بين شباب بريطانيا من لا يعرف مصدر البيض والزبد

تبعا لجماعة معنيّة بالأمر، فقد أبدى قطاع لا يستهان به من صغار الشباب البريطانيين جهلاً مريعًا بمصادر الأكل الذي يجدونه بين أيديهم يوما بعد آخر. ورغم أن قرابة نصفهم يقول إنه عليم بهذه المصادر، فمنهم من أرجع البيض إلى القمح، ومنهم من قال "بل الذرة"!

واحد من كل عشرة من الشباب البريطانيين بين سن السادسة عشرة والثالثة والعشرين يعتقد أن البيض يأتي من القمح أو الذرة. كما أن ما يزيد عن نصفهم لا يعلم أن الزبد من منتجات الألبان. وفي ما يتعلق بالبيض فهناك المزيد من الغرابة لأن ثلث هؤلاء الشباب لا يعلم أنه يأتي من الدجاج.

هذه بعض المفاجآت التي رفع النقاب عنها مسح أجرته جمعية "ليف" (رابط البيئة والزراعة) وسط هذه الفئة العمرية حول ما يأتي من أكل على الموائد أمامهم. وفي هذا المسح، طلب إلى نحو ألفين من هؤلاء ربط صور فوتوغرافية بأخرى عرضت تباعا أمامهم على شاشة. ففشل 40 في المائة منهم في ربط صورة لكوب من الحليب مع بقرة، بينما ربطها 7 في المائة مع صورة لحقل من القمح.

وحدث الشيء نفسه مع البيض فاستطاع ثلثا العدد ربطه بالدجاج، لكن 11 في المائة نسبوه إلى القمح بينما قال 2 في المائة إن مصدره الحقيقي هو الذرة. وفي الاتجاه نفسه قال واحد من كل خمسة إن مصدر المربى محاصيل الحبوب. وقال قرابة الثلثين إن البطاطس لا ينمو في بريطانيا، ويأتي مستوردا فقط، بينما قال واحد من كل عشرة إنه يصبح جاهزا للحصاد في أقل من شهر على زراعته.

وعلى الرغم من كل هذا، فقد وجد الباحثون أن هؤلاء الشباب لا يدركون مدى جهلهم بمصادر الطعام. فقد قال 43 في المائة منهم إنه "عليمون بها". ونقلت الصحف البريطانية عن كارولاين دراموند، مديرة "ليف" قولها: "كلنا نعلم أن الحياة المدينية في عصر الوجبات السريعة هذا أبعدت الناس عن التدبر في ما يدخل بطونهم. لكن هذا المسح الأخير يظهر بشاعة الموقف على نحو مخيف".

ومضت تقول: "على الرغم مما يقوله قرابة نصف أولئك الشباب من أنهم عالمون بالطعام ومصادره، فالحقيقة الواضحة بجلاء للعيان هي جهلهم المطبق بهذا الموضوع. ولا غرو إذا علمنا أن نحو ثلث الذين ولدوا في التسعينات لم يزوروا أي نوع من المزارع خلال السنوات العشر الماضية، أو لم يزوروا أي مزرعة على الإطلاق طوال حياتهم... سواء في الواقع أو على شاشات الكمبيوتر".