إقبال واضح من المصريين لحسم اسم الرئيس تحت حراسة الطائرات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يتوافد المصريون إلى صناديق الإقتراع في جولة الإعادة في الإنتخابات الرئاسية، لاختيار أول رئيس لهم بعد الثورة، وتأتي الإنتخابات وسط أجواء متوترة، وارتفاع وتيرة المخاوف من حدوث تزوير أو تزييف لإرادة المصريين، لمصلحة المرشح المحسوب على النظام السابق أحمد شفيق، لاسيما بعد اتخاذ المجلس العسكري حزمة من الإجراءات والقرارات غير الطبيعية قبل الإقتراع بأيام قليلة، منها منح صفة الضبطية القضائية لأفراد الشرطة العسكرية والمخابرات الحربية، إضافة إلى حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون العزل السياسي واستمرار المرشح أحمد شفيق في السباق الانتخابي، وحلّ مجلس الشعب ذي الغالبية الإسلامية، حيث كان حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان يسيطر عليه. وجرت الإنتخابات وسط تواجد مكثف للشرطة والجيش، فيما تقوم الطائرات العسكرية بطلعات جوية في سماء القاهرة والمحافظات من أجل التأمين أيضاً.
صبري حسنين من القاهرة، وكالات: تراوح الإقبال على التصويت في اليوم الأول من الإقتراع ما بين الكثيف والمتوسط، خاصة في الساعات الأولى، فيما تأخرت العديد من اللجان عن فتح أبوابها أمام الناخبين، وانتشرت الدعاية المحظورة للمرشح أحمد شفيق.
وقال تقرير لمؤسسة عالم واحد للتنمية، التي تراقب الإنتخابات في عشرين محافظة، إن نسبة الإقبال تتفاوت من محافظة إلى أخرى ومن مدرسة إلى أخرى خلال أول ساعتين، مشيراً إلى أن الإقبال أقل من المتوسط، وكان من الملاحظ إقبال كبار السن عن الشباب في التوجّه إلى اللجان، وعلى سبيل المثال كان الإقبال جيدًا من الناخبات على مدرسة العمال الابتدائية المشتركة- مدينة قنا، فيما كان الإقبال ضعيفًا على مدرسة أبي بكر الصديق الابتدائية- الدقي - الجيزة، وكان كذلك في لجان مدرسة الزخرفية المعمارية بنين- مركز الزقازيق- الشرقية، ومتوسطاً في لجان مدرسة بلقيس الابتدائية - باب شرق- الاسكندرية.
تأخر فتح اللجان
وأضاف التقرير أن هناك خروقات تتمثل في التأخر في فتح اللجان أمام الناخبين، وتراوح هذا التأخير بين 15 و45 دقيقة لأسباب تتعلق بتأخر وصول رؤساء اللجان الفرعية بشكل رئيس، وعدم استكمال إجراءات فتح اللجان لنقص بعض الأدوات في أحيان أخرى، ومنها: حتى الساعة 8:45 لم تفتح مدرسة الحامول الثانوية بنات أبوابها أمام الناخبين- مركز الحامول- كفر الشيخ.
وحتى الساعة 8:30 لم تفتح مدرسة السبيل الابتدائية أبوابها أمام الناخبين - كوم أمبو- الأقصر. حتى الساعة 8:45 لم تفتح مدرسة أم الأبطال الإعدادية بنات أبوابها أمام الناخبين - حلوان- القاهرة. ورصد المراقبون انتشار دعاية كثيفة للمرشح أحمد شفيق حول مراكز الإقتراع، في الساعات الأولى، ومنها: دعاية انتخابية أمام مدرسة ترسا الابتدائية بنين في قرية ترسا- مركز سنورس الفيوم. وأمام مدرسة القرايا الابتدائية في قرية القرايا- مركز اسنا- الأقصر، وأمام مدرسة النصر التجريبية لغات- مدينة 6 أكتوبر- محافظة الجيزة.
