مرسي فاز بالرئاسة ولكن هل يتنازل العسكر عن سلطاتهم؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في أقل من عام ونصف العام من التطورات السياسية العاصفة حقق أقوى تنظيم إسلامي في مصر إنجازًا مرّ زمن ما كان حتى ليخطر على بال أن يحدث فيه كهذا. إذ انتقل الأخوان المسلمون من جماعة ممنوعة اعضاؤها ملاحقون الى تسلم مقاليد السلطة في أكبر بلدان العالم العربي سكانًا.
لندن: فاز إسلامي بأول انتخابات رئاسية ديمقراطية في مصر. وبعد أسبوع من التأخيرات المصحوبة بالتوتر وكلمة ألقاها رئيس اللجنة الانتخابية العليا لمدة ساعة تقريبًا يوم الأحد أعلنت اللجنة فوز محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين بالرئاسة متقدمًا على منافسه أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك، بفارق بسيط.
واحتشد آلاف من مؤيدي الاخوان المسلمين في ميدان التحرير وسط القاهرة يوم الأحد بانتظار الاعلان عن فوز مرسي، فيما توعد كثيرون منهم باحتجاجات واسعة في حال فوز شفيق. ولكن عندما جاء الاعلان لصالح الاخوان المسلمين انطلقت موجة عارمة من الهتافات والالعاب النارية والدموع والمعانقات.
وكانت الانتفاضة الشعبية التي انهت 30 عاما من حكم مبارك دشنت ايضا أشهرا من الاضطراب السياسي في ظل حكم المجلس العسكري المؤلف من ضباط مبارك نفسه، وقال كثير من مؤيدي مرسي يوم الأحد إن فوزه يشكل انتصارا كبيرا لثورتهم. ونقلت مجلة تايم عن محمد عبد العال الذي يعمل سمسار أسهم في بورصة القاهرة انه حضر الى ميدان التحرير "للاحتفال بفوز مرسي" الذي "يعني انتصار الثورة والتيار الاسلامي"، على حد تعبيره.
والحق أن أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر استحضر رواية النظام السابق بالكامل تقريبا عندما وضع النظام العسكري ممثلا بمنافسه شفيق في مواجهة المعارضة التقليدية ضده ممثلة بجماعة الاخوان المسلمين فيما تفتح الحقيقة الماثلة في أن مدنيا حل محل النظام العسكري في رئاسة دولة عربية فصلا جديدا بالغ الدلالة في القصة المتواصلة للربيع العربي، على حد تعبير مجلة تايم.
ولكن محللين سياسيين ومراقبين دوليين يرون ان نظرة أكثر تفحصا على هذه الانعطافة التي لا سابق لها في السياسة المصرية تكشف ان الجيش ما زال يمسك مقاليد السلطة الى حد بعيد.
فقبل ايام على جولة الاعادة في الانتخابات الرئاسية هذا الشهر قررت المحكمة الدستورية العليا، التي كانت لفترة طويلة أداة بيد النظام السابق، حل أول برلمان منتخب ديمقراطيا في البلاد كان الاخوان المسلمون يشكلون أكبر كتلة فيه.
وبعد ذلك بفترة قصيرة، بل عشية فرز الأصوات، اصدر المجلس العسكري الحاكم قرارا آخر يتولى فيه دور السلطة التشريعية التي حلتها المحكمة الدستورية ويحتفظ بالسيطرة الكاملة على شؤون القوات المسلحة ويمنح لنفسه صلاحية تعيين لجنة كتابة الدستور الجديد.
ومع اتساع الحشد المحتفل في ميدان التحرير الى مئات الألوف مساء الأحد حذر مسؤولون في جماعة الاخوان المسلمين انصارهم من العودة الى بيوتهم قبل الأوان داعين الى مواصلة الاعتصام حتى يتراجع المجلس العسكري عن اعلانه الدستوري المكمل. وقال المهندس أحمد جمعة "إن هذا منعطف في حياة مصر ولكنه لا يعني اننا انجزنا المهمة وسنعود الى بيوتنا".
