خبير إسرائيلي: مصر تحت حكم الإخوان لن تتقارب مع إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أكد الخبير الإسرائيلي تسيفي بارئيل إن مصر تحت حكم الإخوان لن تتقارب مع إيران على حساب المحور الخليجي - الغربي، مشيراً إلى أنّه لن يكون هناك تضارباً بين الإخوان وحماس حول مسألة الاعتراف بإسرائيل، ولن يشكل الإخوان المسلمون في مصر تحالفاً مع نظام الأسد.
القاهرة: استشرف المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الإسرائيلي تسيفي بارئيل مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية، وذلك بعد إعلان حملة مرشح الرئاسة المصري محمد مرسي فوزه في الانتخابات، متفوقاً في عدد الاصوات على منافسه العنيد الفريق احمد شفيق.
مستقبل العلاقات المصرية السورية
واستهل الخبير الإسرائيلي مقاله المنشور في هذا الصدد بصحيفة هاآرتس العبرية بتأكيده، انه في الوقت الذي عكفت فيه الجهات المعنية في مصر - بتوتر وقلق بالغين - على فرز اصوات اصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية، تسلل هذا التوتر الى دول اخرى في المنطقة، كان في طليعتها إيران، وتدفقت العديد من علامات الاستفهام حول مدى نجاح محمد مرسي حال فوزه الرسمي في اعادة العلاقة بين المحور المصري - الإيراني، وما الحال الذي سيؤول اليه مستقبل العلاقات بين القاهرة ودمشق؟ وكيف ستواصل حماس التمسك بموقفها في عدم الاعتراف بإسرائيل، في حين تعلن الإخوان المسلمين التزامها باتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية؟
ويشير الخبير الإسرائيلي إلى أنّ الرد على تلك الاسئلة، يكمن في الوقوف على تحديد هوية التشكيل الائتلافي الاقليمي، وعلى وجه الخصوص تحديد مدى قدرة الولايات المتحدة وإسرائيل على اعتبار الإخوان المسلمين في مصر حليفاً سياسياً، رغم التباعد الايدلوجي بين الجانبين.
العلاقات بين جماعة الإخوان المسلمين والدولة الفارسية بحسب وصف تسيفي بارئيل، شهدت على مدار التاريخ هبوطاً وصعوداً، خاصة في اعقاب الثورة الاسلامية التي اندلعت في إيران عام 1979، إذ اعرب الإخوان في حينه عن تأييدهم المتحفظ للثورة، غير انه في اعقاب اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات عام 1981، بدأ الإخوان المسلمون في توجيه سهام النقد اللاذع للدولة الفارسية، فخلال هذه الفترة قال المرشد العام للجماعة في القاهرة عمر التلمساني: "لقد ايدنا الثورة الاسلامية في طهران عندما حررت الإيرانيين من سلطان جائر، غير انه ينبغي التأكيد على ان المذهب الشيعي شيئ، والمذهب السني شيئ آخر".
مسافة واحدة من القضية الفلسطينية
بعد هذا التاريخ بثلاث سنوات، استجابت إيران لطلب رجل الدين الاسلامي في القاهرة محمد الغزالي، الذي كان في حينه احد ادوات الوساطة مع الإخوان المسلمين، واطلقت حكومة طهران سراح عدد من المواطنين المصريين، الذين حاربوا الى جانب العراق في حربه ضد الدولة الفارسية، ومنذ عدة سنوات اوضح مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، ان الإخوان المسلمين وإيران تقفان على مسافة واحدة من القضية الفلسطينية، واضاف في الوقت ذاته: "على الرغم من ذلك فإننا نحذر من تفهم ان هناك تقارب بين السنّة والشيعة"، الا ان التباعد بين الإخوان وإيران تجلى بشكل صارخ، حينما حذر رجل الدين البارز، صاحب النفوذ على التيار المركزي للإخوان من خطر التوغل الشيعي في مصر.
