أخبار

الصين تلتزم بمبدأ "عدم التدخل" مع احتدام الصراع في سوريا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتبر نشطاء صينيون على مواقع التواصل الاجتماعي أن بلادهم تقف على الجانب الخطأ من التاريخ بسبب موقف بكين من الثورة السورية، وإصرارها على دعمها نظام الرئيس بشار الأسد.


مع تصاعد الصراع من أجل فرض السيطرة على العاصمة السورية دمشق، بدا من الواضح أن الصين تراهن على أنه حتى في حالة انهيار الحكومة السورية، فإن احترام "موقف بكين المبدئي" ضد التدخل الخارجي سيتفوق على أي عداء لبكين في الشارع العربي.

وقد شهدت الأزمة السورية رفض الصين مجدداً تمزيق علاقاتها بحكومة عربية استبدادية تستعين بالقوة العسكرية في محاولة لقمع انتفاضة شعبية. وأشارت في هذا الصدد اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أنه ومنذ بدء موجة الربيع العربي مطلع العام الماضي، والدبلوماسية الصينية ممزقة بين هدف بكين المعلن عنه بـ "عدم التدخل" وبين المد المتنامي للسخط والغضب الشعبي في المنطقة.

الصين على خطى سوريا في دعم نظام الأسد

وقد التحقت الصين بروسيا، أول أمس، في استخدام حقها في النقض على قرار أصدره مجلس الأمن يهدد بفرض عقوبات على سوريا. وهي الخطوة التي قوبلت بحملات إدانة دولية، بما في ذلك الانتقادات العنيفة التي وجهها بعض مستخدمي الإنترنت في الصين الذين اتهموا قادتهم بالوقوف مجدداً على الجانب الخاطئ من التاريخ.

وترك أحد المستخدمين يوم أمس تدوينة على حسابه للتدوين المصغر قال فيها :" باعتباري مواطن صيني، أنا لا أمثل سوى نفسي وأعتذر للشعب السوري. فأنا دائماً معهم".

وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف الذي تتبناه الصين يعكس في الغالب حالة العصبية التي تهيمن على السلطات هناك. فقادة بكين الشيوعيون يستخدمون الجنود والدبابات أيضاً لفرض القوة، وسبق لهم قتل مئات الطلبة الذين كانوا يتظاهرون في ساحة تيانانمن عام 1989. ومع اندلاع تظاهرات الربيع العربي، شنت قوات الأمن الصينية حملات قمعية لمنع حدوث تظاهرات مماثلة هناك، حيث ألقت بالقبض على عشرات المعارضين ومنعت البحث على الإنترنت باستخدام كلمات من بينها "مصر" و "تونس" و "زهرة الياسمين" التي باتت رمزاً للثورات العربية.

كما هيمنت حالة من التوتر على المسؤولين الصينيين حين استخدمت أميركا وبريطانيا وفرنسا وصف "التدخل الإنساني" لفرض منطقة حظر طيران وشن هجمات جوية ضد قوات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، لتمهيد الطريق للراغبين في الإطاحة به. ومن وقتها والصين تتصدى لأي محاولة غربية تهدف لتغيير الأنظمة.

موقف الصين يثير غضب الشعب السوري

وتابعت الصحيفة بقولها إن الصين تنظر إلى قرار فرض العقوبات على سوريا باعتباره ذريعة على ما يبدو لغزو عسكري آخر من جانب الولايات المتحدة. وقال كيري براون، وهو دبلوماسي بريطاني سابق وخبير في الشؤون الصينية ويترأس برنامج آسيا لدى منظمة تشاتام هاوس البحثية في لندن، إن المسؤولين الصينيين يشعرون بقدر أكبر من الحرية لإعلان نقضهم على قرار مجلس الأمن نظراً لأن روسيا منحتهم غطاءً دبلوماسياً، وأنهم لا يتحركون بمفردهم أو وحدهم على هذا الصعيد.

وقد دافعت وسائل الإعلام الصينية الرسمية، يوم أمس، عن حق النقض الذي استخدمته الصين ضد قرار مجلس الأمن، وأقرت في الوقت ذاتهبأن أيام الأسد في الحكم أضحت معدودة على ما يبدو. ثم نوهت واشنطن بوست إلى أن وضعية الصين بالنسبة لعلاقاتها بسوريا تختلف تماماً عن وضعية روسيا بعلاقاتها بنظام الأسد، فعلاقات الصين ليست بنفس عمق وقوة علاقات روسيا خاصة على الصعيد الاقتصادي.

وبينما تحدثت الصحيفة عن وجود تخوف أيضاً لدى روسيا والصين من التطرف الإسلامي، مضت تنقل عن محللين قولهم إن الصين تتحرك في الأزمة الحالية من منطلق دافع رئيسي هو الرغبة في تجنب حدوث سابقة أخرى بالنسبة للتدخل الأجنبي.

