعد هناك وجود للتوقعات التي كانت تتحدث عن احتمالية تأجيل الجولة المقبلة من المحادثات، بعدما أجرى كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي مكالمة هاتفية استمرت على مدار ساعة مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون.
لفتت في هذا الصدد صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إلى أن تلك المكالمة جاءت وسط تبادل اتهامات لاذعة على نحو متزايد بين الجانبين، تُبَيِّن حقيقة التحديات التي لا تزال قائمة أمام الجهود المبذولة بغية التوصل عبر باب المفاوضات إلى حل بين إيران ومجموعة 5 + 1 التي تمثلها كاترين أشتون بهذا الخصوص.
وأوضحت الصحيفة في هذا السياق أن جليلي وأشتون اتفقا على حاجة إيران إلى التواصل مع مجموعة 5 + 1 بخصوص المقترحات التي طرحتها شأن برنامجها النووي.
وورد بيان صدر من مكتب أشتون بهذا الشأن "وقد نقلت أشتون أيضاً استعداد مجموعة 5 + 1 للتعامل مع الأمور التي أثارها الإيرانيون في بغداد. كما قامت أشتون باطلاع جليلي على آخر المستجدات الخاصة بنتائج اجتماعها مع مسؤولي مجموعة 5 + 1 لمناقشة طبيعة الأمور خلال المرحلة المقبلة بالنسبة إلى محادثات موسكو".
وكان مسؤولون من كلا الجانبين قد اتهموا بعضهم البعض بـ "عدم الجدية" بخصوص جهود التواصل، وبمحاولة كسب الوقت، وبعدم الرغبة في التوصل إلى اتفاق يعني بتهدئة المخاوف الغربية والإسرائيلية من محاولات إيران لتطوير سلاح نووي.
وأكد دبلوماسيون من كلا الجانبين أنهم خرجوا عن المسار الخاص بهم، من أجل التلاقي مع الطرف الآخر، على أمل إنجاح المحادثات. لكنهم أوضحوا أيضاً أنهم لم يتحصلوا على شيء سوى بعض الردود المبهمة (على حسب ما ذكره دبلوماسي إيراني قريب من سير المفاوضات)، أو اصطدموا بـ "تشويش" و"سلبية متزايدة" (وفقاً لما أكده مسؤول دبلوماسي أوروبي في بروكسل على دراية بالمحادثات).
ومضى هذا الدبلوماسي الأوروبي يقول "الهدف من كل جهد نقوم به هو ضمان تواصلنا واتصالنا على أعلى المستويات، وبالتالي فإنه سيكون من السخافة إلقاء اللوم عند الإعلان عن نتائج محادثات موسكو على افتراض عدم وجود رغبة من جانبنا للتواصل".
من ناحيتهم، حاول المسؤولون الإيرانيون أن يؤكدوا أنهم هم من يسعون إلى التواصل. وقال هنا الدبلوماسي الإيراني: "يرغب الإيرانيون في أن يظهروا أنهم الجهة المهتمة بالتعاون، وأظن أن تكثيف المحادثات الهاتفية وإرسال خطابات الواحد تلو الآخر هو مجرد دليل على أنهم يريدون أن يظهروا للعالم أنهم حريصون على إجراء محادثات وأن مجموعة 5 + 1 هي الجهة التي تحجم عن الدخول في حوار".
هذا وقد انضمت كبيرة المفاوضين الأميركيين في المحادثات النووية، نائبة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ويندي شيرما، إلى باقي مسؤولي مجموعة 5 + 1 لإجراء محادثات إستراتيجية في مدينة ستراسبورغ الفرنسية يوم أمس واليوم.
وقالت الخارجية الأميركية، من جهتها، إن هذا الاجتماع يعد جزءًا من تحضيرات جادة يتم اتخاذها تمهيداً لإجراء محادثات موسكو، بغية تكليل الجهد الدبلوماسي بالنجاح. ثم نوهت الصحيفة باستمرار حالة الشد والجذب بين الجانبين الإيراني والغربي، على خلفية تمسك الأول بحقه "غير القابل للمصادرة" في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم.