أخبار

الطلبة يتصدرون حركة الاحتجاج الاجتماعية في السودان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يضطلع الطلبة السودانيون بدور بارز في حركة الاحتجاج الاجتماعية التي تعصف بالخرطوم منذ بضعة ايام لكنها ما زالت تواجه صعوبات تحول دون تمددها وتوسعها في هذا المجتمع الذي يفرض عليه نظام عمر البشير رقابة صارمة.

الخرطوم: قد بدأت الحركة الاحتجاجية في السودان الناجمة عن الارتفاع الجنوني للاسعار في 16 حزيران/يونيو بتظاهرة امام جامعة الخرطوم، ثم تمددت الى جامعات وكليات اخرى في العاصمة.

واكدت مجموعة "قرفنا" للشبان المعارضين على موقعها على شبكة الانترنت ان "جامعة الخرطوم هي القلب النابض للثورة السودانية".

وكانت جامعة الخرطوم في 1964 مهد الثورة الاولى التي تلت الاستقلال واسفرت عن سقوط الديكتاتورية العسكرية.

لكن الطلبة الذين يناضلون من اجل التغيير، يواجهون قوى الامن التي تتعامل معهم بقسوة والكثيفة الحضور، وتسلل النظام الى الجامعات، كما قال ناجي موسى الطالب في كلية الطب والعضو في مجموعة "قرفنا".

طلاب سودانيون يتظاهرون في الخرطوم

واضاف "من الصعوبة بمكان القيام بنشاط عام. الحكومة تحاول ان تتسلل الى الجامعات ظنا منها انها تشكل خطرا عليها".

واكد الطالب الذي اعتقل اسبوعين في كانون الثاني/يناير "لدى حزب المؤتمر الوطني الشعبي (الحاكم) المال وهم يستخدمون عددا كبيرا من البلطجية".

ولم تبد قوات مكافحة الشغب وعملاء اجهزة الاستخبارات اي تساهل منذ اسبوع، فعمدت الى ضرب المتظاهرين واعتقال اعداد كبيرة منهم.

وقد شاهد مراسل وكالة فرانس برس صورا لأحد الناشطين الذين اعتقلوا الثلاثاء في احدى الجامعات، وتبدو آثار الضرب ظاهرة عليه وحلق حاجباه.

لكن مسؤولا كبيرا في اجهزة الاستخبارات قال لمراسل وكالة فرانس برس الذي تعرض ايضا للاعتقال لانه التقط صورا في جامعة الخرطوم ان الوضع حول الجامعات "بالغ الحساسية". وقد افرج عن هذا المراسل بعدما امضى 12 ساعة موقوفا.

واغلقت الحكومة هذا الشتاء جامعة الخرطوم اكثر من شهرين في كانون الاول/ديسمبر على اثر صدامات بين شرطي وطلبة كانوا يحتجون على ارتفاع الرسوم.

وعلى رغم التظاهرات الاخيرة، يعتبر بعض الاساتذة الجامعيين ان الحماسة النضالية قد انطفأت في الجامعات، وهذا ما يفسر جزئيا لماذا اخفق الطلبة حتى الان في اقناع السودانيين بالنزول الى الشارع بأعداد كثيفة.

وفي اطار ازمة اقتصادية كبيرة وبعد الاعلان عن تدابير تقشف قاسية، ما زالت التظاهرات في الواقع محدودة بالمقارنة مع التظاهرات الجماهيرية التي شهدها الربيع العربي في المنطقة.

وقال محمد التوم استاذ الرياضيات الذي طرد من جامعة الخرطوم في 1992، ان عمر البشير الذي يتولى الحكم منذ 23 عاما، افلح في القضاء على الروح السياسية في الجامعات. فالمؤتمر الوطني الشعبي يهيمن على النقابات الطالبية وتعين الحكومة الموظفين الاداريين.

ويواجه الناشطون الشبان ايضا التخوف من الفوضى الذي تستشعرها اعداد كبيرة من السودانيين في بلد انفصل عنه جنوب السودان في تموز/يوليو 2011 وتعصف به نزاعات لاسيما على طول حدوده الجنوبية الجديدة وي دارفور (غرب).

لكن هشام بلال المسؤول عن الدروس في جامعة الخرطوم يرى ان الازمة الاقتصادية ستساعد الطلبة على تحريك الشارع. وقال "الجوع يستجلب الغضب الذي يمكن ان يفضي الى احتجاج اجتماعي اشمل.

وقال موسى ان القشة التي تقصم ظهر البعير هي احتمال مقتل طالب، كما حصل في 1965. واوضح ناشط "اعتقد انه سينجم عن ذلك تأثير كبير. الحكومة تعرف ذلك وهي تتخوف منه".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف