الأمير سلمان وليًا للعهد السعودي

اختار العاهل السعودي وزير الدفاع الامير سلمان بن عبد العزيز وليًا للعهد خلفًا للامير نايف.

الرياض: أصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الاثنين امرا بتعيين اخيه غير الشقيق الامير سلمان وليا للعهد خلفا للامير نايف الذي توفي السبت، وفق مصدر رسمي. واكدت وكالة الانباء الرسمية صدور "امر ملكي بتعيين الامير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع". وشغل الامير سلمان قبل تعيينه منصب وزير الدفاع.

وعلى نحو مفاجئ، أُعلن رسمياً في العاصمة السعودية الرياض، نبأ وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بعد أقل من سبعة أشهر على خلافته لأخيه الراحل الأمير سلطان، ومن المقرر أن يتم غداً الأحد مواراة جثمانه الثرى بعد الصلاة عليه بعد صلاة المغرب في المسجد الحرام في مكة المكرمة.

ورغم أن الأمير الراحل كان يتواجد خارج المملكة للعلاج، مع تزايد الأنباء في الآونة الأخيرة عن تراجع حالته الصحية؛ فإن نبأ وفاته بدا مفاجئاً بالنسبة إلى السعوديين، الذين فجعوا مجدداً بوفاة أحد أبرز الوجوه في العائلة الحاكمة، والرجل الذي حظي على الدوام بحب وتقدير كبيرين داخل المملكة وخارجها.

وكان الأمير نايف يتواجد خارج المملكة قبل الإعلان عن وفاته، إذ استقبل قبل عدة أيام عدداً من الأمراء والمسؤولين وفي مقدمهم الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية، في مقر إقامته في مدينة جنيف السويسرية.

والأمير نايف المولود في الطائف (غرب المملكة) سنة 1933 يحظى برصيد شعبي قوي، خصوصاً بعد أن أبدى نجاحاً باهراً في قيادة العمليات الأمنية والفكرية لمواجهة تنظيم القاعدة (فرع السعودية)، واستطاع خلال 3 سنوات هي عمر الصراع الميداني مع التنظيم أن يشل أركانه ويجبره على الهروب من المملكة إلى مناطق شتى في العالم.

وبدأت القاعدة عملها فعلياً في المملكة بين العامين 2003 و 2006، وتمكّنت خلال تلك العمليات من ضرب عدد من المنشآت واستهداف الأجانب وبعض الشخصيات العامة ومنها هو شخصياً.

لكن القبضة الأمنية المحكمة بالتوازي مع البرامج الفكرية قضت تقريباً على كل نشاطاتها وأجبرتها على النزوح بعيداً عن السعودية.

وتولى الأمير نايف مسؤولية وزارة الداخلية في المملكة منذ أكثر من 36 عاماً، ويوصف غالباً بأنه محافظ، إلا أنه كثيراً ما يبادر من خلال وزارته بخطوات تحديثية في المجتمع السعودي المحافظ، مثل إقرار بطاقات الهوية للنساء بعد أن كن لسنوات طويلة ملحقات في دفاتر العائلة بالرجال.

وفي العام 2009 عيّن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأمير نايف نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وهو منصب تمكن كل الذين شغلوه من الوصول لولاية العهد لاحقاً، وأدار الأمير نايف بلاده في كثير من الأوقات خلال هذين العامين بسبب مرض الملك وولي عهده السابق الأمير سلطان.

وعُرف عن الأمير نايف اهتمامه الكبير بقضايا الشباب في المملكة، حيث تنفذ وزارة الداخلية الكثير من الحملات والبرامج التوعوية للشباب الذين يشكلون نسبة تتجاوز 60% من المجتمع السعودي، وخصوصاً في مجالي الرياضة ومكافحة المخدرات.

وبويع الأمير نايف في 27 أكتوبر 2011 ولياً للعهد في أعقاب وفاة ولي العهد السابق الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وهو إلى جانب الانجازات التي حققها على أصعدة مختلفة داخل المملكة، فإنه اهتم بشكل لافت بالعمل الانساني والاغاثي، كما رعى العديد من المسابقات والفعاليات والجوائز الثقافية.