النساء وكبار السن في المقدمة
فيما قال التحالف المصري لمراقبة الإنتخابات إن الإقبال كان كثيفاً، ولاحظ مراقبو التحالف - البالغ عددهم 1600 مراقب - عبر تواجدهم أمام اللجان
الانتخابية في العديد من المحافظات وجود مؤشرات إيجابية عدة شابت العملية الانتخابية من قبيل تزايد الإقبال من قبل الناخبين (نساء وكبار السن) منذ الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الحادية عشرة صباحاً، وكذلك فتح اللجان في مواعيدها المحددة في تمام الساعة الثامنة صباحاً، هذا بخلاف الجوانب الفنية للعملية الانتخابية في ما يتعلق باستخدام الحبر الفوسفوري ونظام التأشير على بطاقة الاقتراع واستخدام الصناديق المؤمنة المتعارف عليها دولياً.
ونصب عدد من المظلات أمام اللجان الانتخابية لوقوف الناخبين وحمايتهم من أشعة الشمس في ضوء ارتفاع درجات الحرارة ، كما لاحظ مراقبو التحالف أن بعض أوراق التصويت قد ذهبت إلى بعض اللجان الانتخابية من دون أختام، غير أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قد قررت أن يقوم القاضي بالتوقيع على الاستمارة غير المختومة.
وكان الإقبال كثيفاً في لجان منها: لجنة مدرسة الشوبك الإعدادية، ولجنة مدرسة النحال الإعدادية. وقال حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والمنسق العام للتحالف إن تزايد إقبال الناخبين في جولة الإعادة يعطي مؤشرًا ايجابيًا إلى ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات، وذلك بخلاف الجولة الأولى من الانتخابات، مشيراً إلى أن هذا الإقبال المتزايد يعكس الرغبة الحقيقية للناخبين في اختيار من يمثلهم إعمالاً لحقهم في الانتخاب المكفول بمقتضى الإعلان الدستوري والمواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بذلك، باعتبار أن هذه المشاركة إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها الديمقراطية.
سجناء مقاطعون
تجري عمليات الإقتراع وسط أجواء تتسم بالهدوء، ولم تقع أية حالات عنف أو بلطجة في ظل انتشار كثيف لقوات الجيش والشرطة في الشوارع ولاسيما أمام مراكز الإقتراع، فيما لم تخصص وزارة الداخلية أية لجان إنتخابية في السجون، حتى يتمكن النزلاء من الإقتراع.
طرق الأبواب
وانضم اعضاء من حملات المرشحين السابقين عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحي وخالد علي إلى حملة المرشح محمد مرسي في جولة الإعادة لحثّ الناخبين على التصويت له بصورة واضحة وعلنية والاتصال بهم في منازلهم للذهاب مبكرًا إلى لجان للتصويت في محافظات دمياط وكفر الشيخ والغربية والدقهلية والقليوبية والبحيرة والفيوم والمنيا والأسكندرية وسوهاج، وهي المحافظات التي شهدت بعض مناطقها تصويتًا متوسطًا لمرشح حزب الحرية والعدالة في الجولة الأولى، وارتفاع نسب التصويت لهؤلاء المرشحين.
فيما وفّر أعضاء من حزب الحرية والعدالة وسائل انتقال للناخبين من منازلهم إلى اللجان لتجنب انخفاض نسب التصويت، فضلاً عن اتباعهم تعليمات مكتب الإرشاد ولجان الإخوان المسلمين في المحافظات التي أصدرت إليهم أوامر بالابتعاد قدر الإمكان عن المشاحنات والخلافات مع أنصار المرشح المنافس أحمد شفيق بالقرب من اللجان خوفًا من التأثير السلبي لتصرفات أعضاء جماعة الإخوان على توجهات التصويت للناخبين.