وختمت الصحيفة بنقلها عن ين غانغ، زميل بحوث لدى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ونائب الأمين العام لمعهد الشرق الأوسط في الصين، قوله :" خلاصة القول بالنسبة للصين هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى. وإن كان هناك تدخل غربي في سوريا، فعلى من سيكون الدور من الدول العربية مستقبلاً ؟ أعتقد أن بعض الدول العربية ستتفهم الموقف الذي تتبناه الصين في المستقبل".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حرب كسر العظام
سوري فقط -

كل العالم العربي والغربي يعرف ان الصراع على سوريا لا علاقة له بالشعب السوري فلا الروسي ولا الصيني يهتم بالرئيس الاسد ولا الشعب السوري ولا حتى الاميركان والاوربيين والناتو يأبهو حتى بالشعب السوري او حتى برحيل او بقاء النظام الاسد ولكن كل ما يحدث هو ولادة عالم جديد عالم متعدد الاقطاب والقوة وانتهى عصر الاحادية الاميركية وعصر الحروب التي تشنها اميركا وحلفائها لانتزاع انظمة وزرع التطرف والقتل والفوضى مكانه .. لهذا الصين اقوى قوة اقتصادية في العالم وروسيا أقوى قوة عسكرية في العالم تقفان هذا الموقف الان في وجه اميركا واوروبا وهي حتى اسوء من الحرب الباردة التى حدثت في كوبا ..هذه حرب كسر العظام والخاسر الوحيد هو الشعب السوري ومن خلفه الشعوب العربية الغبية التى يركبها التطرف الديني والمذهبي ... سأذكر فقط ما قاله انشتاين " لا اعرف ما هي الاسلحة التى سوف تستخدم في الحرب العالمية الثالثة ولكنني اعرف انه في الحرب العالمية الرابعة سوف يستخدم البشر الحجارة والعصي"

اضحكني هذا التبرير
ومن الضحك ماقتل -

عدم التدخل وهي تستخدم حق النقض الفيتو امام كل قرار يحفظ دماء السوريين! ماذا اذن لو انحازت الصين لبشار ترسل مليار مقاتل لنصرته؟ الصين منحازة لسوريا انحياز كامل وأنا شخصياً بدأت في مقاطعة البضائع الصينية الرديئة عموما واستبدالها ببضائع ماليزية او كورية جنوبية او تايوانية او استبدالها كليا ببضائع ذات اعلى جودة يابانية او اوروبية. عموما ماهي الا ايام وسيقوم ان شاء الله نظام سوري جديد يستمد شرعيته من الشعب السوري الحر الابي العزيز وسنرى ماذا سيعتبر هذا النظام الجديد موقف الصين أهو تدخل ام حياد؟

على الصين ان تتدخل
humam -

من مصلحة الصين ان تتدخل لانقاذ مصالحها الحيوية في سوريا والتي تريد الولايات المتحدة ان تصادرها بالقوة من خلال قلب نظام الحكم هناك لا للهيمنة الامريكية على العالم

الشعب
محمد علي البكري -

الكاتب أشرف أبو جلالة أجرى انتخابات ديموقراطية حرّة في سوريا أسفرت عن انتخابه كنائب في الكونجرس السوري الجديد، وأصبح ناطقاً باسم الشعب السوري، وهو يقول أن موقف الصين أغضب الشعب السوري!! لماذا لا يقول أن موقف الصين أغضبه وأغضب من يلفون لفّه .. وأغضب قطر والسعودية وأمريكا وأوروبا وإسرائيل ، لقد حاول الأمريكان أن يتلاعبوا بمصير الصين قبل سوريا بحجة الديمراطية ، وطبقوا نفس الأمر على روسيا فلم يفلحوا ولذلك توجهوا إلى الأطراف الأضعف في الخيط وهي الدول العربية، إن أوروبا وأزلامها يعتقدون أن التاريخ هم، وأن مسار التاريخ هو مسار سياستهم، وأن الحرية في العالم هي فقط الحرية التي تنبع من بين أصابعهم ومن تحت أحذية جنودهم، أما غير ذلك فهو كفر وإلحاد ، ويحق الجهاد الإسلامي في سبيلها، وعلى كل حال فإذا كانت الصين تسير بعكس التاريخ فليتنا نسير بعكس التاريخ في العالم العربي ونحقق النمو المطرد على مدى عدة عقود وننهض ببلد يعيش فيه أكثر من مليار نسمة ونوفر لهم الطعام والمأوى والتعليم والتربية، فدول الخليج فيها ثروات الأرض جميعاً ولكن معظم هذه الثروات تستثمر في شراء السلاح بدون مبرر بينما لا تستثمر في مواطنيها أي شئ، ولكل إنسان أن يلقى مجرد نظرة على أية جامعة خليجية أو مؤسسة أو شركة، ليجد أن نسبة رئيسية من القيمين عليها مازالت تأتي من لبنان أو سوريا أو مصر أو الدول الأوروبية مع أن النقط مازال يتدفق على تلك الدول منذ أكثر من نصف قرن مما يعني أنه كان باستطاعتها أن تنجب أجيالاً كثيرة تغنيها عن الخارج.. وللحديث شجون..