اونغ سان سو تشي في موقف صعب عبد اعمال العنف الدينية في بورما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بانكوك: دعيت زعيمة المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي الى الدفاع عن الاقلية المسلمة في اعمال العنف التي شهدتها البلاد في الايام الاخيرة، فهذه القضية حساسة بالنسبة لها في بلد يتسم بانقسامات اتنية ودينية.
وفي جنيف واجهت حائزة نوبل للسلام التي تقوم بجولة تاريخية في اوروبا، اسئلة متكررة من الصحافيين حول هذه المواجهات بين المسلمين والبوذيين التي اسفرت عن سقوط عشرات القتلى وادت الى نزوح اكثر من ثلاثين الف شخص في ولاية راخين.
الا ان النائبة البارعة في السياسة شددت خصوصا على اهمية دولة القانون التي "من دونها، لا يمكن ان ان يستمر نزاع كهذا".
وامتنعت عن تقديم دعم حقيقي ل800 الف من اتنية الروهينجيا في هذا البلد.
وتقيم هذه الاقلية في شمال ولاية راخين ولا تعد من الاقليات الاتنية التي تعترف بها السلطة وقسم كبير من البورميين. كما تعتبرها الامم المتحدة احدى اكبر المجموعات المضطهدة في العالم.
ولا يخفي عدد كبير من البورميين عداءهم حيال هؤلاء معتبرين انهم اجانب ومهاجرون غير شرعيين قادمون من بتغلادش.
وقال محمد اسلام ممثل لاجئي الروهينجيا في مخيم في مدنية تكناف على الحدود مع بنغلادش "نوجه نداءنا الى الامم المتحدة والدول الاجنبية والحكومة البورمية وخصوصا سو تشي".
واضاف ان سو تشي "لم تفعل ولم تقل شيئا لنا بينما الروهينجيا بمن فيهم والدي قاموا بحملة لمصلحتها خلال انتخابات 1990".
لكن الملف شائك لللمعارضة التي تحاول تقديم نفسها على انها وجه موحد للاقليات الاتنية في البلاد.
وقد ضاعفت الحكومة الجديدة الاصلاحات منذ حل السلطة العسكرية في آذار/مارس 2011 ووقعت اتفاقات مع عدد من المجموعات المتمردة التي لم تقم اي علاقات سلمية مع الدولة منذ استقلال البلاد في 1948.
لكن المعارك مستمرة في اقصى الشمال مع الكاشين، بينما زاد اندلاع اعمال العنف في ولاية راخين على الحدود الغربية من هشاشة الوضع في البلاد.
وقال اونغ ناين او المحلل في معهد فاو للتنمية "انه وضع قابل للانفجار ومن يهتم بالمشكلة عليه ان يمشي على خيط رفيع جدا".
ويفترض ان تلقي المعارضة البورمية السبت الخطاب المخصص لحفل تسلمها جائزة نوبل للسلام في 1991. ويرى خبراء انها يمكن ان تنتهز الفرصة لتحاول تهدئة التوتر.
وقال نيكولاس فاريلي من الجامعة الوطنية الاسترالية ان "كثيرين يريدون ان يعرفوا ما اذا كانت تعتبر الروهينجيا مواطنين بورميين يستحقون الحقوق والحماية التي يؤمنها هذا الوضع".
واضاف انها اذا تجاهلت الملف، فستخيب امل الذين "كانوا يتطلعون اليها كقائدة، لكن اذا دعمت الروهينجيا فيمكنها ان "تغضب بعض البوذيين البورميين".
وقد حذر الرئيس ثين سين من ان اعمال العنف يمكن ان تهدد "العملية الديموقراطية" بينما فضلت سو تشي من جهتها ان تزن تصريحاتها حتى لا تتهم بتأجيج الوضع.
وقال ارييه مونغ من حزب تنمية قوميات الراخين "اذا اعطت صورة سيئة (...) فان ذلك يمكن ان يؤدي الى تفاقم الوضع في البلاد".
وعلى الارض ما زالت الازمة مستمرة. وترى سو تشي ان تحقيق توازن امر ضروري لان بعض حلفائها اتخذوا مواقف ضد الروهينجيا.
وقال كو كو غي احد قادة انتفاضة 1988 التي حملت سو تشي الى الواجهة السياسية "نريد ان نقول بوضوح ان الروهينجيا ليسوا من مجموعتنا العرقية".
لذلك لا شىء يبدو مريحا للجانبين ولا حتى الصمت الذي تلتزمه المعارضة. وعبر محمد اسلام عن ارتياحه قائلا "مثل معظم البورميين انها تلتزم الصمت حيال حقوق الروهينجيا".