بريطانيا: التضخم يعدّل تعريف كلمة "مليونير"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صدق أو لا تصدق، أن المليون الذي اشتقت منه كلمة "مليونير" ما عاد كافياً لنيل المرء عضوية تلقائية في نادي المليونيرات. وهذا لأن ما كان يأتي به في السابق صار حاليًا بعيد المنال. وليس هذا وحسب بل أن مفهوم الناس للثراء نفسه تغيّر بالكامل تقريبًا.
لندن: الزمن يغيّر كل شيء كما يقال. وفي هذا الصدد فثمة أنباء غير سارة لأصحاب المال الوفير في بريطانيا . ذلك أن آثار التضخم المالي على مدى السنوات العشرين الماضية تتمثل في تغيير شروط الحصول على عضوية "نادي المليونيرات".
قديمًا، كانت هذه العضوية متاحة لكل من امتلك مليون جنيه فما فوق. لكن التضخم غيّر هذا الرقم - الذي أفرز تحريفه كلمة "مليونير" في المقام الأول - ليصبح 2.6 مليون. وبعيارة أخرى فحتى اولئك الذين يمتلكون مليونين بدلاً منواحد ما عادوا "مليونيرات" بشكل تلقائي، لأن المليون "القديم" فقد قيمته القديمة تقريبًا. وللوصول الى بديله الجديد، يتعين ألا يقل رصيد المرء في البنك عن 2.6 مليون جنيه.
من حال إلى حال
على هذا الأساس فبينما كان رصيد مليون جنيه يعتبر في السابق "كافيًا لتغيير الحياة"، يقول الخبراء الماليون الآن إنه فقد هذه الخاصية بحيث أنه صار لا يعني الثراء تلقائيًا. والعملية الحسابية هنا بسيطة وتتصل بعلائم حياة الرفاهية ورغد العيش بتملّك أشياء مثل سيارة رولز روريس ويخت فاخر ودار منيفة.
وبينما كان رصيد مليون جنيه يكفي لشراء هذه الأشياء في 1992، صارت تستلزم ما لا يقل عن 2.6 مليون جنيه في 2012. والواقع أن الأرجح لصاحب المليون جنيه الآن أن يشتري منزله اللندني في أحياء على شاكلة هاونسلو القريب من مطار هيثرو بدلاً من أحياء الأثرياء الراقية كتشيلسي أو نايتسبريدج على سبيل المثال.
من البحر الى النهر
تقول دراسة أجراها بنك "فيرست دايريكت" وتناقلت نتائجها الصحف البريطانية الأربعاء: النتيجة التي نراها اليوم لتراكم التضخم المالي على مدى السنوات العشرين الماضية هي أن صاحب المليون جنيه يظل قادرًا على "الصرف" لكنه يعجز عن "الإسراف" فيه.
وتضيف الدراسة: "في 1992 كان هذا الرصيد يكفي لشراء طائفة من مظاهر النعمة تشمل سيارة رولز روريس، ويختًا بحريًا للمتعة، ومنزلاً في حي لندني راقٍ، وداراً للعطلات في جنوب فرنسا أو ايطاليا مثلاً. أما اليوم فإن هذا نفسه يكلف 2.6 مليون جنيه على الأقل بينما مبلغ المليون جنيه لا يكفي الا لمنزل جميل ولكن في أطراف المدينة وسيارة آستون مارتن وربما قارب بخاري صغير على نهر التيمز".
ما هو الثراء؟
يمضي كاتبو البحث الى القول: "حتى قبل عشر سنوات، كان 94 في المئة من الناس ينظرون الى الرقم "مليون جنيه" باعتباره حلم حياتهم الأكبر لأنه أشبه بالعصا السحرية التي تنقلهم الى مصاف علية القوم وتقيهم شرور الفقر طيلة حياتهم. أما اليوم فقد تناقصت نسبة الذين يحملون وجهة النظر هذه الى 71 في المئة فقط.
"وبالنسبة للذين يمثلون الـ29 في المئة الباقية فإن 14 منهم يعتبرون أن عتبة الثراء الحقيقي اليوم تبدأ عند 5 ملايين جنيه وليس أقل من ذلك. ومع ذلك فهؤلاء هم "المتواضعون" لأن نسبة 15 في المئة الباقية منهم تصر على أن 10 ملايين جنيه هي الرصيد الذي يتعين امتلاكه قبل أن يعتبر المرء في عداد المليونيرات فعلا".
مليونيرات بالكوم
ثمة حقيقتان بين أبرز العوامل التي تشير اليها الدراسة في هذه النقلة الهائلة المتعلقة بالنظرة الى معنى الثراء: الأولى أن ارتفاع أسعار المنازل الجنوني في السنوات الأخيرة خلق شريحة جديدة من نحو 185 ألف شخص يطلق عليهم اسم "مليونيرات الطوب والأسمنت". وهؤلاء هم الذين اشتروا منازلهم رخيصة نسبيًا ثم طارت أسعارها عبر السنوات الأخيرة فجعلتهم قيمتها الجديدة في طائفة الأثرياء نظريًا على الأقل.
أما العامل الثاني فهو أن منافذ للثراء بسرعة البرق فتحت أمام الناس كافة بفضل مختلف أنواع اليانصيب. وعلى سبيل المثال فيمكن لرجل شبه معدم اليوم أن يصحو في اليوم التالي وفي رصيده 100 مليون جنيه ربحها في اليانصيب الأوروبي "يورومليونز" بتذكرة لا يزيد ثمنها على جنيهين. وتقول الدراسة إن هذه الحقيقة "قللت من الهيبة التي كان يتمتع بها المال الوفير في السابق" لأن كل شخص صار "مليونيرًا محتملاً" بشيء من حسن الطالع.
مقارنة
في 1992 كانت تكاليف الحياة الرخوة كما يلي:
* منزل في حي تشيلسي: 346 ألفًا و920 جنيهًا
* رولز رويس فانتوم:11 ألفًا و894 جنيهًا
* يخت بحري: 301 ألف و360 جنيهًا
* ساعة رجالية فاخرة: 14 ألفًا و880 جنيهًا
* ساعة نسائية فاخرة: 13 ألفًا و550 جنيهًا
* عقد من الألماس عيار 3.5 قيراط: 9 آلاف و130 جنيهًا
* جولة بالباخرة على جزر الكاريبي لمدة 32 يومًا: 7 آلاف و770 جنيهًا
* دار صيفية في مقاطعة كورنويل:51 ألفًا و707 جنيهات
* فيللا للعطلات في تاسكاني: 138 و800 جنيه
المجموع: 995 ألفًا و11 جنيهًا
في 2012 صعدت أسعار هذه الأشياء نفسها الى سماوات جديدة:
* منزل في حي تشيلسي: مليون و362 ألفًا و930 جنيهًا
* رولز رويس فانتوم: 285 ألفًا و200 جنيه
* يخت بحري: 509 آلاف جنيه
* ساعة رجالية فاخرة: 25 ألفًا و270 جنيهًا
* ساعة نسائية فاخرة: 23 ألف جنيه
* عقد من الألماس عيار 3.5 قيراط: 15 ألفًا و500 جنيه
* جولة بالباخرة على جزر الكاريبي لمدة 32 يومًا: 13 ألفًا و200 جنيه
* دار صيفية في مقاطعة كورنويل: 149 ألفًا و950 جنيهًا
* فيللا للعطلات في تاسكاني: 235 ألفًا و670 جنيهًا
المجموع: مليونان و619 ألفًا و720 جنيهًا