مسؤول ألماني: مهام جديدة لمجلس الأمن الدولي تجاه سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سلطان عبد الله: رأى السفير الالماني في منظمة الامم المتحدة ومجلس امنها الدولي بيتر فيتيغ أن أي عمل عسكري يتخذه مجلس الامن الدولي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء معاناة ومأساة الشعب السوري من حكم ذلك النظام "يجب التعاون معه بشكل مثمر وكذلك التعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وخاصة مع المملكة العربية السعودية وقطر، إضافة الى تركيا وغيرها من الدول الاسلامية".
جاء ذلك في محاضرة حصلت "ايلاف" على ملخص لها ألقاها فيتيغ امس في مبنى الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية في العاصمة برلين. وأعرب فيتيغ عن اسفه لوضع روسيا والصين العقبات التي تحول دون خروج مجلس الأمن الدولي بقرارات لمعاقبة نظام بشار الأسد وإدانته جراء تلك المجازر الوحشية التي يرتكبها ضد شعبه، وأن موسكو وبكين تقفان دائمًا الى جانب الباطل.
وقال ان "الضرورة أصبحت ملحّة لإعطاء الدول المؤيدة للشعب السوري ضمانًا لموسكو، اضافة الى كسب ثقتها من اجل التعاون مع المجتمع الدولي والاكثرية من أعضاء منظمة الامم المتحدة، الذين يرفضون أعمال عنف النظام السوري ضد شعبه، ويطالبون بشار الأسد بالاستجابة لمطالب الشعب السوري الذي يطالبه بالرحيل عن السلطة".
وأشار فيتيتغ إلى انه لا يزال "هناك مجال لإنهاء العنف في سوريا سلميًا عبر الجهود السياسية والدبلوماسية وخطط كوفي أنان وجهوده لم تصل الى طريق مسدود بشكل نهائي جراء دعم جميع أعضاء مجلس الامن الدولي لها".
وأكد فيتيغ ان التدخل العسكري في سوريا الذي ارتفعت نبرته بشكل جلي يمكن ان يُشعل منطقة الشرق الاوسط برمتها بحرب طائفية "فهناك صراع ظاهر وخفي بين القوى الاسلامية الكبيرة، المتمثلة في أهل السنة والجماعة والشيعة. فإيران ترى ان تغيير النظام السوري ضربة موجعة لنشر المذهب الشيعي في سوريا، بعدما حققت ايران بعض النجاح بنشر مذهبها في سوريا، إلا انه من خلال جهود وقوة أهل السنة وضع حد لطموحات طهران بالرغم من وجود عاطفة قوية تجاهها".
وقال "ان روسيا لها مصالح في سوريا، وتخشى من صعود شخصيات جديدة على حكم ذلك البلد، ربما ستواجه موسكو بمثابة الند للند جراء دعمها لنظام بشار الأسد، كما ان التدخل العسكري في سوريا صعب للغاية جراء موقعها الاستراتيجي في منطقة موجودة على كف عفريت، والتدخل العسكري يتطلب اجماعًا من الشعب السوري، وخاصة من المجلس الوطني السوري، الذي يسوده الاختصام جراء الرفض والقبول بالتدخل العسكري"، ممتنعًا في الوقت نفسه عن الاجابة عما إذا كان سيدلي بصوت ألمانيا بالموافقة على عمل عسكري ضد بشار الأسد ونظامه أو سيحتفظ بصوت ألمانيا على غرار احتفاظ برلين بصوتها أثناء تصويت مجلس الامن الدولي على منع تحليق الطائرات فوق ليبيا في وقت سابق من عام 2011 الماضي، الا ان فيتيغ أكد ارتكاب برلين خطأ سياسيًا فادحا جراء امتناعها عن التصويت.
وتطرق فيتيغ الى تطورات الاوضاع السياسية والأمنية في ليبيا ومصر وتونس، مشيرا إلى ان مجلس الامن الدولي يراقب عن كثب تطورات الوضع السياسي في مصر، التي استطاع الاسلاميون فيها احتلال البرلمان، واحتمال انتخاب مرشحهم محمد مرسي رئيسًا لمصر، معربا عن خشيته من غدر العسكر بالشعب المصري، إذا ما تقاعس عن تسليم السلطة للمدنيين حال انتخاب الرئيس المصري الجديد.
وأعرب عن ارتياحه للتطورات السياسية في تونس، التي تسير نحو الاستقرار السياسي، كاشفا في الوقت نفسه عن قلقه إزاء عدم استقرار الوضع الامني والسياسي في ليبيا جراء وجود قلاقل تقع بين الحين والآخر، إلا ان الاستقرار السياسي بشكل نهائي يتطلب وقتا "فقد ترك معمّر القذافي بلاده بدون قواعد أساسية للدولة".