أخبار

أول خاطبة إلكترونية في مصر: مهمتي إسعاد القلوب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: لم تعد "الخاطبة" كما كانت في الصورة التقليدية المعروفة عنها في مصر والعالم العربي والتي رسخت في الذهن عن طريق الأفلام والمسلسلات... سيدة تحمل في حقيبة يدها صورًا ومعلومات العرسان والعرائس وتدور على البيوت من أجل توفيق "راسين في الحلال... كذلك لم تبق مواصفات الشباب والفتيات في اختيار شريك الحياة كما كانت عليه من قبل، فقد تغيرت المواصفات مع التغيّر الكبير لكل مناحي الحياة.

ولكن يبقى التطلع الأبدي إلى الاستقرار وتكوين أسرة صغيرة حلمًا يراود الشباب من الجنسين يتوقون لتحقيقه.

وتقول نعمت عوض الله أول خاطبة إلكترونية على الإنترنت في مصر: "ثورة المعلومات امتدت إلى العلاقات الاجتماعية كما لعبت من قبل -ولا تزال- دورًا مؤثرًا في السياسة وفي الربيع العربي، لهذا كان من الضروري أن يجد الشباب وسائل مبتكرة للتعامل مع ارتفاع معدلات تأخر الزواج الذي أصاب الأسرة المصرية بالقلق، وأصبحت العنوسة شبحًا يطارد كل أم ترغب في أن ترى أحفادها يلعبون حولها".

وتشرح الخاطبة الإلكترونية آليات عملها قائلة: "على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بدأت الفكرة، وباستخدام "تويتر" قمت بالترويج لها، وبمعاونة أحد المواقع الإعلامية الإلكترونية بدأت العمل، وباستخدام "سكايب" ألتقى الراغبين في الزواج وخاصة إذا كانوا من محافظات بعيدة عن القاهرة العاصمة أو يعيشون خارج مصر".

وتشير عوض الله إلى أنها تتيح استمارة تفصيلية تتضمن بيانات شخصية عن صاحب الطلب مثل معلومات عن الدراسة، والعمل، والمستوى الاجتماعي، والاقتصادي وغيرها، وبيانات أيضا عن مواصفات الشريك الذي يطمح في الارتباط به.

وتضيف: "بعد ذلك يأتي موعد المقابلة الشخصية سواء كانت وجهًا لوجه في مكتبي، أو عبر الإنترنت من خلال وسائل الاتصال الحديثة، ثم تأتي مرحلة الترشيحات بعد تحديد الموقف بدقة، وباستخدام المعطيات السابقة يتم تحديد موعد للقاء الأول بحضوري، وغالبا يكون مع الفتاة مَنْ يرافقها سواء من الأهل أو الأصدقاء، وبعد ذلك أترك الأمر لقرار الشابين في الاستمرار أو لا ثم ننتقل للمرحلة الأخيرة -بالنسبة لي- وهي أن يذهب الشاب إلى المنزل للتقدم بشكل رسمي ليتولى الأهل المسئولية ليقوموا بواجباتهم الطبيعية لإتمام الزواج".

وتشير دراسة إحصائية أعدّها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري في عام 2010 إلى أنه كان هناك اتجاه عام للتأخر في سن الزواج في المجتمع المصري بمقدار سنة ونصف السنة، في الفترة من 1992 إلى عام 2008.

وتشير الدراسة إلى أن عدد السكان الذين لم يسبق لهم الزواج وتزيد أعمارهم على الثلاثين عامًا بلغ في عام 2008 نحو 1.044 مليون نسمة. وتعد مصاريف الزواج من أهم الأمور التي يمكن أن تشكّل عقبة في سبيل استكمال الزواج أو تأخيره في رأي الشباب، يليها تدبير الشقة، ثم عدم وجود فرصة عمل مناسبة.

وتستطرد الخبيرة الاجتماعية: "العمل على (توفيق راسين في الحلال) جاء مبكرًا حين كنت طالبة، عندما سألنى زميل التوسط لدى صديقة لي، فكنت حلقة الوصل بينهما وبالفعل تمت الخطبة، وكنت أنا الصديقة المدللة في حفل الزفاف؛ لأننى كنت السبب في تعارفهما، وبعدها قمت بتزويج الكثيرين مما أدى إلى تراكم الخبرات التى ساعدتني على إدخال الفرحة للبيوت، وإسعاد القلوب التي تشتاق للفرحة".

وترى أول خاطبة إلكترونية أن السبب في ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع المصري يرجع إلى "أنانية" أصيب بها المجتمع، فالكل يرى نفسه الأفضل، فالفتاة ترى نفسها شخصًا "ماحصلش" (ليس لها مثيل) وتستحق فلانًا صاحب مواصفات خيالية، والشاب كذلك، وترى الحل يكمن فى معالجة هذه الأنانية التى أصابت كثيرًا منا.

وفى رحلتها لإدخال الفرحة إلى القلوب ترى أنه لا يوجد شخص كفء وآخر غير كفء، ولكن لكل طرف مميزاته وعيوبه التى يمكن الموازنة بينها حتى تستقر الأمور بين الطرفين.

ولا تقتصر مهمة عوض الله على قيامها بدور الخاطبة فحسب، ولكنها أيضا تقوم بتقديم المشورة الاجتماعية حيث تساعد في حل المشكلات الزوجية وتقديم العون للآباء والأمهات على التعامل بشكل أفضل مع أبنائهم في المراحل العمرية المختلفة.

وترى أن أهم ما يجب أن يتسم به المستشار الاجتماعي هو التفاؤل ومحبة الغير حتى يستطيع التعايش مع مشكلات الناس التى يتعامل معها دائما ويتمكن من مساعدتهم دون أن يتأثر بنوعية المشكلات التي يتعرض لها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف