إسقاط الحكومة... عنوان رئيس للاحتجاجات الإسرائيلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تواصلت توابع إضرام الشاب الاسرائيلي موشي سلمان النار في نفسه، إذ اجتاحت مدن إسرائيلية تظاهرات حاشدة، طالب فيها الشباب ونشطاء المنظمات الاجتماعية بإسقاط حكومة نتنياهو، إذا لم تضع حلولاً جذرية لأزمة السكن، وأغلق المتظاهرون العديد من الشوارع الرئيسة في تل ابيب وحيفا والقدس وبئر السبع.
احتدمت حدّة المواجهة بين عناصر الأمن الاسرائيلية وموجات الاحتجاجات الاجتماعية التي اجتاحت عدداً كبيراً من المدن الاسرائيلية منذ أمس الاول السبت، وقالت تقارير نشرتها صحيفة هاآرتس العبرية، ان موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الشاب الاسرائيلي، الذي حاول الانتحار بإضرام النار في نفسه، احتجاجاً على ظروفه الاجتماعية كان مخيّبا للآمال، ولذلك أغلق ما يربو على 500 متظاهر إسرائيلي مساء امس الأحد ممرات وشوارع رئيسة في ضاحية "ايالون" ومنطقة "محلف هشالوم" في تل ابيب، وفي أعقاب تظاهرة للتضامن مع الشاب الاسرائيلي "موشي سلمان" الذي اضرم النار في نفسه، نظم النشطاء تظاهرات حاشدة في مدينة حيفا وبئر السبع والقدس، وخلال التظاهرات اشتبك المتظاهرون مع عناصر الامن الاسرائيلية في شارع غزة حيث مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتم اعتقال 6 من المحتجين، كما عززت الشرطة تواجدها في محيط المقر.
هتافات مناوئة لنتنياهو عبر مكبرات الصوت
التظاهرات التي شهدتها مدينة تل ابيب، بدأت في محيط المباني الحكومية الاسرائيلية، وبعد مرور ساعة توجه المحتجون الى مقرات مكاتب التأمين القومي في شارع "يتسحاق سادي" في المدينة، وأغلقوا طريق "مناحم بيغن" ثم طريق "هامسغر"، وقام عدد من المتظاهرين برشق أبواب مكاتب التأمين القومي بالبيض، ثم توجه المحتجون الى مقر الوزارات الحكومية في تل ابيب، وسرعان ما تجمعوا في مخيمات المعتصمين المنصوبة في شارع "ارلزروف" المتاخم لمحطة قطار الشمال.
ورفع المحتجون لافتات تحمل صورة من الخطاب الذي تركه الشاب الاسرائيلي موشي سلمان قبل إضرام النار في نفسه، بالإضافة الى لافتات اخرى كتبوا عليها: لقد حرقتنا نحن ايضا يا نتنياهو"، و "لن ننسى ولن نصفح"، كما تلا بعض المتظاهرين عبر مكبرات الصوت نص رسالة الشاب الاسرائيلي موشي سلمان.
ونقلت صحيفة هاآرتس عن "ليتل بار" احدى الناشطات الاسرائيليات المشاركات في الاحتجاجات قولها: "حاولت مساعدة موشي سلمان خلال الاشهر القليلة الماضية، فكان كثيراً ما يتحدث عن ان دولة اسرائيل اهانته ووطأته بأقدامها بصورة بشعة، وانني اطلب من سلمان العفو لانني لم اتمكن من مساعدته".
