أخبار

حظر ختان الصبية في ألمانيا يثير جدلاً دينياً واسعاً

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نافذة متجر في حي كروزبرج برلين يعرض ملابس خاصة لاحتفالات الختان في المجتمع المسلم في ألمانيا

أدى قرار أصدرته محكمة في كولونيا الألمانية، بوجوب إبطال الختان القسري لأضراره البدنية، الى اثارة موجة من الجدل شارك فيها وزير الخارجية والمجلس المركزي لليهود في ألمانيا والكنيستان المسيحيتان الرئيستان.

بيروت: أثار الحكم الذي أصدرته محكمة في كولونيا الألمانية يوم الثلاثاء غضباً عارماً بعد أن حكمت بوجوب إبطال الختان القسري لأنه يسبب أضراراً بدنية خطيرة لأناس لم يوافقوا عليه.
هذا القرار أدى إلى موجة من الجدل شارك فيها وزير الخارجية الألماني والمجلس المركزي لليهود في ألمانيا والكنيستان المسيحيتان الرئيستان في ألمانيا.

وفي حكم يعتبر سابقة اعتبرت المحكمة العليا في كولونيا أن ختان الاولاد كتقليد ديني يلحق أذى جسدياً ويستوجب الادانة.
ورأت المحكمة ان "الختان يؤدي إلى إحداث تغيير دائم في جسم الطفل غير قابل للإصلاح وأن هذا التعديل مخالف لمصلحة الطفل الذي عليه ان يقرر لاحقاً انتماءه الديني".

المحاكمة المثيرة للجدل

القضية التي أدت إلى قرار محكمة كولونيا تمحورت حول صبي في الرابعة من عمره، اصطحبه والداه في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2010 إلى عيادة في المدينة، حيث كان الختان بناء على رغبة صريحة من والديه المسلمين.
بعد ذلك بيومين، هرع الوالد بابنه إلى غرفة الطوارئ في مستشفى جامعة كولونيا بعد معاناته من نزيف غزير. فوجهت النيابة العامة بعد ذلك التهم للطبيب.

في أول قرار لها في هذه القضية، حكمت محكمة كولونيا بأن العلاج الطبي كان سليماً، وقام القاضي بتبرئة الطبيب لأنه لم يرتكب أي خطأ.
وعلى الرغم من أن المحكمة اعتبرت أن العملية الجراحية أدت إلى إصابة بدنية، إلا أنها بررت الأمر بتعبير "رفاه الطفل"، مشيرة إلى أن الوالدين أعطيا موافقتهما لإجراء العملية.

وذكرت المحكمة ان الختان هو بمثابة "الطقوس التقليدية للعمل من أجل توثيق الانتماء ثقافياً ودينياً للمجتمع المسلم"، مشددة على أن هناك مزايا طبية للختان.
لكن النيابة العامة ردت الحكم، ودفعت القضية إلى المحكمة الإقليمية. رفضت المحكمة الاستئناف في نهاية المطاف، وقضت بأن الطبيب كان بريئاً بسبب حالة عدم اليقين القانونية المحيطة بالختان.

مع أن المحكمة رفضت تجريم الطبيب، إلا أن القضاة قرروا إصدار بعض المبادئ والقوانين الواضحة للمستقبل في هذا الصدد، فاعتبروا أن إجراء العملية، أو الإصابة الجسدية، لا تبررها موافقة الأب أو الأم، وأن الختان لا يمثل رفاهية للطفل.
وقضت المحكمة بأن حق الطفل في السلامة البدنية هو أكثر أهمية من حقوق الوالدين الأساسية، معتبرة أنه من الأفضل أن ينتظروا بلوغ الطفل ليقرر بنفسه إذا كان يريد الختان أم لا.

وقضى الحكم بأن حق الطفل في تقرير المصير ينبغي أن يأتي أولاً، وقبل حق الوالدين في إجراء الختان، وأن الختان القسري يجب إبطاله لأنه يسبب أضراراً بدنية خطيرة لأناس لم يوافقوا عليه. وجاء في حكم المحكمة "الحق الأساسي للطفل في سلامة جسمه يفوق الحقوق الأساسية للوالدين."

ردود الفعل السياسية والدينية

وانضم وزير خارجية ألمانيا إلى موجة من الانتقادات التي لقيها حكم محكمة بحظر ختان الصبية الصغار لأسباب دينية، معتبراً أنه يجب السماح بمثل هذه التقاليد في مجتمع يسوده التسامح.
وقال غيدو فيسترفيله لصحيفة "بيلد" اليومية في مقابلة نشرت اليوم الجمعة "ألمانيا بلد منفتح ومتسامح، الحرية الدينية فيه راسخة الجذور، والتقاليد الدينية كالختان تعد تعبيراً عن التعددية الدينية."

وأضاف أن الحكم أثار "مشاعر غضب" في شتى أنحاء العالم بعد أن تناقلته وسائل الإعلام العالمية.

رفض إسلامي لقرار المحكمة

اعتبر مجلس التنسيق لمسلمي ألمانيا أن "حكم كولونيا تعدٍّ خطير على الحرية الدينية". وقال علي كزلكايا المتحدث باسم المجلس إن الحكم لا يأخذ إطلاقاً في الاعتبار التقاليد الدينية المتبعة عالمياً منذ آلاف السنين لدى الفتيان المسلمين واليهود".
يشار إلى أن المجلس هو إحدى المنظمات التي تمثل الجالية المسلمة البالغ عددها أربعة ملايين شخص في المانيا. واعتبر المجلس ان ألمانيا "تجرم" التقاليد الاسلامية واليهودية المطبقة منذ الاف السنين
وأدى هذا القرار إلى ردود فعل إسلامية تركية، من ضمنها وزير الشؤون الأوروبية التركي اجمين باجيس، الذي انتقد الحكم الألماني قائلاً إن الختان مسألة تتصل بحرية الدين والرأي.

ونقلت الصحف التركية عن باجيس قوله "إذا كان القضاة الألمان يجدون صعوبة في فهم هذه المسألة فإنه يمكننا أن نرسل خبراءنا في مجال الختان وان نعطيهم دروساً في كيفية الختان."
وقال باجيس "نحن مستعدون لتقديم أي مساهمة لبلد صديق وحليف. لكن لا يمكن أن نقبل هذا الحكم بوصفه أمرا واقعاً ... وإن شاء الله سيتم تعديل هذا الحكم."

رفض مسيحي ويهودي للقرار "الخطير"

وصف المجلس المركزي لليهود في المانيا الحكم بأنه "تدخل خطير غير مسبوق" في الحرية الدينية ووصفه المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا بأنه "تدخل سافر وغير مقبول" في حقوق الوالدين.
وانتقدت الكنيستان المسيحيتان الرئيستان في المانيا حكم محكمة كولونيا أيضاً ووصف المؤتمر المسكوني الكاثوليكي بأنه "يبعث على بالغ القلق." وقال الأسقف الكاثوليكي هاينريتش موسينغوف "حظر الختان تعدٍ خطير على الحرية الدينية."

وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة للحريات الدينية هاينر بيليفيلت للإذاعة الألمانية ان تبرير حكم المحكمة "هراء."
من جهته، طالب هانس اولريك انكه رئيس الكنيسة البروتستانتية في المانيا بتصحيح الحكم حيث اعتبر انه "لا يأخذ في الاعتبار المغزى الديني للختان ويجرد الأهل من حقوقهم على مستوى الشؤون الدينية تماماً".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الدولة المدنية
سعيد دلمن -

أحدى متطلبات تطور الدولة المدنية ورقيها موائمة أنظمتها وقوانينها وتقاليدها الاجتماعية والدينية للضوابط والشروط والمعايير العلمية المتعلقة بحماية حياة الإنسان وسلامته وخاصة الأطفال . ..فقضية الختان (كأحدى الطقوس الدينية القديمة ) تعرضت منذ عقود إلى انتقادات علمية وطبية عديدة والمطالبة بضرورة عدم إجرائها لمخالفتها لتكوين الجسم البشري(وبشكل خاص الطفل المولود ) الذي يولده الخالق دون نقصان ...مع التحية

انتصر الحق وزهق الباطل
عبد السلام -

لو اراد الخالق لخلقهم مختنين، هذا عبث بخلق الله، عقبال ما تلحقهم امريكا وباقي اوربا ولن تسمع عن هذه الافعال الا في بلدان التخلف، الى الأماااااااااااام المانيا.

Finally
Moshi Mohammed -

واخيييييرا اتفق المسلمون واليهود على شئ---

ما هو راى الدين؟
د محسن -

عهد الختان بين الله وابراهيم ابو الاباء:::::::: قرأة مدققه باللغه الانجليزيه توضح ان الختان (فى) لحم غرله الطفل (تكوين 17)وللتوضح الطبى : لحم الغرله يغطى العضو الذكرى- ويمكنك رؤيه (زائده جلديه )فوق لحم الغرله التى تغطى العضو الذكرى فعمليه الهتان كانت تجرى بقطع هذا الجزء (الزائد)ويظل العضو الذكرى مغطى بلحم الغرله قصدت ان اوضح هذا لسببين (الاول)ان الله لم يخلق شيئا زائد او ناقص فى الانسان و(الثانى)ان عمليه الختان التى تجرى اليوم (تعرى)العضو الذكرى تماما بخلاف الوصيه (فى لحم غرلته) كان هذا كعهد لنسل ابراهيم اما بالنسبه للمسيحيين فالكتاب واضح ان الختان لا اهميه له (1) لا ينطبق الختان على المؤمنين من غير اليهود ( اعمال الرسل 21) (2)دعى احد فى الغرله فلا يختتن ( كورنثوس الاولى 7: 18) (3) ان اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا ( غلاطيه 2 : 5)ويركز الوحى على ختان القلب بالروح هو الختان المطلوب يهمنى معرفه {راى الاسلام بالتفصيل )ممن درسوا الامر هل هو عهد مع الله ؟ ام لماذا يجرون العمليه عموما مع ملاحظه ان الغرب المسيحى لا يجريها ايمانا بالوحى وعدم اهميتها

توضيح
مغترب في المانيا -

فقط حبيت اوضح الى المشككين بعملية الختان انه في المانيا وفي الغرب بشكل عام انتشار الختان للمواطنيين نفسهم ليس فقط المسلمين واليهود لن له فوائد صحيه كبيره وحتى في العمليه الجنسيه تتمتع النساء اكثر اذا كان الرجل قد اجرى الختان . حتى ردود فعل الكثير من الساسه الالمان اعترضوا وانا بحكم اني اعيش في الغرب اعلم انه هناك زيادة في الاقبال على الختان عند كثير من الغربيين الغير مسلمين او يهود . حتى الان اكتشفوا عملية ذبح الاغنام عند المسلمين هي صحيحه من الناحيه الصحيه

هذا نوع من التسطيح
خليجي -

و إلا لقلنا "لو أراد الخالق، لأنشأنا محصنين من الأمراض، لذا لا يجب علينا أن نستخدم اللقاحات.

الختان ظاهرة صحية
علي جمال -

لست هنا في معرض الدفاع عن الاسلام او اليهودية في وجوب عملية الختان لقناعتي بأن الاديان لاتحتاج من يدافع عنها و ألانتماء العقائدي حق كفله الخالق للمخلوق، الا ان الدراسات العلمية و الطبية بأجمعها أثبتت ان الختان يقلل من مخاطر ألاصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (الايدز) بنسبة 50% أضافة الى الحد من سرطان العضو الذكري الذي ينشأ من تجمع اليكتريا و الفطريات بين طيات الجلد الزائد ناهيك عن تأثير الختان في قوة ألانتصاب أثناء ألجماع. هناك ملايين المختونين في العالم لم يعانوا من مشاكل صحية بسبب الختان و منع الختان بسبب حصول مضاعفات في حالة فردية يجانب الصواب. اما ما يتحجج به البعض بان الخالق خلق الانسان بدون نواقص و لايجب المس بالجسد فهذه الحجة مضحكة اذ يخلق الخالق اشخاصا معاقين فهل يعزى هذا الى نقيصة في قدرة الخالق؟ حاشاه سبحانه من هذه النواقص. اذا اثبت العلم صواب مسالة طبية فلاداعي لأقحام قدرة الخالق في الموضوع.

منطق العلم
سعيد دلمن -

إلى لأخ الكريم (تعليق رقم 7) السؤال....؟؟ هل يولد البشر معاقين ..؟ حتى يتم تعديل جلدة قضيبهم أو قصها أو تصليحهم من الإعاقة والمرض ..أن هذه التقاليد بالية مورثة من الوثنية وتم إدخالها إلى الإسلام عن جهل وقلة معرفة ..كما أن هناك من يعبد الأعضاء التناسلية ويقدسها !!.فالختان سلوك غير صحي ويضر بأسس ومبادىء الدين ..كما أن الجانب الصحي الغير طبيعي لحياة الإنسان الشخصية ليس له علاقة بقواعد الصحة العامة وبسلامة ونظافة الفرد ..فالدين المتجدد يبقى قبلة البشر ..مع التحية

حكم عاقل ومنطقى
جاك عطالله -

انا موش فاهم الناس اللى عندهم روشه و فيوزات ضاربة و حمى الدين على طول اسلحتهم مشرعة لحرب الجهاد و اغتيال الاخرين لفظيا وماديا- الحكم كان عادل جدا ويعطى مسئولية الختان للشخص الطبيعى البالغ يعنى كل واحد متعلق من عرقوبه و يزيل حق الوالدين بالاضرار بالطفل - الختان ليس مسالة حياة او موت ويمكن تاجيله حتى يبلغ الطفل سن نضوج العقل فيتخذ قراره بنفسه وهذا قمة العدل-- ارجوكم الهدوء و شرب الماء المثلج قبل ان تعلقوا بتعليقات نارية - المحكمة محقه والحكم عقلانى ومنطقى ويعطى الانسان العاقل حق تقرير مصيره بنفسه وشكرا للمحكمة

تعليق
عصام -

الختان عاده يهوديه سيئه نسبوها الى الدين ومن ثم انتقلت من يهود مكّه الى المسلمين الذين يحاولون الآن تبريرها بالقول ان لها فوائد صحيح وهذا بعيد عن الواقع فهي عاده مؤلمه لا فائده منها وثلاثة ارباع العالم لا يمارسها وهم يعيشون وليس لها اي تأثير على حياتهم الجنسيه .