وانشغل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في حثّ المصريين على التصويت لمرشحهم، والذهاب إليهم في البيوت، فيما عرف بـ"حملات طرق الأبواب"، وتوزيع منشورات يدويًا على المنازل للرد على الاتهامات والشائعات عن الحالة الصحية والمواقف السياسية للمرشح محمد مرسي، ومنها منشور عن وسائل الإعلام والقنوات الفضائية المملوكة لرموز النظام السابق ورواتب الإعلاميين فيها واتهامها بتشويه صورة مرشحهم.
الأقباط والحزب الوطني المنحل
في المقابل نشط أعضاء الحزب الوطني المنحل ونشطاء أقباط لدعم شفيق. وقال نجيب جبرائيل محامي الكنيسة لـ"إيلاف" إن الأقباط من حقهم الدعوة وتأييد المرشح الذي يرونه مناسبًا، ويحقق لهم الأمن والأمان، ويحفظ حقوقهم.
ولفت إلى أن الأقباط يؤيدون مرشح الدولة المدنية أحمد شفيق، ولم يعلنوا عن تأييدهم لمرشح الدولة الدينية المنافس له، الذي يرغب في فرض الجزية عليهم، ويحاول إسقاط حقوق المواطنة عنهم.
ولأنها معركة حياة أو موت بالنسبة إليهم، كثف أعضاء ورموز الحزب الوطني المنحل جهودهم ونشاطهم في الدعاية للمرشح أحمد شفيق، وأجروا اتصالات موسعة بالعمد والمشايخ في القرى ورؤساء العائلات والعواقل والشخصيات الطبيعية وتقديمهم وعودًا لهم بحل مشاكل القرى وتوظيف الشباب في حال تأييدهم ونجاح المرشح أحمد شفيق.
المصريون يختارون "أهون الشرين"
وسط درجات حرارة مرتفعة في القاهرة، اصطف ناخبون مصريون امام مكاتب الاقتراع لانتخاب أول رئيس بعد إسقاط حسني مبارك ووجدوا أنفسهم في الاغلب مضطرين لاختيار "المرشح الاقل سوءا" وهو بالنسبة للبعض الاسلامي محمد مرسي وبالنسبة لاخرين اخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق، احمد شفيق.
وامام مركز اقتراع في منطقة الجيزة (جنوب القاهرة)، جاء الناخبون مبكرا تجنبا للوقوف في الصفوف تحت الشمس الحارقة.
ويقول محمد (70 عاما) وهو مهندس متقاعد "ساصوت لشفيق لانه رجل خبرة مدنية وعسكرية وعاقل، يقولون عليه انه فلول (رجال النظام السابق) ولكن البلد كلها فلول .. الاخوان لا يصلحون وتاريخهم يشهد عليهم انهم يكذبون ويتآمرون منذ زمن عبد الناصر وليست لهم خبرة بادارة الدولة".
ويتابع "ثم انه لو افترضنا ان شفيق انفلونزا فان الاخوان سرطان ويمكن ان نعالج الانفلونزا وميدان التحرير موجود، اما السرطان فمستحيل".
ويؤكد رجب (23 عاما) وهو حارس مبنى في حي الدقي الراقي في العاصمة المصرية، ان التقلبات السياسية للمرحلة الانتقالية المستمرة منذ عام ونصف عام ادت الى تعطيل مصالحه ويأمل ان تؤدي الانتخابات الرئاسية الى الاستقرار.
ويقول الشاب الذي يرتبط رزقه بالسياحة التي تفتح المجال امامه لبعض اعمال السمسرة العقارية، "سأصوت بعد العصر لصالح شفيق من اجل ان تسير الامور في البلد" مضيفا "صحيح ان شفيق لن يحاكم مبارك والقتلة لكنه سيعرف كيف يدير الامور في البلد".
وامام مدرسة الاورمان الثانوية للبنات التي تحولت الى مركز اقتراع، وقف عدد من عناصر الامن بزيهم الابيض وسلاح الفرسان (جيش) بزيهم الاخضر المرقط، ينظمون حركة دخول الناخبين واحدا واحدا تفاديا للزحام داخل اللجان الانتخابية.
وقال حسام سعد (39 عاما)، وهو سائق تاكسي من حي روض الفرج في القاهرة اوصل ناخبا الى المكان، انه سيصوت لمرسي مؤكدا انه "لو طلع شفيق البلد حاتولع (تشتعل) وسترجع الثورة من جديد" على حد تعبيره "لان شفيق من النظام السابق" الذي اطيح به.
اما عماد سامي (35 عاما، موظف في شركة خاصة) فيخشى مثل الغالبية العظمى من الاقباط أن يتولى الاخوان السلطة. ويقول "انا خائف على البلد ولذلك سأصوت لشفيق لانه سيخاف اذا أخطأ ان يقوم الشعب ضده مثل مبارك" مضيفا بدوره "الاخوان ليس لديهم خبرة" في الحكم.
وفي مكتب اقتراع مخصص للنساء في المنيل في القاهرة حصلت مناوشة اثر محاولة بعض الناخبات، مخالفة نظام الطابور للمرور قبل الجميع، وسارعت عناصر الشرطة لتهدئة الجميع.
وتقول المدرسة امنية عامر التي ترتدي حجابا ابيض ورماديا ونظارتين شمسيتين "اخترت مرسي لاني لا اريد التصويت لشفيق (..) انه الاقل سوءا. تصويتي ليس حبا في مرسي ولكن كرها لشفيق فهو يريد اعادة النظام القديم وانا ضد هذا تماما".
لكن غير بعيد منها قالت امرأة تعلق صليبا رفضت الافصاح عن اسمها "اعتقد ان مرسي والاخوان المسلمين هم الاسوأ، انا اصوت لشفيق".
ولا تخفي الناخبات في هذا المركز ارتياحهن حين يدخلن مكتب الاقتراع ليس فقط لاداء الواجب بل ايضا للهرب من لفح الشمس.
وتقول نسرين العبد التي ترتدي سروال جينز ونظارات آخر صيحة "في هذه الجولة الثانية للانتخابات لا احد يختار مرشحه المفضل، نختار المرشح الذي يمكن ان نتعايش معه.انا اخترت مرسي لكنّ والديّ اختارا شفيق، هما لا يحبانه لكنهما خائفان من الاخوان".
وايدتها نانسي عبد المنعم وهي تعدل حجابها بتوتر "انا مع الثورة ولهذا اصوت لمرسي لكن بصراحة انا خائفة من المرشحين فاخترت من يثير خوفا اقل عندي".
البنتاغون يدعو العسكر لتسريع المرحلة الانتقالية
دعا وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا مساء الجمعة قائد المجلس العسكري في مصر المشير حسين طنطاوي الى تسريع المرحلة الانتقالية في بلاده.
وافاد البنتاغون في بيان ان بانيتا تطرق خلال مكالمة هاتفية مع المشير طنطاوي "الى الاحداث الاخيرة في مصر بما فيها اخر قرار اتخذته المحكمة الدستورية العليا" التي قررت الخميس حل مجلس الشعب.
واضاف البيان ان "الوزير بانيتا شدد على ضرورة المضي قدما بسرعة في المسار السياسي الانتقالي في مصر وبالتالي تنظيم انتخابات تشريعية جديدة سريعا".
وتابع البيان ان المشير طنطاوي "كرر" من جانبه خلال المكالمة التزام المجلس الاعلى للقوات المسلحة ب"بتنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة كما هو مقرر ونقل السلطة الى حكومة تكون منتخبة ديمقراطيا بحلول الاول من تموز/يوليو.
ودعي نحو خمسين مليون ناخب مصري السبت والاحد الى اختيار خلف لحسني مبارك الذي اطاحت به انتفاضة شعبية في شباط/فبراير 2011 بين احمد شفيق، اخر رئيس وزراء مبارك، ومرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي.