اسرائيل تعزز تجهيزاتها العسكرية لحماية حقول الغاز في المتوسط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تسعى إسرائيل الى حماية المنطقة الاقتصادية الخاصة بها، والتي تضم موارد هائلة من الطاقة وتمتد شمالاً لتصل الى 129 كيلومترًا قبالة رأس الناقورة بالقرب من الحدود اللبنانية، وفي الجنوب لتصل الى 204 كيلومترات قبالة عسقلان على الحدود الشمالية لقطاع غزة.
القدس: تعزز اسرائيل تجهيزاتها العسكرية والبحرية لمواجهة جيرانها في منطقة البحر الابيض المتوسط حتى قبل البدء باستغلال المخزون الهائل من الغاز الطبيعي الذي اكتشف قبالة سواحلها.
ويشرح ضابط رفيع المستوى في البحرية الاسرائيلية طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "أن المنطقة التي يجب حمايتها واسعة واستراتيجيتنا مبنية على الجمع بين التواجد هناك وقدرة الردع على نطاق واسع. مصالح اسرائيل الاستراتيجية على المحك وحكومتنا تدرك ذلك تمامًا".
واكد الضابط: "لسنا مستعدين حتى الآن للقيام بهذه المهمة لأن اسطولنا صمم منذ البداية للمعارك البحرية ويجب علينا تشكيل قوة جديدة بالاضافة الى خطة تنفيذية للرد على كافة التهديدات المحتملة".
وبحسب خارطة عسكرية حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، فإن المنطقة الاقتصادية الخالصة الخاصة باسرائيل تمتد شمالاً لتصل الى 129 كيلومترًا قبالة رأس الناقورة بالقرب من الحدود اللبنانية، وفي الجنوب لتصل الى 204 كيلومترات قبالة عسقلان على الحدود الشمالية لقطاع غزة. وهي منطقة تبلغ مساحتها 44 الف كلم واكبر بمرتين من مساحة اسرائيل.
ومع استغلال حقلي "تامار" الذي سيبدأ في عام 2013 و"ليفاثيان" المرتقب في 2017 ستمتلك اسرائيل احتياطات غاز بحرية تقدر بـ700 مليار متر مكعب مما يعني عقودًا من موارد الطاقة وايرادات استثنائية بعشرات المليارات من الدولارات ما قد يشكل هدفًا للضربات .
وخصصت وزارة الدفاع الاسرائيلية بالفعل ميزانية 3 مليارات شيكل (620 مليون دولار) سنويًا لانشاء شبكة دفاعية باسم "الدرع" حول منصات الغاز، بحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية.
واشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى أن اسرائيل ستحصل على اربع سفن حربية جديدة مجهزة برادارات عالية الاداء ونظام مضاد للصواريخ البحرية-الجوية من نوع "باراك" في اطار حشد المزيد من القوات الاضافية التي ستكتمل مع طائرات استطلاع بدون طيار وزوارق دوريات.
ووافق كل من وزير الدفاع ايهود باراك ورئيس الاركان الجنرال بني غانتز بالفعل على هذه الخطة بحسب وسائل الاعلام.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان "إن حقول الغاز المكتشفة قبالة سواحلنا اجبرت القوات البحرية على توسيع منطقة عملياتها بشكل كبير في البحر المتوسط، وهذا يتطلب موارد وتحضيرات اضافية" دون الادلاء بالمزيد من التفاصيل.
واشار اميت مور وهو خبير في مجال الطاقة على هامش ندوة عقدت مؤخرًا في تل ابيب: "يمكن استهداف منصتنا من قبل صواريخ غراد المطلقة من قطاع غزة بالاضافة الى صواريخ سكود القادمة من لبنان وسيشكل هذا خطراً امنيًا كبيرًا على مدى السنوات الخمس المقبلة".
وهدد حزب الله اللبناني بالفعل بمهاجمة المصالح الاقتصادية الاسرائيلية في البحر المتوسط محذرًا بأنه لن يتسامح مع "نهب" موارد النفط والغاز قبالة سواحل لبنان.
وكانت قبرص واسرائيل وقعتا في كانون الاول/ديسمبر 2010 اتفاقًا يحدد حدودهما البحرية ويسمح للبلدين الجارين بالمضي قدمًا في عمليات البحث عن موارد الطاقة في مياه البحر المتوسط.
وتركيا التي تحتل منذ 1974 القسم الشمالي من قبرص، احتجت بشدة على عمليات الاستكشاف التي تجري قبالة السواحل الجنوبية للجزيرة بحجة أنه لا يمكن للسلطات القبرصية-اليونانية التي تسيطر على جنوب الجزيرة أن تستفيد وحدها من كل هذه الموارد الطبيعية.