فيضانات روسيا الكارثية تضع بوتين في الخطوط الأمامية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يواجه فلاديمير بوتين كارثة جديدة مع الفيضانات التي اجتاحت كريمسك، ما يضعه في الخطوط الامامية سواء كان ذلك نتيجة حالة طارئة أو عملية تفريغ مياه سد، بحسب ما يقول سكان غاضبون.
موسكو: ابرزت الصحف الروسية الصادرة الاثنين عدم قدرة البلاد على مواجهة الكوارث المتتالية، محملة المسؤولية للسطات المحلية بعد الفيضانات التي اسفرت عن مقتل 171 شخصا على الاقل في كريمسك قرب البحر الاسود.
وفي حدث نادر، اجمعت الصحف الموالية للحكومة وصحف المعارضة على انتقاد السلطات المحلية. وكتبت صحيفة ازفستيا المقربة من الكرملن "كارثة كريمسك (...) هي خير مثال لما يمكن ان يؤدي اليه الاهمال".
واشارت صحيفة فيدوموستي الاكترونية الاقتصادية الى ان السلطات كانت مدركة لخطر الفيضانات في المنطقة بما انها سبق ان واجهت فيضانات في 2002 تسببت في مقتل 200 شخص. واوضحت الصحيفة ان الكارثة "اظهرت اخطاء السلطات نفسها في حماية السكان من الكوارث الطبيعية ومن العصابات" منددة بـ"عدم كفاءة ولامسؤولية" المسؤولين السياسيين.
من جهتها عنونت صحيفة كوسمولسكيا برافدا المقربة من الحكومة "لماذا كل هذا العدد من القتلى"، بينما تحصرت موسكوفسكي كومسومولتس "كان يمكن ان نتنبأ ونتفادى كارثة كريمسك". وتابعت "المخيف اكثر ان سكان اي مدينة اخرى كبيرة او صغيرة في اي منطقة تواجه مشاكل يمكن ان تعيش وضعا مشابها".
ووصف حاكم منطقة كرانودار الكسندر تكاتشيف الفيضانات بانها "مفاجأة كبيرة". واضاف في لقاء مع صحيفة ازفستيا "انها كارثة تشبه الزلزال... ما الذي بامكاننا فعله؟ الانسان لا يمكنه فعل شيء في مثل هذه الحالات".
وفيما كانت البلاد تكتشف السبت جسامة الحصيلة التي تخطت 170 قتيلاً نتيجة الفيضانات العنيفة في كريمسك جنوب غرب روسيا، اعلن بوتين من دون ابطاء أنه سيزور موقع الكارثة.
وتصاعدت مشاعر الغضب بين السكان المحليين، حيث اكد العديد منهمأنهم لم يتلقوا أي انذار من السلطات المحلية قبل أن يجتاح المنطقة "جدار من المياه" وصل ارتفاعه الى عدة امتار.
كماارجع بعض السكانالكارثة الى فتح مياه سد في اعالي المنطقة لخفض مستوى المياه فيه.
وبعدما واجه بوتين في الاشهر الاخيرة حركة احتجاجات غير مسبوقة، رأت الخبيرة السياسية اولغا كريشتانوفسكايا أنه يواجه اليوم "مشكلة تشكيك" بعد عودته الى الكرملين في ايار/مايو بعد اربع سنوات على رأس الحكومة.
وتابعت الخبيرة "أن النظام في وضع لم يعد بوسعه العمل كما من قبل".
وظهر بوتين متجهم الوجه مرتديًا ملابس سوداء وهو يحلق في مروحية فوق المناطق المغمورة بالمياه، ثم خلال اجتماع الازمة الذي عقده في كريمسك وبثه التلفزيون.
غير أن مشاهد استجواب بوتين رئيس منطقة كريمسك فاسيلي كروتو مساء السبت لم تستبعد فرضية حصول اهمال من جانب السلطات المحلية.
وسأل بوتين مرارًا "في اي ساعة" تلقى المسؤول انذارًا من الارصاد الجوية بمخاطر حصول فيضان في المنطقة التي كانت تشهد امطارًا غزيرة، وكيف نقل هذا الانذار الى السكان.
وقال بوتين رغم توضيحات المسؤول المحلي "طلبت من رئيس لجنة التحقيق الروسية أن يأتي الى هنا، وسيدقق في اعمال جميع المسؤولين: كيف وصل التحذير، ومتى وصل، ومتى كان يمكن أن يصل، ومتى كان يفترض أن يصل، وكيف تصرف كل شخص".
أكد بوتين فتحتحقيق في قضية قتل من باب الاهمال.
اما بالنسبة للشبهات، بشأن فتح سد سواء عمدًا او عرضًا لخفض المياه من بحيرة نيبيردجايفسكو الاصطناعية، فأكد عدد من المسؤولين لبوتين أن ذلك لم يحصل.
وكان حزب يابلوكو المعارض اكد السبت استناداً الى معلومات ناشطين بيئيين محليين أنه تم فتح مياه سد بسبب ارتفاع منسوب المياه، واتهم السلطات بعدم القيام باشغال لتدعيم هذا السد الذي يعود الى العام 1950.
وتقع البحيرة الاصطناعية على ارتفاع 300 متر في منطقة حرجية جبلية عرضها عشرة كيلومترات تفصل بين الساحل والوادي حيث كريمسك، بحسب صور من الاقمار الصناعية على الانترنت.
وسأل بوتين مسؤولاً في الاجهزة المحلية "اريد التثبت مرة جديدة: اليس من الممكن أن يكون حصل تفريغ متعمد؟" فرد المسؤول بالنفي موضحًا أن السد لم يكن مزودًا سوى بنظام لتفريغ المياه الزائدة.
واكدت المتحدثة باسم الشركة المستثمرة للبحيرة ايرينا بوداكوفا في تصريح نقلته وكالة ريا نوفوستي أن السد لم يتسبب بالكارثة بل "خفف من وطأتها".
واوضحت أن محتوى البحيرة ارتفع من 3 الى 8 ملايين متر مكعب خلال الليل، غير أن تفريغ المياه الزائدة بدأ في الساعة 5,45 السبت بعدما كانت المياه غمرت كريمسك.
غير أن هذه التوضيحات لم تمنع صحيفة نوفايا غازيتا المعارضة من عنونة نسختها الالكترونية الاحد: "لماذا غرقت كريمسك" مذكرة بمأساة غواصة كورسك في اب/اغسطس 2000.
وطبع وصول بوتين الى السلطة عام 2000 بغرق الغواصة النووية كورسك في بحر بارنتس الذي اسفر عن مقتل 118 بحارًا وقد تعرض لانتقادات حادة انذاك لعدم قطعه اجازته واصراره لفترة طويلة على رفض مساعدة من الغربيين.
ومنذ ذلك الحين تعاقبت الكوارث على روسيا، من حادث في محطة لتوليد الكهرباء في سيبيريا (57 قتيلاً عام 2009) وحرائق غابات التهمت ملايين الهكتارات (60 قتيلاً)، فضلاً عن اعتداءات وتحطم طائرات وغرق سفن، مهددة هدف بوتين المعلن باعادة النظام الى هذا البلد.