ثلاثة أهداف رئيسية وراء زيارة مرسي للسعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يرى مراقبون ودبلوماسيون أن زيارة الرئيس المصري إلى السعودية تهدف لتحقيق سلسلة قضايا ابرزها تعزيز العلاقات وتطمين المملكة قبل قيام مرسي بزيارة ايران من أجل المشاركة في المؤتمر المقبل لدول عدم الانحياز.
رحب محللون ودبلوماسيون بزيارة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي للمملكة العربية السعودية، واعتبروا تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية هي: حرص من مصر على خصوصية العلاقات بين البلدين بصفة خاصة، ومع دول الخليج بصفة عامة. وزيادة في حجم الاستثمارات السعودية في مصر. وكذلك التأكيد على ارتباط الأمن القومي المصري بأمن دول الخليج، وأن مصر لن تقيم أية علاقات مع إيران على حسابها، لاسيما أن مرسي سيزور إيران لحضور المؤتمر المقبل لدول عدم الانحياز.
وأكدوا أن الزيارة تكتسب أهمية خاصة كونها أول زيارة خارجية للرئيس محمد مرسي بعد تنصيبه رئيسا لمصر.
إزالة القلق
ووفقاً للسفير صلاح فهمي مساعد وزير الخارجية الأسبق، فان العلاقات بين مصر والمملكة السعودية تاريخية رغم ما يثار بين الحين والآخر من أزمات طارئة، ولكن سرعان ما تعود بشكل أفضل، فالسعودية الحليف الدائم لمصر حتى قبل ثورة 1952، والمصريون يتذكرون الدور الكبير للسعودية في حرب 1973.
وأضاف لـ"إيلاف" أنه من الطبيعي أن تكون أول زيارة للرئيس المصري الدكتور محمد مرسي إلى السعودية، في ضوء ما تشهده مصر والمنطقة من تطورات وتغييرات، مشيراً إلى أن الدكتور مرسي يريد تحقيق عدة أهداف من وراء الزيارة يأتي على رأسها التأكيد على استمرار التحالف المصري السعودي، وأن أمن دول الخليج على رأس أجندة الخارجية المصرية، كذلك يبحث الرئيس مرسي عن إزالة أي قلق لدى السعودية ودول الخليج من سعي دولة إيران للتعاون مع مصر على حساب العلاقات المصرية الخليجية، خاصة أن الزيارة تتزامن مع توجيه إيران دعوة رسمية لزيارة الرئيس المصري طهران لحضور قمة دول عدم الانحياز.
واعتبر فهمي أن الدولتين يشكلان الركيزة الأساسية في العالم العربي، واستقرارهما يحقق التوازن في منطقة الشرق الأوسط والمشرق العربي في مواجهة أطماع إسرائيل وأميركا بالمنطقة.
علاقات لا ترتبط بالأشخاص
وأكد السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ"إيلاف" أن أهمية هذه الزيارة تهدف إلى توصيل رسالة للعالم مفادها أن العلاقات المصرية السعودية قوية ومتينة، كما أنها تبعث برسالة مهمة أخرى أن هذه العلاقات التي لا ترتبط بالأشخاص ولا بالنظم، خاصة في ظل ما تردد في السابق، وبعد اندلاع ثورة يناير من موقف دول الخليج من الثورة المصرية وعلاقاتها بالنظام السابق، وتخوفها من تصدير الثورة المصرية إليها وتحديدا المملكة العربية السعودية.
وأوضح الأشعل أن دعوة السعودية للرئيس محمد مرسي لزيارة المملكة يرجع في الأساس إلى توصيل رسالة للشعب المصري أن العلاقات قوية وراسخة وأكبر من أي أزمات طارئة في إشارة لأزمة المحامي المحتجز في السعودية أحمد الجيزاوي، والتي تسببت في إغلاق السفارة السعودية بالقاهرة، وحدوث أزمة دبلوماسية بين البلدين لعدة أيام.
ويرى أن حرص الرئيس مرسي بأن تكون أول زيارته الخارجية لدولة السعودية يعكس إدراكه لثقل المهمة التي يقوم بها في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة المصرية، ومدى حاجة مصر حاليا في إقامة علاقات سياسية واقتصادية مع السعودية من أجل خروج البلاد من أزماتها وعلى رأسها التراجع الاقتصادي.
زيادة التبادل التجاري
وتشير تقارير اقتصادية صادرة من الدولتين إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين السعودية ومصر في الربع الأول من العام الحالي 2012م بنسبة 50 % بما يقدر بنحو 1,21 مليار دولار، وسجلت واردات مصر من المملكة 682 مليون دولار، بينما بلغ إجمالي صادرات مصر إلى السعودية 528 مليون دولار مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي التي سجلت ما مقداره 800 مليون دولار، فيما بلغ إجمالي التبادل التجاري لعام 2011م نحو 4,75 مليار دولار، بينما يبلغ إجمالي الاستثمارات في مصر نحو 27 مليار دولار.
وتقدر المشاريع السعودية في مصر بـ779 مشروعا شكلت الصناعة، والتعدين منها قرابة 381 مشروعا، والزراعة 117 مشروعا، والخدمات 156 مشروعا، والسياحة 94 مشروعا، وفي المناطق الحرة 31 مشروعا، وتوفر هذه المشاريع نحو 88 ألف وظيفة، حيث بلغ حجم الاستثمارات في مصر 27 مليار دولار، كما يعمل على الأراضي السعودية قرابة 1,7 مليون مصري في مجالات مختلفة، ويبلغ عدد السياح السعوديين في مصر نصف مليون سائح سنوياً.
ارتباط الأمن القومي
وحسب وجهة نظر الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية فإن الزيارة تهدف لإعادة ترتيب العلاقات بين مصر والسعودية، والتأكيد على أنها لن تكون على حساب المصالح والعلاقات بين مصر ودول الخليج وعلى رأسها السعودية، وذلك لارتباط الأمن القومي المصري بأمن الخليج.
وقال عودة لـ"إيلاف" إن الزيارة تحمل بعدًا آخرًا ربما يكون المقصود به إزالة واستيعاب أية حساسية بين البلدين مما حدث بعد ثورة يناير، وتأكيدا على ثوابت العلاقات رغم تغير النظام الحاكم الآن عما كان من قبل.
مردود سياسي واقتصادي
كما أكد الدكتور مدحت حماد، رئيس مركز الشرق الأوسط للشؤون السياسية والإستراتيجية لـ"إيلاف" أن الزيارة سيكون لها مردودا سياسيا واقتصاديا على مصر، فقد أعلنت السعودية عن إعطاء المنحة المالية المقدرة ب 2,5 مليار دولار، وهي المنحة التي وعدت المملكة بإعطاءها لمصر بعد الثورة، ولكن أزمة الجيزاوي واتهام الأسرة الملكية بحماية نظام مبارك، ورفض محاكمته، أوقفت صرف المساعدات، كما أن الزيارة سوف تكون سببا في استكمال مشروع "الطريق" الذي يربط بين مصر والسعودية ويمر على مياه البحر الأحمر، بجانب أن الزيارة تأكيد مصري على إقامة علاقات طيبة بدول الخليج رغم وصول الإسلاميين للحكم، وأن سعي القاهرة لإقامة علاقات تعاون مع طهران لن يكون على حساب أمن الخليج.
وأشار أن توقيت الزيارة كان موفقا من الرئيس مرسي، لكونها تأتي قبيل زيارة الرئيس مرسي لطهران لحضور قمة دول عدم الانحياز، وتهدف إلى إزالة شكوك خليجية حول مصر الجديدة بعد الثورة وعلاقاتها مع إيران.