واضاف جمعة "نحن نريد استعادة البرلمان ونريد ان يمارس الرئيس سلطاته كاملة". ومثل هذه الخطابية يمكن ان تؤدي الى مواجهة عنيفة مع العسكر في الأيام المقبلة، كما ترى مجلة تايم.
ولكن محللين قالوا إنه من المستبعد ان تذهب جماعة الاخوان المسلمين بعيدا في الرهان على الثقة المكتسبة حديثا بنفسها. فان مرسي فاز بهامش يقل عن مليون صوت من اصل 50 مليون صوت ادلى بها الناخبون المصريون وان هذا يترك لدى عدد كبير من المصريين بينهم نحو 48 في المئة من الذين شاركوا في جولة الاعادة، إحساسا بالقلق والتهميش في حال مجيء حكم اسلامي.
وقال المحلل الاستراتيجي والسياسي سامح سيف اليزل ان الحكم "سيكون نظاما اسلاميا، ادارة دينية" وان مرسي "سيكون محاطا بالاخوان المسلمين". ويردد الضابط المتقاعد سيف اليزل مخاوف روّجتها وسائل الاعلام الرسمية وحملة شفيق محذرة من ان مرسي سيفرض الشريعة الاسلامية.
ولكن جوشوا ستاكر العالم السياسي والخبير في شؤون مصر في جامعة كنت الاميركية يرى ان من المستبعد ان يكون مرسي قادرا على فرض أي شيء في وقت تقع السلطة التشريعية والقوات المسلحة وربما حتى قوة الشعب خارج سيطرته، وان العسكر لم يجردوا السلطة الرئاسية من عناصر اساسية فيها فحسب بل ان الجهاز البيروقراطي الضخم الذي سيرثه مرسي ما زال "يرتبط ارتباطا وثيقا" بالنظام السابق وقد يكون عقبة كأداء في طريق أي مبادرات يحاول مرسي ان يتخذها في الأشهر المقبلة، كما يضيف ستاكر.
ويتابع الخبير الاميركي قائلا ان ذلك "جعل المجلس الأعلى للقوات المسلحة أشبه بالملك. فهو يمنح العسكر هذه الرافعة الكبيرة من السلطة التنفيذية والتشريعة فيما يُنحى باللائمة على آخرين انبثقوا من صندوق الاقتراع. وهو يجعل الاخوان المسلمين وخاصة مرسي مسؤولين في كل مرة لا تُحل فيها مشاكل مصر البنيوية المستمرة مثل الاقتصاد والسياحة".
وبالتالي ان فوز مرسي في الوقت الذي عمل على تفادي مواجهة كارثية في الشوارع فان الاخوان المسلمين ربما وقعوا في مصيدة ذكية للغاية. وكان مرسي الذي درس الهندسة في الولايات المتحدة وعد في كلمته مساء الأحد بالعمل من اجل الوحدة الوطنية ومد غصن زيتون الى العسكر.
ويقول الخبير بالشؤون المصرية ستاكر ان مرسي سواء أكان تصالحيا تجاه الجيش أو لم يكن فانه وُضِع في موقف يؤدي به الى الفشل. فهو إذا أذعن قد يسمح له العسكر بالبقاء ولكنه سيفقد مصداقيته في الشارع. ومن الجهة الأخرى "إذا استخدم مرسي مؤسسة الرئاسة لحشد التأييد الدولي وبناء ائتلاف داخل مصر فان هذا سيهدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة وهم سيبحثون عن فخ قانوني من نوع ما للايقاع به".
انه مأزق ينتظر الرئيس الجديد ولكن حل البرلمان المصري المنتخب ربما قدم مثالا مفيدا. وعلى حد تعبير القاضي المصري المعروف سامح السروجي فان مشكلة البرلمان تتمثل في انه تحدى القضاء. ونقلت مجلة تايم عن السروجي "ان بعض اعضاء البرلمان حاولوا توجيه الرأي العام ضد القضاء" وخاصة بعد اعتراض النواب على الحكم المتساهل الذي صدر على مبارك.
واضاف السروجي ان مرسي يبدو اكثر استعدادا للالتزام بقواعد اللعبة. ومن شأن ذلك ان يجعله رئيسا بلا اسنان ولكن كما ذهب بعض المصريين فانه على الأقل رئيس منتخب، وهذا أمر لم يحدث من قبل.
