الصين تترقب أول التحام "بشري" في الفضاء

بكين: يترقب الصينيون التحام مركبة الفضاء "شنتشو-9"، وعلى متنها ثلاثة رودا، من بينهم امرأة، بالمختبر الفضائي "تيانقونغ-1"، في أول مهمة التحام "بشري" مأهول، من شأنها أن تفتح صفحة جديدة في تاريخ الصين مع الفضاء الخارجي.

وذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أنه تم إنزال المختبر الفضائي، المعروف باسم "القصر السماوي"، إلى مدار الالتحام، على ارتفاع 343 كيلومتراً فوق سطح الأرض، بانتظار موعد الالتقاء والالتحام بمركبة الفضاء المأهولة، كما أكدت أن المختبر "جاهزة لإيواء رواد الفضاء."

ومن المخطط أن يقوم طاقم "شنتشو-9"، التي تم إطلاقها السبت، من مركز "جيوتشوان" لإطلاق المركبات الفضائية في شمال غربي الصين، خلال رحلتهم التي تستغرق 13 يوماً، عمليتي التحام مع المختبر "تيانقونغ-1"، إحداهما آلية والأخرى يدوية.

وقالت شينخوا إن المركبة "شنتشو-9"، التي جرى إطلاقها على متن صاروخ "لونغ مارش-2 إف"، دخلت مدارها الفضائي بعد ظهر السبت، بعد خطوات تشمل فصل برج الإطلاق، ومعزز الصاروخ، ومعدن "التسليب"، ومن المتوقع أن تلتحم بالمختبر الفضائي خلال ساعات.

ويقوم طاقم المركبة، الذي يضم أول رائدة فضاء في الصين، ليو يانغ، البالغة من العمر 33 عاماً، بالإضافة إلى الرائدين جينغ هاي بنغ، وليو وانغ، بإجراء سلسلة من التجارب العلمية، والاختبارات الفنية، وتدريبات جسدية، على متن المختبر الفضائي.

وكان مختبر "تيانقونغ-1" قد أطلق للفضاء في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، في عملية طويلة المدى في الفضاء، في انتظار محاولات الالتحام من المركبتين "شنتشو -9"، و"شنتشو-10"، بعد الانتهاء من أول مهمة التحام فضائي في الصين مع المركبة الفضائية غير المأهولة "شنتشو-8"، بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وتبلغ زنة وحدة المختبر الفضائي 8.5 طناً، وهي جزء من تجربة لاختبار المناورات الفضائية وقدرات الالتحام، الضرورية للمنصة الفضائية المأهولة.

يُشار إلى أن الصين تولي اهتماماً كبيراً ببرنامجها الفضائي، وتنظر إليه باعتباره وسيلة لإضفاء الصبغة الشرعية على مزاعمها بشأن كونها واحدة من دول العالم الرائدة في المجال العلمي، حيث سبق لها أن أرسلت رواد فضاء خلال الأعوام الماضية.

وتُعد الصين، منذ العام 2003، الدولة الثالثة على مستوى العالم، بعد الولايات المتحدة وروسيا، في إرسال "إنسان" إلى الفضاء الخارجي.