انتخابات تاريخية في ليبيا بالرغم من التوترات في شرق البلاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تاريخ النشر: السبت 7 يوليو 2012 - ساعة 6:27 غرينتش
آخر تحديث: السبت 7 يوليو 2012 - ساعة 21.05 غرينتش
انتخب الليبيون السبت اول مجلس وطني في بلادهم بعد ديكتاتورية استمرت عشرات السنوات تحت حكم معمر القذافي، في استحقاق شهد اضطرابات في الشرق مهد الثورة تسبب بها ناشطون من اجل الحكم الذاتي.
طرابلس:بلغت نسبة المشاركة في انتخابات المجلس التيأسيسي في ليبيا 60%، بحسب نتائج اولية اعلنتها المفوضية الانتخابية مساء السبت.
إقرأأيضاً...الاتحاد الاوروبي "يهنئ" الليبيين على انتخاباتهم "التاريخية"وقال رئيس المفوضية العليا للانتخابات نوري العبار خلال مؤتمر صحافي ان المفوضية لا تزال تتلقى التقارير من مكاتب الاقتراع، مشيرا الى ان عدد المقترعين بلغ 1,6 مليون ناخب اي ما نسبته 60% من الناخبين المسجلين.
واشار العبار الى ان 24 مركز اقتراع فقط من اصل 1554 مركزا لم تستطع فتح ابوابها السبت على رغم التوتر الامني الذي شهدته مناطق ليبية، وذلك بسبب عمليات تخريب خصوصا في شرق البلاد.
وفي ساعات الظهر، قال العبار ان حوالى مئة مركز اقتراع لم تفتح ابوابها في الوقت المحدد (06,00 ت غ) لاسباب امنية.
ومددت مفوضية الانتخابات الساعة المحددة لاقفال صناديق الاقتراع (18,00 ت غ) في المكاتب التي شهدت اضطرابات في سير العملية الانتخابية.
وقام عدد من انصار الفدرالية بعرقلة سير العملية الانتخابية السبت خصوصا في شرق ليبيا مطالبين بتوزيع افضل للمقاعد في المجلس التأسيسي بين المناطق.
واعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا السبت أن نحو مئة مركز انتخابي من اجمالي 1554 لم تفتح بسبب اعمال تخريب حصلت خصوصًا في شرق البلاد. وقال رئيس المفوضية نوري العبار ان "94% من مراكز الاقتراع فتحت ابوابها"، موضحًا ان العملية الانتخابية بدأت في 1453 مركزًا من اجمالي 1554.
واضاف في مؤتمر صحافي ان "بعض مراكز الاقتراع لم تفتح لأسباب امنية، ولم يتسن ارسال مستلزمات الانتخاب الى مناطق اخرى".ولم يستبعد العبار، الذي ادلى بهذه التصريحات بعد خمس ساعات على بداية الاقتراع، تأخير توقيت اغلاق المكاتب التي تأخرت فيها العملية الانتخابية.
وتعطل الاقتراع، خصوصا في شرق البلاد، بسبب مطالبة ناشطين من دعاة الفدرالية بتخصيص مناطقهم بمزيد من المقاعد في المؤتمر الوطني العام.
من جهة اخرى اعرب العبار عن ارتياحه لنسبة المشاركة واعتبرها "جيدة" صباحا في بعض مراكز الاقتراع، معبّرًا عن امله في توافد عدد اكبر من الناخبين بعد الظهر مع تراجع شدة الحر.
وكانت مكاتب التصويت فتحت أبوابها في الساعة الثامنة (6,00 ت غ) صباح السبت في ليبيا، لانتخاب أول مجلس وطني بعد عهد القذافي، في أجواء فرحة رغم وضع يشوبه التوتر وأعمال العنف خصوصا في الشرق، ولم يفتح عدد من مكاتب التصويت أبوابه في شرق ليبيا بسبب عراقيل تسبب بها ناشطون من دعاة الفدرالية يطالبون بتوزيع أفضل لمقاعد المجلس بين المناطق، كما قال مسؤولان.