التعليقات
أين هي?
ifnaoui -أين هي نبؤات أؤلئك المنجمين ًالعظام ً الذين لم يراهنوا على صعود الإسلاميين للحكم؟
أين هي?
ifnaoui -أين هي نبؤات أؤلئك المنجمين ًالعظام ً الذين لم يراهنوا على صعود الإسلاميين للحكم؟
انا مستعدة
صومالية مترصدة وبفخر USA -انا مستعدة ان اتعرى في كل الصحف المصرية والعربية والأمريكية والأوروبية 100% كما ولدتني امي بمناسبة فوز إخوان المسلمين (إخوان الشياطين) في مصر دعما لحرية المراءة والسياحة في مصر. .
انا مستعدة
صومالية مترصدة وبفخر USA -انا مستعدة ان اتعرى في كل الصحف المصرية والعربية والأمريكية والأوروبية 100% كما ولدتني امي بمناسبة فوز إخوان المسلمين (إخوان الشياطين) في مصر دعما لحرية المراءة والسياحة في مصر. .
العسكر .
Nafie Akrawi -صحيح سقط مبارك ..ولكن الصحيح ايضـا انه ترك (( مجموعة قوى )) على الساحة السياسيه وفى مراكز القوى الحسـاسه (( بكل انواعها )) ..لن ولم تتنازل عن المكاسب التى حصلت عليهـا فى زمن مبارك أضـافة ان هنالك قوى شـعبيه ترفض العهد (( الجديد )) ولا تستطيع التأقلم والعيش تحت ظله ...والدليل الذى لا يحتاج الى شك صناديق الأقتراع والفارق بين الطرفين وبأضافى القوى الفاعله فسنعمل مدى القوة التي تتمتع بهــــا ....ليس بالسهوله ان يتنازل العسـكر عن مكاسبه وصلاحياته اما م .....قوى تفتقر للتجربه وقد تجر البلد الى تهلكه ....سيبقى العسـكر (( العصى )) الغليضه .
إلى مصرى اصيل
صومالية مترصدة وبفخر USA -كلامك عين العقل يجب ان نتحدى الإسلاميين الشوفينيين وليس الإسلام العادي،...
هكذا كسبوا
ابو الرجالة -هكذا كسب الاخوان 1-الاعلان عن رسوب مرسي كان سيؤدي الي عمليات قتل واسعة وحرق وتخريب وتسقط الدولة باكملها بمخطط واضح اعلن عنة بعض رموز الاخوان انفسهم تهديدا 2-تم تهريب كميات كبيرة جدا من السلاح لمليشيات الاخوان وضبط بعضا منها3-نجاح مرسي كان قرارا سياسيةواعيا من المجلس العسكري حفاظا علي كيان الدولة وحقنا لدماءالمصريين وكان من الممكن ان ترد قواتنا المسلحة بقوة علي التخريب المتعمد من مليشيات الاوان وبهذا تنهمر الدماء بلا اي تفرقة ولا تقتصر علي المليشيات المجرمة فحسب بل كل جموع المصريين وخاصة ان امريكا في تحالف مع الاخوان معلن مسبقا وواضح للجميع وسوف تساندهم في المجتمع الدولي 4- ان جرائم لتزوير حقيقة وفعلا كان هناك دفاتر في المطابع الاميرية طبعت بالالاف وزورت لصالح مرسي وهو امرمعروف تم اغلاقة كان لم يكن بلا سبب مفهوم الا خوف من نهر الدماء في مصر 5- ان الرئيس المنتخب ليس لة شعبية حقيقية ومن انتخبوة لا يزيدوا عن 12% من جموع شعب مصر منهم 7% اخوان والباقي انتخبوة كرها في شفيق بسبب الدعاية انة فلول 6- لتنذكر بيان المستشار الجليل فاروق سلطان وقلبة يدمي حزنا ونحن الان علي مفترق الطرق فيا تري ماذا سيحدث غدا وان غدا لناظرة قريب والكرة الان في ملعب الاخوان والرئيس الجديد