أخبار

غلق مقاهٍ للمفطرين في تونس يثير من جديد جدل الحريات والهوية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مع غلق الشرطة في تونس لعدد من المقاهي والمطاعم التي يؤُمّها مفطرون في أول ايام شهر رمضان، احتدم الخلاف بين شقّ يرى في قرار الاغلاق انتهاكًا للحريات الفردية، وشقّ آخر يرى فيه تماشيًا مع هوية تونس العربية الاسلامية التي ترفض المجاهرة بالافطار احترامًا لمشاعر المسلمين.

تونس: خلّف خبر قيام أعوان أمن بدورية لغلق عدد من المقاهي والمطاعم في جهة "حيّ النصر" الراقية القريبة من العاصمة التونسية أوّل أيام شهر رمضان، ضجة إعلامية في تونس.

واختلفت المواقف وردود الأفعال تجاه هذا الإجراء الذي حظي بمتابعة ونقاشات التونسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مدافع عن حقّ أصحاب المطاعم والمقاهي فتح محلاتهم في أوقات الصوم باعتبار ذلك يدخل في إطار الحريات الفردية، وبين من يرى أن هذه الخطوة تتماشى مع الهوية العربية الإسلامية للبلاد وضرورة احترام العادات الإسلامية.

وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصوّرة تضمنت شهادات لأصحاب مقاهي أكدوا خلالها أن أعوان أمن طالبوهم بغلق محلاتهم المفتوحة للمفطرين في اليوم الأول من شهر رمضان بدعوى مخالفة القانون.

وأشارت صحف تونسية إلى أن محافظ مدينة أريانة أصدر قرارًا بغلق بعض المقاهي والمطاعم في حيّ النصر، إلا أن الأخير فنّد هذا الخبر في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية مؤكدًا أن ما قامت به الفرق الأمنية جاء تنفيذًا لقرار صادر عن وزارة الداخلية يقضي بعدم السماح ببيع المشروبات والمأكولات بصفة علنية وبالواجهات الأمامية للمحلات احترامًا لمشاعر المواطنين الصائمين في رمضان.

مطاعم ومقاهٍ عديدة في تونس لا تغلق ابوابها في رمضان

وأوضح المحافظ أن المحلات التي تم التنبيه عليها صدرت بشأنها قرارات غلق منذ سنة 2009 بسبب مخالفات مرتبطة بالمسائل الصحية وبالمساحات المسموح بها لتعاطي التجارة.

تطبيق للقانون أم اعتداء على الحريات الفردية؟

المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد طروش قال في إفادته لـ(إيلاف) إن وزارة الداخلية تصدر نفس البرقية المتعلقة بأطر عمل المقاهي والأسواق ومراقبتها بداية كل شهر رمضان من كل سنة لتنظيم الحياة العامة.

وأوضح طروش أن القانون التونسي يخوّل لأصحاب المقاهي والمطاعم بالمناطق السياحية والمناطق التجارية العصرية فتح محلاتهم شرط عدم استغلال الواجهات الأمامية.

ويرى طروش أنه لا موجب لهذه الضجة، وتساءل عن سببها "رغم أن الاجراءات المعمول بها منذ سنوات طويلة لم تتغيّر".

توضيحات الجهات المسؤولة لم تكن كافية لتقلّل من مخاوف بعض التونسيين الذين قاموا بنشر عريضة تستنكر ما اعتبروه تدهورًا لوضع الحريّات الفرديّة وحريّة المعتقد والفكر في تونس.

واعتبر الموقعون على العريضة أن "هذا الفرض لقاعدة الصيام على كل مواطن مهما كانت معتقداته وقناعاته الشخصيّة يعتبر خرقًا صارخًا لأهم مبادئ حقوق الإنسان".

من جهتها، ترى نادية شعبان، النائب في المجلس الوطني التأسيسي عن الكتلة الديمقراطية المعارضة، في تصريح خاص لـ(إيلاف) أن إجراء الغلق الذي بادرت به قوات أمنية "ليس تطبيقًا للقانون" بما أن السلطات لم تنشر تفاصيل هذا القانون أمام الرأي العام.

واعتبرت شعبان أن هذا الاجراء "يضرّ بالمصالح الاقتصادية لأصحاب المقاهي والمطاعم التي تعرضت للغلق".

ولا يشاطر جانب من التونسيين هذا الرأي، ويرون أن "فئة قليلة تريد فرض نمط عيشها على الأغلبية".

وانتقدت شعبان ما اعتبرته ازدواجية في معايير التعامل من طرف قوات الأمن التونسية مع الملفات المتعلقة بالحريات، إذ يتم غضّ النظر تجاه تجاوزات المجموعات السلفية مقابل المسّ بالحريات الفردية للمواطنين.

نادية شعبان قالت إن نوابًا في المجلس الوطني التأسيسي سيسائلون الحكومة حول تراجع وضع الحريّات في البلاد في الآونة الأخيرة، وأضافت :"لقد وصلنا إلى مرحلة لا يجب مواصلة الصمت فيها".

ودعا مبحرون على شبكة الانترنت إلى وقفة احتجاجية الأربعاء المقبل أمام مقرّ المجلس الوطني التأسيسي تحت عنوان: "الحكومة ليس لها حقّ التدخل في حياتي، من حقّي الصوم متى شئت والإفطار متى شئت".

اجراء يتماشى مع هوية تونس

مستشار وزير الشؤون الدينية صادق العرفاوي يرى بدوره أن هذا الاجراء ليس فيه اخلال بحقوق الانسان أو الحريات الفردية.

وقال المستشار في مقابلة مع (إيلاف) إن وزارة الشؤون الدينية تساند هذا التوجه الذي يقضي بغلق المطاعم والمقاهي المفتوحة بالطريق العام أثناء فترة الصيام في شهر رمضان.

ووصف العرفاوي اجراء الغلق بـ"العادي" مشددًا على أن تونس بلد عربي اسلامي دستوره القادم سينص على أن دين الدولة هو الاسلام، وأضاف: "في بعض الدول العربية الأخرى هناك عقوبات ردعية وسجنية بسبب المجاهرة بالإفطار فما بالك بفتح المقاهي والمطاعم أثناء فترة الصيام".

في المقابل، شدد بعض النشطاء على أن كل القرارات يجب أن تتماشى مع الميثاق الدولي لحقوق الإنسان الذي يضمن حريّة المعتقد وعدم فرض أسلوب عيش معيّن على المواطنين.

إلا أن مستشار وزير الشؤون الدينية أكد في تصريحه لـ(إيلاف) أن "مقاربة حقوق الانسان ينبغي أن تستنبط من ديننا الاسلامي ومن هويتنا العربية الاسلامية وليس من منظومات غربية أخرى".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
احترام النظام العام
قاريء يكره الدبان -

لا مكان هنا للحرية الشخصية على الجميع احترام النظام العام من يريد ان يفطر يفطر في بيته يجب على الكفار والملاحدة احترام شهر الصوم والصائمين في تونس وغيرها من بلاد الاسلام

لااحب المتذاكين
عيب -

حتى في دول الغرب هنالك خطوط يتم احترامها فمهنة البغاء التي تلقى رواجا كبيرا في تونس والمغرب هي ممنوعة في امريكا ويتم معاقبة فاعلها عقاب شديد اما في تونس والمغرب فيتم تجريمها بالورق فقط ولكن الدولة تشجع ذلك وكذلك الصيام يجب ان يحترم المفطرون شعور اخوانهم الصائمون ومن المعيب ان يجهار المسلم في لامعصية فكيف إن كانت كبيرة في أحد اركان الاسلام الخمسة والتي يقوم عليها الدين. تونس دولة اسلامية حتى لو كانت علمانية ويجب ان يحترم تراثها وثقافتها الاسلامية ومن لايحترم ذلك عليه ان يتمتع بالافطار بهذا الشهر خارجها في فرنسا او بلجيكا يريح رأسه ويريح التونسيين منه.

احترام باتجاه واحد
خوليو -

مثل عادة الذين آمنوا يطلبون منك أن تحترمهم ولكنهم لايحترمون أحد، فصومهم الضار لنفسهم وهم أحرار فيه فليطبقونه علناً وفي السر وكما يشاؤون،، ولكن أين قلة الاحترام إن مارس الانسان حقه في الأكل في المطاعم؟ ألا يستطيعون غض النظر عندما يمرون من هناك وهكذا يكسبون الحسنة مضاعفة : من صومهم ومن تحملهم مشاهدة الأكل ، ولا علاقة لجرح المشاعر وقلة الاحترام في هذا، فهم ارتضوا أن يضروا أجسادهم وعقولهم وهذا يحترمه المفطرون لهم، فماذا يريدون أكثر من ذلك ؟ هم يريدون فرض مايعتقدون به ويقولون أنها حقيقة وحق، هذا شأنهم، ولكن أكبر قلة احترام هو فرض مايعتقدون على الآخرين .

كتاب آخر زمان
النحل البري -

غلق مقهاة تعلموا عربييييييييي وليس هندي يا كاتبين الصحف آخر زمان ، {شو يا طورتوا اللغة العربية ونحنا ما إلنا خبر}؟؟؟؟؟؟

عذرا
النحل البري -

أعتذر من الكاتب وإيلاف والقراء الكرام وأرجو أن يكون إعتذاري مقبولا لديكم بعد مراجعة نفسي على خطأ إملائي ، والكاتب على حق أستسمحك عذرا ، وشكرا الظاهر أنا لازم أتعلم هندي

en quoi ca te concerne
jamal -

les musulmans vivent encore en 670 .puisque la religion est chose personnelle que chacun fasse ce qu''il veut si vous croyez c votre problème mais n''imposez pas vos idées aux autres;vraiment c derniers temps les gens commencent à perdre la raison cette génération a du être née au 7eme siecle

عذرا
النحل البري -

أعتذر من الكاتب وإيلاف والقراء الكرام وأرجو أن يكون إعتذاري مقبولا لديكم بعد مراجعة نفسي على خطأ إملائي ، والكاتب على حق أستسمحك عذرا ، وشكرا الظاهر أنا لازم أتعلم هندي

رسالة الامارات- دبي
خليفه لوتاه -

نعم أن هذه الخطوة تتماشى مع الهوية العربية الإسلامية للبلاد وضرورة احترام العادات الإسلامية على الجميع في شهر رمضان نحن مسلمين .كل تقدير الى الشعب العربي في تونس الغالية .

رسالة الامارات- دبي
خليفه لوتاه -

نعم أن هذه الخطوة تتماشى مع الهوية العربية الإسلامية للبلاد وضرورة احترام العادات الإسلامية على الجميع في شهر رمضان نحن مسلمين .كل تقدير الى الشعب العربي في تونس الغالية .

خطوة جيدة
نبهان بن جهلان -

معهم حق انا لست متدينا ابدا و علماني و لكني ارى ان تونس بالغت في الانسلاخ عن هويتها في عهد بورقيبة و بن علي حتى ان المطاعم و المقاهي تفتح عادي في رمضان و هو ما لا يحدث في اي دولة ان الاوان لهذه المهزلة ان تنتهي كانوا مصابين بالغرور و يعتقدون انهم بلد اوروبي

رمح#1
to # 1 -

لم ارى مرة في حياتي ان المسلمين مهتمين ببحث علمي واكتشاف عبقري يخدم الانسانية والبشرية جمعاء ويقدم شعوبهم الى رقي الحضارات الاخرى٠

موتوا بغيظكم
قاريء يكره الدبان -

لكل نظام ثوابته ويمنع الخروج عليها واحترام النظام العام واجب على المواطن والزائر بعض التعليقات المسفة من الكنسيين او الملاحدة مغتاضة من الاسلام والمسلمين هذه كل الحكاية