حي الميدان في قلب دمشق يتحول إلى ساحة حرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بدت المحلات التجارية في قلب دمشق مغلقة خوفًا من العنف أو احتجاجًا على العمليات العسكرية العنيفة التي يقوم بها الجيش. كما بدت حركة السير اقل كثافة من المعتاد بسبب المعارك وعمليات الجيش النظاميّ.
دمشق: لم يوافق أي من سائقي سيارة الاجرة الاثنين على التوجه الى حي الميدان العريق في دمشق، والذي يؤمه الدمشقيون خصوصًا في هذه الفترة من السنة المشارفة على شهر رمضان للتزود بحلوياته ومأكولاته الشهية... لكن اليوم حرب.
وقال سائق الاجرة نزيه الذي وافق على أن يقل صحافية في وكالة فرانس برس الى منطقة باب مصلى المجاورة لحي الميدان: "النيران والدماء في كل مكان".
واوضح: "منذ الصباح نسمع طلقات نارية. لن نذهب الى الميدان ولا الى حي الزاهرة"، اللذين شهدا الاثنين اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان.
واكد آخر أن "عناصر من الجيش والامن تنتشر باعداد كبيرة ولا يجب الذهاب الى هناك الا في حالة الضرورة القصوى"، رافضًا المجازفة.
وقال آخر إن الدخول الى حي الميدان "محفوف بالمخاطر، فهناك تفجيرات واطلاق نار".
وفي الطريق الى الميدان، بدت المحلات التجارية مغلقة في باب الجابية، خوفًا من العنف أو احتجاجًا على العمليات العسكرية العنيفة التي يقوم بها الجيش. كما بدت حركة السير اقل كثافة من المعتاد في هذه المناطق الشعبية الواقعة في قلب العاصمة السورية.
وتمركزت آليات مصفحة وناقلات جند الاثنين في الميدان وسط استمرار الاشتباكات منذ الصباح بالقرب من وسط دمشق، وذلك للمرة الاولى منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل 16 شهرًا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: "إنها المرة الاولى التي تتواجد فيها آليات مصفحة وناقلات جند في حي الميدان".
واضاف: "في السابق، كانت قوات الامن تنتشر لقمع التظاهرات. اليوم، هناك جنود يشاركون في القتال".
وقال الناشط ابو عمر من حي الميدان: "إنها المرة الاولى التي تدخل فيها مدرعات مجهزة برشاشات ثقيلة الى حي الميدان".
واضاف أن "حدة القصف ارتفعت بعد الظهر على احياء اخرى يتواجد فيها الجيش السوري الحر وتشهد اشتباكات لا سابق لها منذ الاحد".
وقال: "الشوارع خالية، باستثناء حركة ناقلات الجند والجيش السوري الحر".
ومنذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011، تعتبر دمشق المنطقة الاكثر تحصينًا من الناحية الامنية ولم تحصل فيها الا مناوشات محدودة، في وقت اتخذ النزاع العسكري طابعًا تصعيديًا ودموياً في مناطق أخرى كثيرة في البلاد.
وتتكثف منذ اسابيع عمليات القصف على المدن الثائرة الواقعة في ضواحي العاصمة حيث يصل صوت دوي الطلقات في الليل الى العاصمة.
واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على شبكة الانترنت الطريق العام المؤدي الى درعا في نهر عيشة في دمشق وقد تناثرت عليه الحجارة. كما ظهرت سيارة متفحمة، وثلاث آليات مصفحة وجنود.
في المقابل، بث التلفزيون السوري شريطًا مصورًا من حي الميدان ليؤكد عدم صحة ما يقال عن اشتباكات.
وقال مراسل التلفزيون في "بث مباشر"، "كما ترون، نحن في بداية حي الميدان ولا يوجد قصف"، مضيفًا: "لو كان هناك قصف لاحتميت منه تحت الجسر".
واكد أن "الجهات المختصة تقوم بعملها لحماية الوطن".
وبينت الصور التي بثها التلفزيون شارعًا عريضًا خاليًا تمامًا من المارة ومن حركة السير فيما المحال التجارية مغلقة.
وبحسب ناشطين، فإن جميع الطرق المؤدية الى دمشق من ريفها قد قطعت.
صحيفة "الوطن" السورية الخاصة المقربة من السلطة كانت عنونت صفحتها الاولى هذا الصباح "هيهات منكم دمشق".