اما المحتجون في مدينة القدس، فأغلقوا ميدان باريس في المدينة، واعتقلت الشرطة ستة منهم، وجرت تظاهرات القدس تحت عنوان "كلنا موشي سلمان - دمه في رقبة الحكومة"، وترجلت المسيرة من حديقة الاستقلال، التي شهدت بالأمس اعتصاماً موسعاً الى مقر اقامة رئيس الوزراء، وفي مسيرتهم اغلق المتظاهرون جزءاً من الطريق المؤدي الى منزل نتنياهو، كما رددوا الهتافات الرامية الى إسقاط الحكومة، وكتبوا على اللافتات التي لوحوا بها "دونما وجود حلول لأزمة الاسكان، سيأكل الفقراء الاغنياء" و اليأس يحرق - من سيأتي عليه الدور؟"، ثم انتقل بعض المتظاهرين في مسيرات الى مكاتب التأمين القومي في وسط المدينة، وأفرجت الشرطة الإسرائيلية عن ثلاثة من المتظاهرين بعد أن أصدرت قراراً، يقضي بإبعادهم عن منطقة منزل رئيس الوزراء لمدة 15 يوماً.
وفي مدينة حيفا تظاهر العشرات من المحتجين في شارع "هاوديتوريم"، الذي أقيمت فيه بالأمس خيمة الاعتصام الرئيسة في المدينة الصيف الماضي، وردد المتظاهرون شعارات قالوا فيها "هذه ليست تراجيديا وإنما هي سياسة"، كما حملوا لافتات كتبوا عليها على سبيل المثال "إسكان حقوق، الكل ليس متاحاً" و "ليست تراجيديا شخصية، وإنما هي صمت سلطوي"، وخلال التظاهرة التي اقيمت بعد الحصول على تصريح من الشرطة، شرع المحتجون في الاعتصام بالمكان، وفي المقابل تظاهر العشرات ايضا في الحي "د" في بئر السبع، ويعتزم هؤلاء اقامة خيمة اعتصام جديدة.
أزمة كبيرة وليست حالة منفردة
الى ذلك، أعرب نشطاء المسيرات الاحتجاجية ومنظمات اجتماعية عن خيبة املهم من رد فعل رئيس الوزراء الاسرائيلي على محاولة انتحار الشاب الاسرائيلي موشي سلمان، وقال النشطاء: "انه ينبغي على نتنياهو ان يتفهم ان هذه الواقعة ليست تصرفاً شخصياً كما قال ذلك صباح امس الاحد خلال جلسة الحكومة، ولكن الحديث يدور حول ازمة كبيرة".
في الوقت نفسه نقلت صحيفة هاآرتس عن الحاخام "اريك اشرمان" امين عام منظمة "حاخامات من اجل حقوق الانسان قوله، ان منظمته حاولت مساعدة الشاب الاسرائيلي الذي اضرم النار في نفسه، وأنها لعبت دور الوساطة مع الجهات المعنية لحل ظروفه الاجتماعية العصيبة، إلا ان السلطات لم تكترث بالوساطة او الجهود المبذولة في هذا الصدد، ولبالغ الاسف مشكلة سلمان لا تجسد ازمة شخص بعينه، وانما يعيش الازمة نفسهاالالاف من الشباب الاسرائيلي، وأضاف الحاخام اشرمان: "يجب ان نعد قائمة تبدأ على الاقل بـ 40 الف شاب إسرائيلي يحتاجون الى الاقامة في مساكن حكومية مدعومة، ثم نضيف اليها شبابا آخرين لا تعتبرهم الجهات المعنية يفتقرون إلى السكن الحكومي، فهؤلاء جميعاً ليس لديهم ما يشترون به سكنا، ويضطرون الى الاقامة في الشوارع".
اما "عيدن فينك" وهي ناشطة في منظمة معنية بالدفاع عن حقوق من يحتاجون للسكن المدعوم في القدس، فتؤكد أن ما جرى للشاب الاسرائيلي موشي سلمان ليس حالة منفردة، واضافت: "نحن نسمع كل يوم المئات من القصص الدرامية حول الشباب الذي يفتقر الى السكن الحكومي، وأنا مندهشة من أن ما يجري من احتجاجات او اعتصامات لم يحدث سوى اليوم، فكل من يعيش ازمة سكنية سيواجه مصير الشاب نفسه الذي اضرم النار في نفسه، وينبغي على الحكومة ان تتوقف عن وضع رأسها في التراب كالنعام، وان تضع الحلول الجذرية للتعامل مع ازمة السكن التي تتفاقم اليوم تلو الاخر".