فلسطينيون ثبتوا ملكيتهم لأراضي حي استيطاني في الضفة يترقبون اخلاءه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دورا القرع (الضفة الغربية): لا يعرف خالد ياسين متى ستطأ قدماه ارضه في بلدة دورا القرع بالضفة الغربية حيث قام مستوطنون ببناء حي اطلق عليه اسم "اولباناه" في مستوطنة بيت ايل، بعدما امرت المحكمة الاسرائيلية العليا بهدم منازل مستوطنين قبل الاول من تموز/يوليو لانها ملكية خاصة فلسطينية.
ويشير خالد ياسين الى ارضه في سفح جبل اغارطيس في بلدة دورا القرع قرب رام الله والتي حرم من الوصول اليها منذ نحو 18 عاما. ويقول "عندما بدا المستوطنون بوضع كرفانات فيها هبت حركة احتجاجية من قبلنا كلفتنا خسائر بشرية ومادية".
ويرى خالد ياسين ان المحكمة انصفته عندما امرت باخلاء البيوت وتفكيكها، لكنه يخشى بان تلتف الحكومة على قرارت المحكمة وتبقى ارضه بعيدة المنال.
وكانت المحكمة العليا امرت في ايار/مايو الماضي بان يتم قبل الاول من تموز/يوليو تفكيك خمسة منازل في "اولباناه" بنيت على ارض فلسطينية خاصة وهو قرار ندد به لوبي المستوطنين ومن يدعمهم سياسيا، اي اليمين المتطرف والجناح المتطرف في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
ويعتبر قرار المحكمة العليا سابقة قانونية لانها المرة الاولى التي تامر فيها باخلاء ارض فلسطينية من المستوطنين وهدم البيوت.
و"اولبانا" مجموعة من البيوت القرميدية وحولها عدة كرفانات اعتبرها المستوطنون حيا في مستوطنة بيت ايل المقامة على اراضي دورا القرع وعين يبرود وبتين والبيرة.
وكان نتانياهو قال ان اخلاء اولبانا "سيكون قرارا لن يتحمله الشعب".
وتحاول الحكومة الاسرائيلية اخلاء الحي الذي يسكنه نحو ثلاثين مستوطنا بهدوء في موعد اقصاه 12 يوما وتقترح على المستوطنين تشييد بنايات مرتفعة مؤلفة من 12 طابقا في مستوطنة بيت ايل.
ويروي خالد ياسين لوكالة فرانس برس قصة ارضه، قائلا "عندما بدأ مستوطنون من بيت ايل عام 1996 بوضع كرفانات في اراضينا وخيم قمنا بالاحتجاج وقام مستوطن من بيت ايل بقتل خير عبد الحفيظ قاسم في 13 اب/اغسطس 1996".
ويضيف "صاروا يمنعونا من الدخول الى اراضينا وكثفوا عمليات ترهيبنا وتخويفنا وبتنا نخاف الدخول الى اراضينا التي كانت مزروعة بكروم العنب والزيتون".
وتابع "في 17 ايار/مايو 2002 خطف المستوطنون علي حمدان من ارضه ومن ثم قتلوه، ووضعوا اسيجة حول اراضينا ولم يعد احد يصل الى هناك".
وبالرغم من كل الصعوبات التي واجهها خالد ياسين لكنه متفائل ولا يؤمن بالمستحيل وبخلاف غيره من سكان القرية غامر واتجه الى المحكمة العليا رغم ان معظم الفلسطينيين لا يعتقدون بان المحاكم الاسرائيلية ستنصفهم وتعيد ارضهم.
وتقدم ياسين بالتماس الى المحكمة العليا عام 2006 عندما بدا المستوطنون يجرفون ارضه. وقال "طلبت منا المحكمة بتقديم شكوى الى شرطة مستوطنة بنيامين وهناك عرض علي بعض الاشخاص شراء ارضي البالغة مساحتها 11 دونما بمبلغ 16 مليون شاقل (4,2 مليون دولار) لكني اجبتهم بان ارضي ليست معروضه للبيع".
واضاف "بحثنا عن منظمة تتبنى قضيتنا فوجدنا منظمة "يش دين"، وفي عام 2008 اصدرت العليا قرارا بايقاف العمل في اراضينا لكنهم استمروا بالعمل الى ان اتخذ هذا القرار في ايلول/سبتمبر 2011 وتصر المحكمة الان على تنفيذه".
ويقوم المستوطنون بالتظاهر ضد قرار الاخلاء والهدم للضغط على الحكومة، ونصبوا خيما للاعتصام والاحتجاج في المستوطنة.
وبلدة دورا القرع مساحتها نحو 5800 دونم استخدمت اسرائيل نحو 2891 منها ما بين بناء مستوطنة وبين طرق التفافية، وتاثرت نحو 142 عائلة بمصادرة اراضيهم ويعتمد نحو 58%من اهل البلدة على ارضهم كمصدر رزق رئيسي.
ومن جهة اخرى يقول الدكتور حربي حسن الذي ربح ايضا قضية تثبيت ملكية ارضه ومساحتها نحو 30 دونم ونصف الدونم "ان ارضي تعرضت لتزييف وثائق وقد اثبتنا ذلك".
وتابع "انا استهجن صلافة بعض المسؤولين الاسرائيليين عندما يتحدثون عن عائلات المستوطنين كضحايا وكيف سيتركون منازلهم التي عاشوا فيها عشر سنوات واستغرب انهم لا يفكرون كيف ممكن لانسان ان يسرق ارض غيره ويبني ويعيش فيها بدون خجل وبعدها علينا ان نتفهم وضعه وعلينا ان نتفهم عرضهم لنا بتعويضنا".
وقال "لم يشاورنا احد عندما استولوا على ارضنا بقوة السلاح ولم نعرض اصلا ارضنا للبيع حتى ناخذ تعويضا، وربما نريد نحن ان نبني فيها مستوطنة خاصة بنا كفلسطينيين".
وفي نفس القضية استطاع عبد الرحمن قاسم ان ينجح في تثبيت نحو 14 دونما من ارضه واصدرت المحكمة قرارا بهدم بيتين للمستوطنين عليها.
وتقدر مساحة الاراضي التي ثبت الفلسطينيون الثلاثة ملكيتهم فيها بنحو 55 دونما مما شجع باقي ابناء البلدة على البدء بالتوجه للعليا.
ويقول بسام انيس قاسم "لقد تشجعت، فالناس الذين لم يصدقوا ان تعترف المحكمة العليا بحقهم بارضهم يقومون بتجميع انفسهم للتوجه للعليا وانا واحد منهم".