واضاف هذان المسؤولان ان مكاتب التصويت المعنية موجودة في اجدابيا التي تبعد 60 كلم جنوب غرب بنغازي، كبرى مدن الشرق، وفي مدينتي جالو واوجلة في جنوب شرق ليبيا.
وبعد ثمانية اشهر على انتهاء النزاع المسلح الذي أفضى الى سقوط ثم مقتل معمر القذافي الذي حكم البلاد بلا منازع اكثر من اربعة عقود، دعي حوالى 2,7 مليون ليبي من اصل ستة ملايين الى اختيار "مؤتمر وطني عام" يتألف من 200 عضو، حيث يأمل الاسلاميون في تحقيق الفوز نفسه الذي حققه جيرانهم التونسيون والمصريون.
وفي طرابلس وبنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي مهد ثورة 2011، شهدت مكاتب التصويت تقاطر الناخبين المتشوقين للمشاركة في أول انتخاب وطني منذ حوالى نصف قرن.
وقالت فوزية عمران (40 عاما) إحدى النساء اللواتي ينتظرن امام مكتب التصويت في مدرسة علي عبدالله وريث في قلب العاصمة الليبية "فرحي لا يوصف. هذا يوم تاريخي". واضافت "لقد اخترت، وآمل في اني قمت بالاختيار الصحيح".
وجاء بعض الناخبين حاملين اعلام الثورة السوداء والحمراء والخضراء، فيما كانت مكبرات الصوت في المساجد تبث "الله اكبر"، ويطلق العنان لابواق السيارات في الشوارع.
وعمت أجواء الفرح بنغازي ايضا رغم الدعوات الى المقاطعة وتخريب الانتخابات التي أطلقها أنصار الفدرالية في الشرق الذين ينتقدون توزيع المقاعد في المجلس المقبل (100 مقعد للغرب و60 للشرق و40 للجنوب).
وقالت هويدا عبد الشيخ (47 عاما) التي كانت من اوائل اللواتي أدلين بأصواتهن "لدي شعور بأن حياتي ذهبت سدى حتى الان، لكن حياة اولادي ستكون افضل. فكل ما يحتاجون اليه، هو الحافز، واعتقد ان المسؤولين الجدد سيؤمنون هذا الحافز".
واوضح الشرطي يوسف عامر علي في بنغازي انه ادلى بصوته "من اجل السلام والامن" آملا "في ان يحقق جميع الليبيين احلامهم في هذا البلد الجديد".
وقال علي عبدالله درويش (80 عاما) الذي حضر على كرسي متحرك "اشعر اني مواطن حر، هذا يوجز كل شيء". واشار الى انه لا يستطيع ان يتذكر المرة الاخيرة التي دعي فيها الى الإدلاء بصوته.
وستبقى مراكز التصويت مفتوحة حتى الساعة 20,00 (18,00 ت غ)، على ان تعلن النتائج الاولية "ابتداء من الاثنين او الثلاثاء"، كما تقول اللجنة الانتخابية.
ومع تنافس 3702 مرشح واكثر من مئة حزب، تبدو التوقعات صعبة، لكن ثلاثة من الاحزاب تعتبر الأوفر حظا وهي إسلاميو حزب العدالة والبناء المنبثق من الاخوان المسلمين واسلاميو الوطن الذين يتزعمهم القائد العسكري السابق المثير للجدل في طرابلس عبد الحكيم بلحاج والليبراليون المنضوون في تحالف أطلقه رئيس الوزراء السابق للمجلس الوطني الانتقالي (الحاكم) محمود جبريل.
وحصلت توترات هذا الاسبوع في الشرق، وبلغت ذروتها الجمعة بمقتل موظف في اللجنة الانتخابية لدى إطلاق النار من سلاح خفيف على مروحية كانت تنقل لوازم انتخابية في منطقة الحواري جنوب بنغازي كبرى مدن الشرق التي تبعد الف كلم عن طرابلس.
ولم يفتح عدد من مكاتب التصويت ابوابه السبت في شرق ليبيا بسبب عراقيل تسبب بها ناشطون من دعاة الفدرالية يطالبون بتوزيع افضل لمقاعد المجلس بين المناطق، كما قال مسؤولان.
واضاف هذان المسؤولان ان مكاتب التصويت المعنية موجودة في اجدابيا التي تبعد 60 كلم جنوب غرب بنغازي، كبرى مدن الشرق، وفي مدينتي جالو واوجلة في جنوب شرق ليبيا.
ومساء الخميس، طلب مؤيدون للفدرالية في الشرق من بضعة مرافئ نفطية مهمة في المنطقة وقف عملياتها حتى نهاية الانتخابات.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال احد قادة المحتجين ابراهيم الجزران، "اوقفنا السدرة والهروج والزويتينة والبريقة والحريقة للاحتجاج على توزيع المقاعد في المؤتمر" الذي سينتخب السبت.
واضاف "سنواصل تظاهراتنا حتى مساء السبت. واذا لم تعمد السلطات الى اعادة النظر في توزيع المقاعد، سنفكر في اجراءات اخرى".
وعلى بعد الف كلم من طرابلس، كانت بنغازي طوال اشهر عاصمة التمرد الذي اندلع في شباط/فبراير 2011 وتحول نزاعا مسلحا ادى بفضل مساعدة عسكرية دولية الى سقوط طرابلس في آب/اغسطس ومقتل القذافي في تشرين الاول/اكتوبر.
وحرصا منه على تهدئة غضبهم، عمد المجلس الوطني الانتقالي الى نزع واحدة من ابرز صلاحيات المؤتمر الوطني المقبل، وهي تعيين اعضاء اللجنة المسؤولة عن صياغة الدستور الجديد.
واكد المجلس الوطني الانتقالي ان انتخابا جديدا سيجرى لتشكيل اللجنة، وان كلا من المناطق الثلاث سترسل اليها عشرين عضوا، معلنا عن تعديل في هذا الصدد للقانون الانتخابي.
وستقتصر مهمة "المؤتمر الوطني العام" الذي سينتخب اعضاؤه السبت، على اختيار حكومة جديدة وادارة مرحلة انتقالية جديدة وخصوصا اعداد القانون الذي سيجرى بموجبه انتخاب اللجنة التأسيسية.
أبناء طرابلس ينتخبون في أجواء احتفالية
"الحمد لله لأنه سمح لي برؤية هذا اليوم!" بهذه العبارة يختصر الثمانيني حسين عزيز شعوره اثر ادلائه بصوته في طرابلس في اول انتخابات ديمقراطية تشهدها ليبيا بعد 40 عامًا من الدكتاتورية، بينما تعلو خارج المركز صيحات التكبير وزغردات النساء. ويضيف الثمانيني من على كرسيه المتحرك "اشعر انني مواطن حر"، رافعًا بفخر سبابته في الهواء، وقد غطاها الحبر الانتخابي الازرق، دلالة على ادلائه بصوته في هذه الانتخابات الاولى منذ اسقاط نظام العقيد الراحل معمّر القذافي.
وفي طرابلس تجري الانتخابات في اجواء احتفالية عارمة، فالسائقون يطلقون العنان لأبواق سياراتهم في حين تصدح مآذن المساجد بصيحات التكبير والحمدلة.
وقبل نصف ساعة من فتح صناديق الاقتراع أبوابها كانت طوابير الناخبين قد امتدت لمسافات طويلة أمام مركز الاقتراع في مدرسة عبد الله وارث، حيث دعي الناخبون لاختيار أحد الاعضاء الـ200 في الجمعية التأسيسية التي ستتولى إدارة المرحلة الانتقالية.
وأمام المركز الانتخابي وقف الناخبون الرجال في طابور رافعين العلم الليبي بألوانه الخضراء والحمراء والسوداء، علم الاستقلال الذي اعيد اعتماده اثر ثورة 2011، في حين وقفت النسوة في طابور خاص بهن في ملعب المدرسة. وتقول فوزية عمران (40 عامًا) "فرحتي لا توصف، انا فخورة بانني اوّل من صوّت" في هذا المركز، مشددة على انها ادلت بصوتها للشخص المناسب، وتضيف "آمل انني احسنت الاختيار".
