أخبار

المعارضة تضع موطئ قدم بمشهد الحكم المشوش في اليمن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لم يقف تأثير الصراع الذي شهدته اليمن طوال العام الماضي، وانتهى بخروج آمن للرئيس علي عبد الله صالح، عند حد التغييرات السياسية والاقتصادية التي شهدها ذلك البلد الفقير، بل امتد ليطال المؤسسات القضائية التي تضررت هي الأخرى جراء ما حدث.

تبرز تقارير غربية الدور الذي بات يقوم به الآن الشيخ حمود سعيد المخلافي، وهو قائد سابق بصفوف المتمردين في تعز، حيث أضحى يعمل الآن كمحكم لحل نزاعات وخلافات السكان. وأوضحت اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أنه يقوم بدور القاضي وشيخ القبيلة والزعيم السياسي المحلي، وأنه يسد بذلك الفجوة التي نجمت عن غياب المؤسسات القضائية الفعالية في مرحلة ما بعد الصراع.

الشيخ حمود سعيد المخلافي

وأضافت أن كثيراً من الرجال من جميع أنحاء المنطقة المحيطة يأتونه لكي يحل لهم النزاعات والأزمات أو ليطلبوا منه النصيحة والمشورة. وأشارت الصحيفة إلى أن المخلوفي، الذي يرتدي ثوباً أبيض ويضع وشاحاً رمادياً على رقبته ويحتفظ بمسدس في الحزام الذي يرتديه، يستقبل ضيوفه في غرفة الجلوس في منزله، ويستمع إليهم بانتباه شديد ويتحدث قليلاً، لكن مع الاحتفاظ بسلطته التي تبدو هادئة.

ثم أشارت الصحيفة إلى أنه دائماً ما يُعلِي قيمة الحق والعدل في جلسات حل النزاع التي يختلف فيها الخصوم على قطعة أرض على سبيل المثال، منوهةً في هذا الصدد إلى أن شيوخ القبائل لطالما كانوا يحظون بسلطة وحكم ذاتي في اليمن الضعيفة على الدوام وحتى قبل أن ينشب الصراع هناك العام الماضي، وأن دور المخلافي الجديد جاء ليرمز إلى الطريقة التي كسبت من خلالها أصوات المعارضة، التي كانت مهمشة طيلة الـ 33 عاماً التي استمر خلالها حكم الرئيس علي عبد الله صالح، نفوذاً متزايداً، في الوقت الذي تزايد فيه ضعف الحكومة في اليمن منذ الإطاحة به.

ثم مضت الصحيفة تشير إلى أن تعز، مركز اليمن المالي وعاصمتها الثقافية، كانت ساحة قتال رئيسية في الانتفاضة التي شهدتها البلاد العام الماضي. وقد احتدمت أعمال القتال هناك لعدة أشهر، وكانت أكثر إهلاكاً من تلك الأعمال التي شهدتها العاصمة صنعاء.

وقد اتهم تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش في شباط/ فبراير الماضي قوات المخلافي بتعريض مواطنين مدنيين للخطر، عن طريق نشر مقاتلين في مناطق مأهولة بالسكان، وعن طريق استخدام الأطفال كدوريات مسلحة. ثم لفتت النيويورك تايمز إلى نمط حياة المخلافي البسيط في منزل استثنائي مع زوجته وأبنائه البالغ عددهم 12، يتحدثون جميعهم، وعلى عكس والدهم، اللغة الإنكليزية بشكل جيد.

ويقول عبد الفتاح جمال، نائب وزير التعليم السابق وأحد سكان تلك المدينة القديمة في جبال اليمن الوسطى:" يتعامل المخلافي بشكل جيد مع الناس".

وقال سكان تعز إن تشابه شخصية المخلافي مع شخصية روبن هود من ضمن الأسباب التي جعلته محبوباً من جانب كثيرين. وأضاف دكتور صادق الشجاع وهو طبيب بارز كان يدير المستشفى الميداني في تعز خلال تظاهرات العام الماضي: " ربما تستمر أهميته في الازدياد مع مرور الوقت. وحتى الآن أعتقد أن حمود سعيد هو الشخصية رقم واحد في تعز. ولدي كثير من الأصدقاء يستفسرون عن طريقة التواصل معه".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف