جمعة هادئة في مصر بعد أشهر من التظاهرات المليونية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: استعاد ميدان التحرير هدوءه بعد غياب المتظاهرين عنه للمرة الأولى منذ أشهر فيما أطلق عليه جمعة "تسليم الصلاحيات"، ولم يختلف المشهد أمام المنصة بجمعة "لا للإخوان".
وكانت قوى سياسية قد دعت إلى تنظيم مليونية بميدان التحرير لرفض الإعلان الدستوري المكمل والتراجع عن قرار حل مجلس الشعب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، ولم تجد الدعوة قبولاً لدى أغلب القوى السياسية.
وأصدر المجلس العسكري، الذي تولى إدارة شؤون البلاد منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم العام الماضي عقب انتفاضة شعبية، في الثامن عشر من يونيو/حزيران إعلانًا دستوريًا مكملاً، ونظر البعض إلى هذا الإعلان باعتباره انتقص من صلاحيات الرئيس الجديد لصالح المجلس العسكري.
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الجبهة السلفية وحركة 6 أبريل وائتلافات شباب الثورة، إنهاء الاعتصام بالميدان الذي استمر أكثر من أسبوعين، لمنح الرئيس الجديد مهلة الـ100 يوم لتنفيذ وعوده الانتخابية، معربين عن تحفظهم على الدعوة للمليونيات في تلك المرحلة.
كما تولى المجلس العسكري، بموجب الإعلان الدستوري المكمل، السلطة التشريعية وذلك بعد حل مجلس الشعب الذي يهيمن عليه الإسلاميون منتصف الشهر ذاته بناءً على حكم من المحكمة الدستورية قضى ببطلان المجلس بسبب عدم دستورية القانون الانتخابي الذي انتخب على أساسه.
وشهد ميدان التحرير هدوءًا شديدًا، وانتظمت حركة المرور بالميدان والشوارع المؤدية إليه، وانتشر الباعة الجائلون على أرصفة الميدان، وغابت اللجان الشعبية التي كان تتولى تأمين الميدان من تسلل "البلطجية".
ولم يختلف الوضع كثيرًا في منطقة "المنصة" بمدينة نصر (شرق القاهرة) فيما أطلق عليه مليونية "لا للإخوان" التي دعت إليها حركة "ثوار مصر الأحرار" وبعض أنصار المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية أحمد شفيق.
ولم يتعد أعداد المشاركين في التظاهرة سوى عشرات المصريين الذي رددوا هتافات ضد ما اعتبروه "هيمنة" الإخوان المسلمين، مطالبين بالتمسك بالإعلان الدستورى المكمل، وعدم عودة مجلس الشعب.
كما طالب المحتجون بحل مجلس الشورى (الغرفة الثانية بالبرلمان)، وحل اللجنة التأسيسية للدستور المنتخبة من مجلس الشعب المنحل وتشكيل لجنة أخرى من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى آلت إليه سلطة التشريع.
وفي الإسكندرية، ثاني أكبر المدن المصرية والتي تقع على بعد 220 كيلومترًا من العاصمة، ساد الهدوء ساحة "القائد إبراهيم" حيث انصرف المصلون عقب انتهاء صلاة الجمعة مباشرة، بينما تجمع نحو 10 أفراد فقط رافعين لافتات ضد ما وصفوه بالإعلام "الفاسد"، وكتب أحد المتظاهرين "يسقط الإعلاميين الخائنين"، مطالبين الرئيس محمد مرسي بتطبيق "قانون العيب ضد منتقديه".
وقالت قيادات بجماعة "الإخوان المسلمين" بالإسكندرية التي تعد أحد المعاقل الرئيسية للجماعة لوكالة "الأناصول" للأنباء إنه من المهم حاليا التركيز علي تنفيذ خطه برنامج الـ100 يوم الخاصة بالرئيس مرسي بالتعاون مع باقي الجهات من أجل إصلاح الوضع العام وحتي يلمس المواطنون التغيير.
من جهة أخري، برر طارق الدسوقي منسق "ائتلاف شباب الثورة" بالإسكندرية غياب المليونيات بالقلق من وجود مندسين يسعون لإفساد أجواء المظاهرة السلمية.
وأضاف أن المظاهرة الأخيرة الجمعة الماضي شهدت قيام مجموعات مجهولة بتوجيه "السباب للقوات المسلحة والاشتباك مع باقي المتظاهرين السلميين".