وكلما خرجت ناخبة من مركز الاقتراع تنهال عليها التبريكات والتهاني، وتتوالى على الألسن كلمة "مبروك، مبروك!". ولم تتمكن احدى هؤلاء الناخبات من حبس دموعها، وتقول وقد فرت دمعة من احدى عينيها "اليوم عيد لجميع الشهداء"، في اشارة الى القتلى الذين سقطوا خلال الاشهر الثمانية من النزاع المسلح الذي خاضه الثوار ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي. اما ناديا العبد، وهي معلمة مدرسة، فتقول "آمل ان اكون قد احسنت اختيار (المرشح). نريد اشخاصًا اياديهم نظيفة".
من جهته ينكب عبد الكريم حسن، العضو في جمعية ليبية لمراقبة الانتخابات، على تدوين ملاحظاته عن سير العملية الانتخابية على مفكرة صغيرة. ويقول "حتى الآن كل شيء يجري على ما يرام. لدينا فقط ملاحظات على مخالفات صغيرة لا تؤثر حتى الساعةفي العملية الانتخابية، وتتعلق هذه الملاحظات خصوصًا بعدم توافر وسائل خاصة بالمعوقين في مراكز الاقتراع".
من جهتهم تجمع مئات الليبيين في ساحة الشهداء في وسط طرابلس للاحتفال بإدلائهم باصواتهم في هذه الانتخابات الحرة الاولى في بلادهم منذ عقود. وفي هذه الساحة يمتزج هتاف "ليبيا، ليبيا" باصوات ابواق السيارات، بينما يرسم الشباب اشارة النصر باياديهم المرفوعة في الهواء وعليها آثار الحبر الانتخابي الازرق، تحت الاعلام الليبية المرفرفة فوقهم.
حول هذه الجمهرة انتشر العشرات من رجال الامن، تمامًا كما هي الحال في العديد من احياء العاصمة. ونصبت قوات الامن نقاط تفتيش عند تقاطعات الطرق الرئيسة ومداخل العاصمة. وعلى اثير إذاعة "راديو زون"، أول إذاعة ليبية ناطقة بالانكليزية، لا يختلف الأمر كثيرًا، فالأجواء احتفالية بامتياز: أغان وأناشيد وطنية وثورية ومذيع يقول "الكل قال إن الليبيين لن يتمكنوا من فعلها. كلا، هذا ليس صحيحًا. اليوم نبرهن للعالم أجمع أن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا".
مقتل شخص بالرصاص امام مكتب اقتراع
قتل شخص واصيب آخر بجروح السبت عندما فتح مجهولون النار قرب مكتب اقتراع في شرق ليبيا على ما اعلن مسؤول لفرانس برس رفض كشف اسمه.
وقال المسؤول ان الهجوم وقع في مدينة اجدابيا شرق البلاد الذي شهد السبت حوادث عدة في اثناء انتخاب الليبيين جمعيتهم التأسيسية الاولى بعد ديكتاتورية استمرت عشرات السنين في ظل حكم معمر القذافي.
واعلن رئيس المفوضية العليا للانتخابات نوري العبار عن تصويت 1,2 مليون شخص مع حلول 16,00 (14,00 ت غ) اي ما يوازي حوالى 40% من الناخبين مؤكدا توقع "وفود اكبر حجما" قبل اغلاق المكاتب.
وبدأت مكاتب الانتخاب بالاغلاق عند الساعة 20,00 (18,00) في طرابلس وبنغازي بحسب صحافيي فرانس برس.
وتابع العبار انه "في بعض مكاتب الانتخاب التي اغلقت في النهار في الشرق تتواصل العمليات الانتخابية حتى انتخاب كل الناخبين الراغبين في الاقتراع".
واعلن عصرا ان نحو 98% من المكاتب تعمل بشكل طبيعي فيما كان اعلن سابقا ان نحو مئة مكتب من اصل 1554 لم تتمكن من فتح ابوابها بسبب اعمال تخريب ولا سيما في الشرق.
ويتوقع اعلان النتائج الاولية "اعتبارا من الاثنين او الثلاثاء" بحسب المفوضية العليا للانتخابات.