المرزوقي يدعو الاسد الى التنحي حتى لا تكون نهايته مثل معمر القذافي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يتواصل حمام الدماء في سوريا،حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 100 شخص قتلوا الأربعاء بينهم 16 في عمليات قصف واشتباكات في دمشق.
بيروت: دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي الأربعاء نظيره السوري بشار الأسد إلى التنحي عن الحكم حتى لا تكون نهايته مشابهة لنهاية الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وقال المرزوقي في مقابلة مع قناة "فرانس 24" الفرنسية "أطلب منه (بشار الأسد) مرة أخرى أن يرحم شعبه (...) ليحفظ حياته وحياة أقاربه ولا ينتهي مثل (معمر) القذافي (...)، الحل هو أن يقبل بالرحيل ويسلم السلطة لنائبه، وأن ندخل في الحل اليمني، ليس هناك خيار آخر غير هذا الحل".
وقتل معمر القذافي بعيد توقيفه في سرت (غرب ليبيا) في تشرين الاول/اكتوبر 2011 بعد حكم دام 42 عامًا. وكان القذافي يواجه منذ شباط/فبراير ثورة انطلقت في شرق البلاد وتحولت الى نزاع مسلح.
وأضاف الرئيس التونسي أنه اقترح على الامين العام لجامعة الدول العربية تشكيل "وحدة أمن وسلام عربية" وإرسالها إلى سوريا لحفظ الامن هناك.
وفي سياق آخر، أعلن المرزوقي معارضته دعوة حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس إلى اعتماد نظام برلماني صرف في البلاد.
ودعت حركة النهضة في ختام مؤتمرها العام التاسع الذي أقيم في تونس من 12 إلى 16 تموز/يوليو 2012 إلى اعتماد نظام برلماني صرف.
وقال عبد اللطيف المكي وزير الصحة ورئيس مؤتمر حركة النهضة إن الحركة ستتمسك بهذا الخيار إلى النهاية.
وأضاف المرزوقي "أعتبر أن النهضة لا تلزم إلا نفسها".
وتابع: "لا أحد قادر اليوم أن يفرض على التونسيين نظامًا سياسيًا واحدًا إلا إذا كان يريد العودة إلى الدكتاتورية، واعتقد أن النهضة لا تريد هذا".
وقال المرزوقي إنه "متمسك" بالنظام السياسي المزدوج الذي يضمن "توازنًا بين رأسي السلطة التنفيذية" (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة) و"يحمي من عودة الاستبداد" و"لا يضع كل البيض في سلة واحدة".
وأضاف: "إن أردنا فعلاً مواصلة نهج الوفاق الذي مشينا فيه فلا خيار غير هذا الحل: النظام المزدوج".
قتل اكثر من 134 شخصًا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء، بينهم 61 مدنيًا على الاقل، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إن اعمال العنف التي شهدتها سوريا الاربعاء حصدت 134 قتيلاً على الاقل هم 61 مدنيًا، بينهم 19 امرأة وطفلاً، و52 جنديًا نظاميًا و18 جنديًا منشقًا ومقاتلاً معارضًا.
واشار المرصد الى أنه يضاف الى هذه الحصيلة المسؤولون الامنيون الثلاثة الكبار الذين سقطوا في تفجير استهدف مقر الامن القومي في دمشق، وهم العماد داوود راجحة وزير الدفاع، والعماد آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الاسد ونائب وزير الدفاع، والعماد حسن توركماني معاون نائب رئيس الجمهورية ورئيس خلية الازمة التي تم تشكيلها لمواجهة الانتفاضة في البلاد.
كما يضاف الى الحصيلة سبعة قتلى قضوا تحت التعذيب وسلمت جثثهم الى ذويهم الاربعاء أو توفوا الاربعاء متأثرين بجروح اصيبوا بها سابقًا.
كذلك يضاف الى حصيلة قتلى الاربعاء "عشرات الشهداء والجرحى الذين سقطوا اثر سقوط قذيفة مساء الاربعاء على تشييع في منطقة حجيرة في السيدة زينب" في ريف دمشق، كما اورد المرصد في بيان منتصف ليل الاربعاء الخميس.
واوضح المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له في بيان فجر الخميس أن "مناطق عدة في دمشق وريفها تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية وتهز اصوات الانفجارات عدة احياء في مدينة دمشق وبشكل مركز حي المزة، كما تسمع اصوات الانفجارات في مشروع دمر وضاحية قدسيا وبلدة معضمية الشام".
وكانت حصيلة سابقة اوردها المرصد تحدثت عن سقوط 97 قتيلاً في سوريا الاربعاء هم 46 مدنيًا و43 عنصرًا من قوات النظام وثمانية مقاتلين معارضين.
وقال الناشطون إن الطائرات الحوامة تطلق نيران رشاشاتها على مشارف احياء المزة وجوبر وكفرسوسة والتضامن.
ودارت مواجهات في شارع خالد بن الوليد المؤدي الى وسط العاصمة.
وقال ناشطون إن الدبابات حاصرت حي القابون وقصفته من جميع الجهات. واقام الجنود حواجز على مداخل الحي ومنعوا السيارات من الدخول اليه.
وشوهدت اعمدة من الدخان تتصاعد من عدة مواقع في العاصمة حيث كانت حركة السير اخف من المعتاد.
واعلن الجيش الحر الثلاثاء "بدء معركة تحرير دمشق" حيث دارت معارك عنيفة الثلاثاء مع استخدام الجيش المروحيات في العاصمة للمرة الاولى.
ومن جانبه، اكد الجيش السوري في بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة اثر تفجير مبنى الامن القومي أن "رجال القوات المسلحة لن يزيدهم هذا العمل الارهابي الجبان الا اصرارًا على تطهير الوطن من فلول العصابات الارهابية المسلحة"، مضيفًا "اذا كان هناك من يظن أنه باستهداف بعض القادة يستطيع لي ذراع سوريا، فهو واهم".
يأتي ذلك، فيمابرزت رواية جديدة حول الانفجار الذي استهدف الاربعاء مبنى الامن القومي في وسط دمشق تنقض رواية الانتحاري، وتقول إن عملية التفجير الضخمة التي اودت بحياة ثلاثة من ابرز المسؤولين الامنيين في النظام السوري، هي نتيجة تفجير عن بعد لحقيبة محشوة بالمتفجرات.
وكان التلفزيون السوري اعلن النبأ في شريط اخباري عاجل يقول "تفجير ارهابي انتحاري يستهدف مبنى الامن القومي في دمشق"، الا أنه سحب كلمة "انتحاري" عندما اورد الخبر مرة أخرى بعد اقل من ساعة.
وقال مصدر امني سوري لفرانس برس إن "انتحاريًا فجر حزامه الناسف داخل القاعة التي كان يجتمع فيها وزراء وقيادات امنية في مبنى الامن القومي". واوضح أن الانتحاري هو مرافق احد المشاركين في الاجتماع.
الا ان مصدرًا امنيًا آخر افاد فرانس برس في وقت لاحق أن "احد المرافقين ادخل حقيبة مليئة بالمتفجرات الى قاعة الاجتماعات، ونجح المرافق في الخروج قبل التفجير الذي تم عن بعد".
وتبنى الجيش السوري الحر عملية التفجير.
والعماد حسن توركماني الذي قتل في تفجير انتحاري وقع الاربعاء في دمشق، كان يرأس خلية الازمة التي شكلها الرئيس بشار الاسد لقمع الاحتجاجات السلمية التي تطورت الى مواجهات مسلحة.
والعماد توركماني من مواليد حلب في 1935، وانتسب الى الكلية العسكرية في 1954، وتخرج برتبة ملازم في سلاح المدفعية في 1956. وتولى قيادة وحدة مؤللة خلال الحرب الاسرائيلية-العربية في تشرين الاول/اكتوبر 1973.
وفي 1978، رقي الى رتبة لواء، وعين في كانون الثاني/يناير 2002 رئيسًا لهيئة الاركان خلفًا لعلي اصلان.
وفي سوريا التي تتولى الاقلية العلوية السلطة الفعلية فيها، اصبح هذا الضابط السني في 2004 وزيرًا للدفاع خلفًا لسني آخر هو العماد مصطفى طلاس، رفيق درب الرئيس السابق حافظ الاسد. وفي حزيران/يونيو 2009 تقاعد وعين معاونًا لرئيس الجمهورية.
وعينه الرئيس بشار الاسد الذي يثق به رئيسًا لخلية الازمة لمواجهة الاحتجاجات الشعبية في البلاد.