على الرغم من ذلك، راى الخبير الإسرائيلي ان الإخوان لم يعارضوا من قريب او بعيد، العلاقات الوطيدة التي ربطت بين حماس وإيران، رغم ان الحركة الحمساوية تحمل الجذور الايدلوجية لجماعة الإخوان المسلمين، واعتبر احد المتحدثين باسم الإخوان: "ان تلك العلاقة اضطرارية لا تستوجب النقد"، موضحاً: "ان النضال الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي، يبيح تعبئة كافة الوسائل، خاصة ان مصر مبارك، تقف حجر عثرة امام تطلعات حماس".
ويشير بارئيل في مقاله بصحيفة هاآرتس إلى أنّه منذ ان شهد الواقع السياسي في مصر والمنطقة العديد من التحولات، أيد مرشحو الرئاسة المصرية العلمانيون - في مقدمتهم عمرو موسى - ترميم العلاقات المصرية الإيرانية، وقال موسى علانية قبل خروجه من مارثون الانتخابات الرئاسية: "ان إيران ليست دولة معادية لمصر، وكان تردي العلاقات معها خطأ سياسي"، وفي المقابل كان محمد مرسي متحفظاً في موقفه حينما قال: "إيران دولة اسلامية، ويجب اقامة علاقات معها".
الرياض والشراكة بالغة الأهمية
اذا كانت مصر تعتزم ترميم او تجميد العلاقات بين القاهرة وطهران، فإنها ستضطر الى التشاور مع شريك مهم وهو الممكلة العربية السعودية، إذ ان الأخيرة باتت صاحبة الخبرة الطويلة في التعامل مع الملف الإيراني، خاصة خلال السنوات السبع الماضية، عندما ادارت خلالها صراعاً حقيقياً ضد الدولة الفارسية، وادعى الخبير الإسرائيلي ان الرياض حرصت على الاحتفاظ بالقاهرة شريكاً لها، حتى اذا خضعت مصر لحكم الإخوان، فأودعت ما يربو على مليارين ونصف المليار دولار في البنك المركزي المصري، كما تعهدت بمنح مصر قروضاً ومنحاً اخرى.
لذلك فإن الإخوان المسلمين، الذين يدركون الصعوبات، التي تواجه خروج الاقتصاد المصري من عثرته، سيفكرون اكثر من مرة في التقارب مع إيران على حساب السعودية، بل انهم سيحرصون اكثر من اي وقت مضى على تقديم الشكر والعرفان للرياض، وذلك ليس فقط بسبب الاموال التي تغدقها على مصر، وانما لأنه يمكن التعويل على السعودية عند الحصول على قروض من صندوق النقد الدولي، الذي يضع العديد من الشروط بالغة الصعوبة إزاء المطالب المصرية.
الى ذلك يرى الخبير الإسرائيلي ان الوضع في سوريا، وتعامل نظام الاسد بقسوة لكبح جماح الثورة في بلاده بدعم من إيران، فضلاً عن مذابح نظام الاسد الاب ضد الإخوان المسلمين في مدينة حماة عام 1982، ستكون جميعها اسباب منطقية للحيلولة دون تكوين حلف بين الإخوان وإيران او نظام بشار الاسد، ففي اعقاب اندلاع الثورة السورية، اسرع اقطاب الإخوان المسلمين في مصر لتوجيه النقد اللاذع لنظام الاسد، بشكل فاق رد فعل جامعة الدول العربية عينها، فضلاً عن ان الإخوان المسلمين في سوريا، ما زالوا حريصين على التمسك بتحالفهم مع المملكة العربية السعودية والغرب وليس مع الإيرانيين.
المعضلة الاكثر تعقيداً هى: كيف ستتعامل حماس مع حكم الإخوان المسلمين في مصر، خاصة فيما يتعلق بمسألة الاعتراف بإسرائيل؟ ورداً على هذا السؤال، يتوقع الخبير الإسرائيلي ان لا تعدل حماس من موقفها الرافض للاعتراف بالدولة العبرية، رغم ان الإخوان المسلمين في مصر بما في ذلك محمد مرسي، ومرشح الإخوان السابق للرئاسة المهندس خيرت الشاطر، اعلنوا أكثر من مرة التزامهم باتفاقية السلام المبرمة بين القاهرة وتل ابيب، وتتضمن تلك الاتفاقية اعترافاً مصرياً بشرعية الوجود الإسرائيلي في منطقة الشرق الاوسط، غير ان حماس لن تتصادم مع الإخوان على خلفية هذا الموقف.