فتوى أزهرية بحرمة مشاهدة مسلسلات رمضان الهزلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: اتفق عدد من علماء الأزهر الشريف على حرمة مشاهدة مسلسلات رمضان الهزلية والمبتذلة، واستثنوا من فتواهم الفن الهادف والأعمال الدرامية التي تقدم الوعي والتثقيف للمشاهدين.
وفي تصريحات لوكالة "الأناضول" للأنباء خالف العلماء في رفضهم فتوى أصدرها أحد العلماء السلفيين بالتحريم المطلق لمشاهدة المسلسلات، وقصروها على التي تثير الغرائز ولا تقدم قيمًا أو معلومة.
واتفق عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، في تحريم مشاهدة المسلسلات الرمضانية التي "تقتل الوقت وتميت القلب وتلهي الصائم عن قراءة القرآن أو كتاب مفيد".
وانتقد التسابق المحموم بين صناع الدراما في رمضان لعرض المسلسلات الهزلية التي لا تقدم إلا المعاني السيئة، مطالبًا الصائمين بالعمل على استغلال أوقاتهم فيما يفيد مثل زيارة صديق أو صلة الأرحام أو قراءة كتب نافعة سواء كانت دينية أو تاريخية أو عملية لأن ما يجري في رمضان مناف لروح الصوم.
ويستثني عضو مجمع البحوث الإسلامية المسلسلات التي تقدم فكرة راقية من حرمة المشاهدة؛ حيث قال: "مشاهدة المسلسل الدرامي الذي يقدم فكرة اجتماعية ويقدم خلقًا فمشاهدته ليست حرامًا". وأكد أنه "بالقطع ينقص من ثواب الصائم الذي يحرص على مشاهدة المسلسلات الهزلية لأن الصيام ليس الامتناع عن الطعام والشراب ولكن بالامتناع عن الهزل".
ومتفقًا مع رأي عبد المعطي بيومي يقول عبد الرحمن البر عميد كلية أصول الدين، فرع المنصورة وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين أنه لابد من وجود فن إسلامي يقدم للناس القيم والأخلاق عبر ممثلين يؤمنون بالقضية الإصلاحية عبر الفن الهادف وليس الفن المبتذل المعتمد على الإثارة والغرائز الجسدية.
وأضاف "إن مشاهدة المسلسلات الرمضانية بمفهومها الحالي ضياع للوقت؛ ولا ينبغي للمسلم الانشغال بها، أما إذا كانت المسلسلات تشتمل على منكرات فمشاهدتها حرام مثل المسلسلات التي تحمل أفكارًا فاسدة تخل بالدين والأخلاق، ومشاهد ماجنة تفسد الأخلاق".
وبدوره، يرى محمد وهدان، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر والداعية الإسلامي، أن رمضان هو شهر التوبة والصوم والغفران، كما أنه شهر القرآن وليس شهر المسلسلات والأفلام.
أضاف أن هناك مسلسلات مشاهدتها حرام، وهناك مسلسلات يمكن مشاهدتها، فالمسلسلات التي تروج للقيم الفاضلة وتحكي حياة الصحابة فمشاهدتها في رمضان جائز، أما المسلسلات التي تصور غرف النوم وتحرك المشاعر والغرائز فمشاهدتها حرام.
واختتم قائلاً: "ليس هناك عيب في متابعة المسلسلات الدرامية العادية في رمضان، فلا حرج في مشاهدتها لأنها جزء من التثقيف والوعي، ولكن قد تكون حرامًا إذا ألهت المسلم عن أداء صلاة أو العبادة".
وكان ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أفتى بحرمة مشاهدة المسلسلات الرمضانية دون استثناء، وهو ما أثار حالة من الجدل في الأوساط الإعلامية والثقافية المصرية.
وقال: "لا يوجد عالم في قلبه مثقال ذرة من علم يقول بحل مشاهدة هذه الأعمال"، مقترحًا استبدال تلك المسلسلات الفاحشة بفن إسلامي يدعو الناس إلى أداء العبادة واستشعارها روحيًا حتى يجد لذتها.
وجرت العادة في الدول العربية وخاصة مصر بتكثيف الأعمال الدرامية في شهر رمضان حيث تكون معدلات المشاهدة في أعلى مستوياتها.
وتشير تقارير إلى أن الموسم الدرامي لرمضان 2012 يعرض هذا العام أكثر من ٧٠ مسلسلاً بميزانية تقترب من ١.٥ مليار جنيه (250 مليون دولار)، وذلك بميزانية هي الأضخم فى تاريخ الدراما المصرية.