أخبار

ناشطو السودان يأملون في قيام "ثورة"

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الخرطوم: عندما القت مجموعة من المدنيين المسلحين بالسكاكين ومعدات الصعق القبض على متظاهرين سودانيين في الاسبوع الفائت، جاءتهم المساعدة من جهة غير متوقعة، مع وصول الشرطة. لقد وصلت الشرطة لكي تتولى الأمر، فافرجت عن المتظاهرين.

وقال ناشط معروف "قالوا للمتظاهرين: نحن معكم"، في ما اعتبره دليلا على الاستياء العام في ظل نظام الرئيس السوداني عمر البشير والذي ينعكس في تنظيم تظاهرات احتجاج منذ اسبوعين. وتمت الدعوة الى تنظيم احتجاجات الجمعة والسبت، اذ يصادف 30 حزيران/يونيو الذكرى الثالثة والعشرين لانقلاب البشير وانطلاق الاسبوع الثالث من احتجاجات معارضة غير مسبوقة في عهده.

لكن ينبغي الانتظار لمعرفة مصير الاحتجاجات التي قد تتسع او تنحسر على غرار سابقاتها في عهد البشير. وقال الناشط وهو محام رفض الكشف عن اسمه لضمان سلامته "اعتقد ان الايام المقبلة ستكشف لنا ان كانت الاحتجاجات ستنجح في احداث التغيير ام لا".

واشارت جماعات حقوق الانسان الى توقيف الكثير من المشاركين منذ انطلاق الاحتجاجات على ارتفاع اسعار الغذاء في 16 حزيران/يونيو في جامعة الخرطوم. فبعد اعلان البشير عن اجراءات تقشف بما فيها زيادة الضرائب ووقف دعم اسعار الوقود، انتشرت الاحتجاجات لتشمل شرائح واسعة من المجتمع في مختلف المناطق في العاصمة والبلاد.

وتحرك المتظاهرون في مجموعات من 100 او 200 متظاهر قاموا باحراق الاطارات والرشق بالحجارة وقطع الطرقات مع المطالبة بتغيير النظام. وجوبهت هذه التحركات في اغلب الحالات بالقاء الشرطة الغز المسيل للدموع لتفريقهم.

وقدر الناشطون عدد المتظاهرين في الخرطوم ومحيطها بعشرة الاف شخص على الاقل في ايام الاحتجاجات العشرة الاولى. وافاد مصدر دبلوماسي "شهدنا تظاهرات في السابق لكن اعتقد ان الاكثرية تقول ان هذه اهمها".

وفيما ينتظر ان يتضح ان كانت الامور ستاخذ منحى مختلفا ام لا في نهاية الاسبوع هذا، تشكك المصادر في ان يكون السودان البلد الاخير الذي يشهد احد فصول الربيع العربي المتمثل في انتفاضات ضد الحكام المتسلطين تشهدها المنطقة العربية منذ العام الفائت.

وقال المصدر "جوابي سيكون لا"، موضحا "لا توجد حركة منظمة باي حال". واعتبر البشير ان جهة ما تقف وراء التظاهرات، مؤكدا انها محدودة النطاق ولا يمكن مقارنتها بالثورات المصرية او غيرها، مع تشديده على ارتفاع شعبيته.

وانضم فقراء البلاد الى الطلاب في الشوارع فيما حافظت احزاب المعارضة السياسية في البلاد على الهدوء نسبيا مدركة "غياب الحل السريع" لمشاكل السودان بحسب المصدر الدبلوماسي. واضاف انه ان كانت الحكومة قادرة على التخفيف من اعباء الاكثر تاثرا بارتفاع الاسعار فستخفف من حدة الاحتجاجات.

وسجل التضخم ارتفاعا شهريا ليبلغ 30,4% في ايار/مايو قبل اعلان وزير المال علي محمود الرسول في 20 حزيران/يونيو الغاء دعم سعر الوقود ما ادى الى ارتفاع حاد فوري بنسبة 50% في اسعاره. وخسرت السودان المفلسة مليارات الدولارات في عائدات النفط مع استقلال جنوب السودان في تموز/يوليو الفائت ما خلف شمالا يكافح لتوليد العائدات ويعاني من التضخم والنقص الحاد في الدولارات لتسديد ثمن الواردات.

وبلغت نسبة الفقر في السودان 46,5% بحسب الامم المتحدة. وقال عامل في احدى كنائس الاقلية المسيحية "ان اغلبية الناس تعاني". وتابع "اغلبية الناس تريد رحيل الحكومة". لكن المعارضة السياسية ضعيفة وما زالت تخشى مما يقدر النظام ان يفعل، بحسب العامل الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب الاوضاع.

غير ان المحامي اكد ان الخوف لم يعد قائما لان الناس باتوا يعربون علنا عن معارضتهم للبشير. وفيما يشكل الناشطون الشباب قسما كبيرا من المتظاهرين، بدات تنضم اليهم شريحة اوسع من المجتمع. فالخميس تظاهر اكثر من 100 محام سوداني بردائهم الاسود للتاكيد على ان "التظاهر حق دستوري" على ما نقل مراسل فرانس برس، فيما امتنعت الشرطة عن اعتراضهم في بادرة نادرة من ضبط النفس.

وعلى عكس جهاز امن الدولة الذي يتقاضى افراده رواتب عالية واستخدم ضد المتظاهرين، ما زال عناصر الشرطة يكسبون اقل من 300 جنيه (68 دولارا) شهريا ويعانون مثل سائر الشعب، بحسب الناشط. واضاف الناشط ان ضابطا في الجيش اكد له انه لن يطلق النار على شعبه.

وقال "لا اعتقد ان مشاهد على غرار ما يحدث في سوريا ستحدث" في السودان. واوضح "لديهم اسلحة لكنهم يخشون استخدامها لانه عندئذ سيسقط ضحايا، وسقوط ضحية واحدة سيكون قادرا على قلب الاوضاع". وفي العام 1964، اثار مقتل الطالب الناشط احمد القرشي ما اطلق عليه اسم "ثورة اكتوبر" التي انهت النظام العسكري الحاكم وقتذاك بعد تظاهرات شارك فيها الالاف.

وفي اثناء ازمة اقتصادية عام 1985 سارت حشود مماثلة في انتفاضة ادت الى الاطاحة من دون سفك دماء بالرئيس جعفر النميري. وقال المحامي "كنا اول شعب في العالم العربي يصنع ثورة". وتابع "آمل ان اتمكن من ان اقول لابنائنا وجيلنا الجديد: نحن ايضا فعلناها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف