"فايسبوك" مصدر للخلافات الزوجية لدى أسر فلسطينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
انتشرت وسائل الاتصال الاجتماعي بما فيها موقع فايسبوك الشهير بشكل كبير في الأراضي الفلسطينية وتعددت استخداماته ما بين التواصل الاجتماعي والعمل والتسلية والترفيه والتعارف، في حين شكل مصدر إزعاج وقلق لبعض الأسر لكثرة استخداماته على حساب وقت الأسرة.
عنان الناصر: بدا واضحًا كما أفاد بعض النساء في تصريحات لـ"إيلاف" أن الرجال أدمنوا موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فايسبوك" على حساب العلاقات الاجتماعية والأسرية، الأمر الذي تسبب في وجود بعض الخلافات الأسرية.
وأوضح أن هناك الكثير من العلاقات التي تنسج من وراء هذا الموقع الاجتماعي بحجة الزمالة والصداقة في العمل ليتبين لاحقًا أنها فرصة متاحة للتسلية والترفيه والتواصل، التي تصل إلى بعض درجات الخيانة، كالتعرف والاتصال واللقاء في بعض الأحيان، مما يتسبب في فتح الباب على مصراعيه لطرق الخيانة التي تخشاها الزوجات.
في استطلاع للرأي ومقابلات متعددة أجرتها "إيلاف" حول هذا الموضوع وحول مدى تسبب فايسبوك بإثارة الخلافات الزوجية وعن الصراحة الموجودة بين الأزواج حول طبيعة صداقات فايسبوك كانت الآراء متعددة، وتعتمد أساسًا على درجة الثقة بين الطرفين.
وقال راضي عطية: "توجد خصوصيات عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، فيما تكون المصارحة غير متوافرة، خاصة لدى النساء والفتيات". بدورها، اعتبرت علا المراشلي، أن الموضوع يعتمد أساسًا على الثقة، سواء تعلق ذلك بفايسبوك أو بغيره، وقالت: "الرجال ما إلهم أمان". وبيّن محمد قصاص، أن قضية فايسبوك تعدّ قضية مزعجة إذا كانت هناك صراحة، لأنها ربما تسبب المشاكل، وقال: "لولا ستر الله لشهدنا حالات طلاق يومية".
وأكدت ريم بدران، أنه لا توجد صراحة مطلقة بين الأزواج وداخل الأسر في ما يتعلق بصداقات وعلاقات فايسبوك، وأن الشباب يتحملون الجزء الأكبر من هذه القضية. بينما قالت مها نور الدين، إن موضوع الصراحة بين الأزواج في ما يتعلق بصداقات فايسبوك والتواصل الاجتماعي من خلال هذا الموقع الشهير غائب عن الواقع، وأضافت: "فايسبوك يسبب المشاكل، ولا توجد بشأنه مصارحات، وهناك خصوصية عند الرجال نظرًا إلى منطق حكم القوي".
تعويض الفراغ العاطفي
اتهمت الباحثة الاجتماعية مشيرة سلمان، استخدام الرجال لفايسبوك بكثرة سعيًا إلى البحث عن صديقات وقضاء أوقات من المتعة والتسلية. وقالت سلمان: "تبين بعض الاستطلاعات أن النساء والرجال يبحثون عن صديقات وأصدقاء بهدف التسلية وقضاء أوقات لتعويض حالة الفراغ العاطفي التي يعانيها بعضهم، وكإجراء عقابي متبادل". وأكدت أن النساء يشكين من إهمال الأزواج لهن ولأسرهن مقابل قضاء ساعات طويلة على صفحات فايسبوك والسهر لساعات متأخرة.
ولفتت إلى أنه وحسب المتابعات تبين وجود العديد من الخلافات الأسرية بين الأزواج نتيجة اهتمام أحدهما بفايسبوك على حساب العلاقة الزوجية، منوهة بأن هذه الشكاوى كانت أكثر بين صفوف النساء اللواتي يعانين قمع الأزواج في ظل هذا المجتمع الذكوري.
وأشارت سلمان، إلى أن موقع التواصل الاجتماعي له الكثير من الإيجابيات، إن أحسن استخدامه، وله الكثير من السلبيات إن أسيء استخدامه، مؤكدة أن الغالبية العظمى تستخدمه في الاتجاه السليم نحو تشكيل علاقات اجتماعية سليمة واستخدامه في مجالات العمل والدردشة والتسلية، في حين يستخدمه البعض لأهداف غير سليمة سعيًا إلى إقامة علاقات غير مشروعة.
بدورها، بينت المواطنة نجلاء حمد، أن أكثر ما تكرهه هو رؤية زوجها على فايسبوك، عازية ذلك إلى قيام بعض الرجال باستخدام هذا الموقع لتشكيل صداقات وعلاقات غير جيدة وللبحث عن النساء والفتيات. وعمّا إذا كان هذا الأمر يعني انعدام للثقة بينها وبين زوجها، قالت: "الثقة بالزوج غير موجودة، ليس لأن زوجي سيء، ولكن لا توجد ثقة مطلقة".
واعتبر المصور الصحافي بلال بانا، أن فايسبوك ومدى تسببه في مشاكل زوجية يرجع إلى الطرفين، الزوج والزوجة، مؤكدًا أنه وفي حال كانت الثقة متبادلة من الطرفين فإن ذلك يعني غياب وجود المشاكل. أما إذا انعدمت هذه الثقة فهنا تكون "الطامة الكبرى" والتسبب في خلق المشاكل وربما تدمير الحياة الأسرية.
وأكد عماد أحمد، أن وجود مشاكل أسرية نتيجة فايسبوك يتحمّل مسؤوليته الطرفان، والسبب يعود حتمًا إلى انعدام الثقة، وقال: "ما دامت الثقة موجودة فحتمًا لا توجد خلافات، ولكن إذا انعدمت هذه الثقة هنا تكون الكارثة". وأضاف أحمد: "إن الذي يريد أن يخون يمكنه ذلك، متسائلاً في الوقت عينه كيف تعيش من لا تثق بزوجها معه؟.. هذا يعني تخلفًا".
وبينت عبير بني عودة، أن الصراحة في طبيعة علاقات وصداقات فايسبوك تعني غياب المشاكل الأسرية، وفي حال غياب هذه الصراحة سيكون كل طرف جاهزًا لتشكيل حالة من الصراع مع الطرف الآخر. وأكدت أن هناك بعض النسوة اللواتي يتفهمن طبيعة عمل أزواجهن وطبيعة صداقاته على فايسبوك، وتكون هناك صراحة وثقة مطلقتان بينهما، في حين أن هناك بعض النسوة اللواتي يغرن بصورة كبيرة، ولا يقتنعن بفكرة وجود صداقات خارج إطار العمل، ويعتبرن ذلك من باب الخيانة الزوجية.
وقال علام خالد: "إن صداقات فايسبوك والعلاقات التي تتشكل من خلاله، والتي تكون بعيدة عن مجتمع الأسرة، ربما تسبب العديد من المشاكل، خاصة إذا لم تكن هناك صراحة مطلقة بين الزوجين، أو في حال وجود فارق كبير من الثقافة والتفهم بينهما".
وأضاف: "إن هناك من يصارح زوجته بكل التفاصيل، في حين إن هناك من يخفي الكثير من التفاصيل خشية الوقوع في مشاكل أسرية نتيجة عدم تفهم الزوجة لطبيعة عمله أو في حال كان يسلك طرقًا ويكوّن صداقات غير سليمة". وقالت الإعلامية، أمل دويكات: "إن الأزواج الذين يعتمدون الصراحة في حياتهم، ينعكس ذلك على حساباتهم على فايسبوك، في حين إن الذين يخفون الحقيقة عن بعضهم بعضًا، يكون فايسبوك عاملاً في إلقاء المزيد من بذور الشك بينهما".
وأضافت دويكات: "هناك بعض الأزواج الذين أوقد فايسبوك بينهم نيران مشتعلة من الغيرة والشك والرقابة، مؤكدة أنها على علم بإحدى الحالات، حيث الزوجة التي تمنع زوجها من الحديث على فايسبوك إلا بحضورها، وتناقشه بكل ما يكتب على الدردشة الخاصة به، وهذا يتسبب في مشاحنات يومية بينهما".
وأكدت هديل الضميري، أن فايسبوك لا يمكن أن يكون مصدرًا للخلافات الزوجية، إلا إذا غاب التفاهم والصراحة بين الزوجين، حيث سيحل الشك وكثرة المشاكل بديلين من التفاهم، ويصبح فايسبوك عاملاً مساعدًا وأساسيًا في الخلافات الزوجية. وقال الصحافي جاد القدومي: "اللي بدو يلعب بذنبو بلعب عالفايسبوك أو غيره، تاركًا المجال مفتوحًا للتأويل والتفسير حيال ذلك".
وأكدت رانيا عريقات، أن موضوع فايسبوك أو غيره من العوامل التي قد تسبب الخلافات الزوجية تعتمد أساسًا على ثقافة الزوجين والاحترام القائم بينهما، وعندما يحسنان الإبحار في تكنولوجيا مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن أن يغرقا في أعماق المشكلات التي قد تسببها عدم الصراحة حيال الصداقات التي قد تتشكل في هذه المواقع.
العلاقة الزوجية علاقة متفاعلة
من جهتها، أكدت الاختصاصية النفسية والاجتماعية خولة العفوري في لقاء خاص مع "إيلاف" أن المجتمع الإنساني يقوم في طياته على العديد من العلاقات والتفاعلات. وأوضحت العفوري، أن العلاقة الزوجية تعتبر أحد أهم وأبرز أنماط هذه العلاقات، لكونها تحتوي على جملة من السلوكيات المميزة التي لا تتوافر في أنماط أخرى من العلاقات الإنسانية.
وحول كيفية تعزيز وتقوية هذه العلاقة، قالت: "لنجاح هذه العلاقة نحتاج مجموعة من السمات التي لا بد من توافرها، مع التأكيد على أن هذه السمات تُحدد من قبل الزوجين، وتستمد جذورها من الديانة والثقافة والتربية والعادات والتقاليد الخاصة بكل مجتمع، ومن ذلك مقدار الصراحة بين الزوجين".
وأضافت: "البعض يعتقد أن هذه المساحة لا بد أن تكون أكبر ما يمكن بينهما، وآخرون يرون أنه ليس من الضروري أن يتم الحديث عن كل التفاصيل التي يمر بها كل من الزوجين، وذلك لمبررات يعتقدونها، والبعض الآخر يتحدث عن النوع". وأردفت العفوري: "فنوع الحدث يحدد مساحة الصراحة، ويحدد أفق الحوار، فإن كان الأمر يتعلق بالأبناء أو بالعلاقات الاجتماعية على سبيل المثال، فلا مشكلة من الحديث المعمق، ولكن إن كان الأمر يتعلق بأحد الزوجين يبدأ التغليف والتكتم".
وفي ما يتمحور بطبيعة العلاقة الزوجية وفايسبوك، أكدت الاختصاصية النفسية والاجتماعية أنه وعند ربط الموضوع مع فايسبوك والعلاقات التي تنشأ على موقع التواصل الإجتماعي "كما يسمى" فإن الأمر يأخذ الإتجاه نفسه، فهناك من يعتبر أن هذه الوقت جزء من وقته الخاص، وله الحرية في استغلاله كيفما شاء.
وقالت العفوري: "قد يكون من حق كل إنسان أن يمضي وقته كما يحب، ولكن من المهم التركيز على أن العلاقة الزوجية ليست علاقة فردية أو من طرف واحد، بل هي علاقة متفاعلة يذوب فيها الفرد، ورباط يهدف الى الإستمرار، وبالتالي لا بد من أن تقوم على التفاهم والإتفاق تجنباً لوقوع الخلافات".
وحسب اعتقادها حيال فايسبوك والخلافات الزوجية قالت: "من وجهة نظري الشخصية أن الفرد لا يلجأ إلى إخفاء أمر صواب يقوم به، بل يخفي ما يعتقد أن الآخر سوف يرفضه ولن يتقبله، وللخروج من هذه الدائرة لا بد من الإحتكام إلى التعاليم الدينية في مراعاة حقوق الآخرين ومراعاة شعور الطرف الآخر، وأن يتم التعامل معه كما يحب الانسان أن تكون معاملته".
وحول كيفية ذلك، أكدت أن الزوج على سبيل المثال يرفض أن تكون لزوجته أحاديث مع رجال غرباء بدون ضرورة ، وبالتالي عليه الإمتثال في هذه القاعدة إلى عدم محادثة النساء إلا للضرورة استنادًا إلى قول الشاعر "لا تنه عن خلق وتأتي مثله.... عار عليك إذا فعلت عظيم". وحول المطلوب لتجنيب الأسر مثل هذه الخلافات، أوضحت العفوري، أن المطلوب من الإنسان يتمثل في ترتيب أولوياته مراعياً في ذلك احتياجاته الذاتية واحتياجات أسرته ومجتمعه منه، وعدم السماح للأمور الثانوية أن تصل إلى مساحة الإلحاح، وبالتالي الدخول إلى الإدمان.
وقالت: "هذا ما يحصل عادة، وقد يكون السبب في العديد من الخلافات الزوجية، التي من الممكن أن تحسم بالطلاق، ويحدث ذلك من خلال الاستغلال الخاطئ لفايسبوك، حيث يتحول من كونه مجرد خدمة إلى أولوية ملحّة على حساب نشاطات حياتية أخرى.
وأضاف: "إن من الحكمة أن يقوم الإنسان بإدارة وقته وبرنامجه اليومي وتحديد أهدافه بدقة، وهذان الأمران كفيلان بأن يعطيانه الدعم الذي يحتاجه لتجاوز نقاط الضعف ولتجنب الخلافات الأسرية".
يذكر أنه وتبعًا لبعض الجهات النسوية فإن بعض الخلافات الأسرية التي وصلت إلى حد الطلاق وقعت في الأراضي الفلسطينية نتيجة فايسبوك والانترنت واهتمام الزوج وانشغاله بهما على حساب العائلة والعلاقات الاجتماعية. وتشير إحصاءات ومعلومات نقلاً عن مصادر صحافية في عدد من الدول العربية أن الدردشة والرسائل الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك تسببت في حالات قتل نتيجة الغيرة الشديدة.
التعليقات
فتنة الفلسطينيين
العذراء -فتنة الفلسطينيين المال والنساء