القاعدة تتبنى دورًا مهلكًا جديدًا في الصراع السوري المحتدم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: بدأت تنتشر على شبكة الإنترنت خلال الآونة الأخيرة مجموعة من المقاطع المصورة التي يظهر فيها رجال ملثمون يطلقون على أنفسهم الجيش السوري الحر ومعهم بنادق من طراز AK-47، وهي مقاطع مماثلة للمقاطع التي كان يتم بثها في الماضي، لكنها جاءت بفارق واحد فقط، وهو ظهور علمين لتنظيم القاعدة في الخلفية لونهما أسود، مكتوب عليهما بالعربية عبارات بيضاء اللون.
وقال أحد المتحدثين في مقطع من هذه المقاطع الجديدة باستخدام اللغة العربية الفصحى التي تفضلها القاعدة: "نقوم الآن بتشكيل خلايا انتحارية من أجل الجهاد في سبيل الله".
وأكدت في هذا الصدد صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن هذا المقطع، الذي تم بثه على موقع يوتيوب، يعد دليلاً آخر على أن القاعدة وباقي المتطرفين الإسلاميين يبذلون قصارى جهدهم من أجل اختطاف الثورة السورية، بنجاح متزايد، وإن كانلا يزال محدوداً، لدرجة جعلت مسؤولي الاستخبارات الأميركية يعبرون علناً عن مخاوفهم، والمسؤولين العراقيين يبدون انزعاجهم على الملأ.
وفي الوقت الذي ما زال يواصل فيه القادة السياسيون والعسكريون للمعارضة في سوريا إنكار قيام المتطرفين بأي دور، فقد ساعدت القاعدة في تغيير طبيعة الصراع، بضخها السلاح الذي أتقنته في العراق - وهو التفجيرات الانتحارية - في العراك المستمر ضد قوات الرئيس بشار الأسد بوتيرة متزايدة.
وذكرت الصحيفة أن الأدلة بدأت تتزايد على أن سوريا أضحت نقطة جذب للمتطرفين السنة، خاصة الذين يعملون تحت شعار القاعدة. وسرعان ما تحولت منطقة باب الهوى، التي تعد من المعابر الحدودية الهامة مع تركيا والتي سقطت في أيدي الثوار السوريين الأسبوع الماضي، لنقطة تجمع للجهاديين.
وأعقبت الصحيفة بقولها إن تواجد الجهاديين في سوريا بدأ يتسارع خلال الأيام القليلة الماضية، لعدة أسباب من بينها التقارب مع التوترات الطائفية بامتداد حدود البلاد الطويلة في العراق. وأشار مسؤولون عراقيون إلى أن المتطرفين الذين يزاولون أنشطتهم في سوريا هم في كثير من الحالات المسلحون المنتشرونأنفسهم في كافة أنحاء العراق.
وفي مقابلة أجريت معه يوم أمس الثلاثاء، قال عزت الشهبندر، وهو مساعد مقرب من رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي: "نحن متأكدون بنسبة 100 % من خلال التنسيق الأمني مع السلطات السورية أن الأسماء المطلوبة لدينا هي الأسماء المطلوبة نفسها لدى السلطات في سوريا، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الماضية. فعناصر تنظيم القاعدة التي تعمل في العراق هي العناصر نفسها التي تعمل في سوريا".
وفي حديث له مع الصحيفة يوم أمس، قال أحد أفراد القاعدة، وهو رجل يبلغ من العمر 56 عاماً ويطلق عليه أبو سها، ويعيش في منطقة الحويجة قرب كركوك في العراق: "لدينا خبرات الآن في مقاتلة الأميركيين، واكتسبنا خبرات أكبر الآن من خلال الثورة السورية. وأملنا الكبير هو أن نُكَوِّن دولة سورية عراقية إسلامية لجميع المسلمين، ثم نعلن الحرب على إيران وإسرائيل ونحرر فلسطين".
ورغم عدم تمتع هذا الفرد بأي حيثية، إلا أن خططه المتكلفة التي عبَّر عنها قد رددها المسؤولون في جبهة نصرة أهل الشام، التي يقول عنها محللون استخباراتيون وعسكريون إنها فرع القاعدة الرئيس الذي يعمل في سوريا، مع جماعتين أخريين تابعتين للقاعدة يقال إنهما تنشطان أيضاً في سوريا، هما كتائب عبد الله عزام وكتيبة شهداء البراء بن مالك.
ومن الجدير ذكره أن الحكومة السورية تحاول منذ بدء الانتفاضة أن تصور المعارضة باعتبارها تخضع لهيمنة تنظيم القاعدة والحلفاء الجهاديين، وهو الأمر الذي تنكره المعارضة ويفند صحته مراقبون مستقلون.
وعادةً ما تصف وسائل الإعلام الرسمية السورية كل انفجار بأنه تفجير انتحاري، كما فعلوا وقت أن حدث انفجار يوم الثامن عشر من شهر تموز (يوليو) الجاري، الذي أودى بحياة أربعة على الأقل من كبار المسؤولين الحكوميين.
ومع هذا، أضحت سوريا مع مرور الوقت نقطة جذب للجهاديين، في الوقت الذي تطور فيه العراك إلى حرب طائفية بين المعارضة التي تخضع لهيمنة السنة وبين الحكومة والقوات الأمنية التي تخضع لهيمنة الطائفة العلوية.
وسبق لجيمس كلابر، مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، أن قال في شباط (فبراير) الماضي، خلال جلسة استماع في الكونغرس، إنهم خلصوا إلى وجود كل خصائص الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة في سلسلة التفجيرات التي نفذت ضد أهداف أمنية واستخباراتية في العاصمة السورية دمشق. وعزا ذلك، ومعه شهود آخرون من أجهزة المخابرات، إلى توغل فرع تنظيم القاعدة في العراق داخل الأراضي السورية.
وقبل إدلاء كلابر بتلك الشهادة بفترة قصيرة، أصدر أيمن الظواهري، الزعيم الواضح لتنظيم القاعدة منذ مقتل أسامة بن لادن، تسجيلاً صوتياً أثنى فيه بشدة على الثوار السوريين، واصفاً إياهم بـ "أسود الشام".
بينما مضت الصحيفة تنقل عن دانييل بيمان، الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب والأستاذ لدى جامعة جورج تاون والزميل لدى معهد بروكينغز، أنه من الواضح أن القاعدة تحاول ان تصبح أكثر نشاطاً في سوريا، مضيفاً أنها تفعل الآن مثلما سبق لها أن فعلت في الصومال ومالي، وقبل ذلك في الشيشان واليمن، حيث تسعى إلى تحويل صراع محلي لصالحها. وتابع بيمان حديثه بالقول: "لقد استفادوا كثيراً من تجربتهم في العراق. وقد كتبوا بالفعل كذلك عن هذا الأمر".
بينما أوردت الصحيفة عن سمير نشار، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، قوله: "نسمع بين الحين والآخر عن وجود للقاعدة في سوريا، لكن لا يوجد أي دليل مادي حتى الآن على ذلك. وقد تحدث النظام عن ذلك، وصدرت بيانات سياسية عن الحكومة العراقية تفيد بأن القاعدة انتقلت من العراق إلى سوريا، لكن لا توجد معلومات على الأرض بأن هناك وجودًا لمقاتلين أجانب".
التعليقات
ماذا نختار؟
منذر العاصي -الجرثومة وصلت منذ مدة إلى بلادنا. أنا لن أتفهم مطلقاً عقلية هؤلاء الإرهابيين الذين يتسترون بأسم الدين وينتقلون من بلد لآخر لبث القتل والرعب في صفوف الناس وكأنها هواية. كنا نخشى هذا السيناريو بجدية، وها هو الآن يتحقق. لماذا لا تدعونا نبني بلدنا كما نشاء؟ بأي حق تأتون إلينا حاملين أكثر الآراء تخلفاً في تاريخ البشرية؟ هل فعلاً سنعاني من القهر والظلم والقتل لأجيال طويلة قادمة؟ النظام الحالي فاشي وطائفي، نعم، كلنا نعرف هذا. لكن ماذا بالنسبة لنظام آخر، يمكن أن يصبح بديلاً، لا يقل فاشية وطائفية وهمجية عن هذا؟ كيف نختار بين الكوليرا والطاعون؟
ابقى افتكرني
هادي -لا هم ليسوا من القاعدة هم فقط يرفعون شعارات القاعدة ولهم فكر القاعدة واشكال القاعدة ويتحدثون بلغة القاعدة ويسعون لأقامة دولة ديموقراطية تعددية وثم يسلمون اسلحتهم ويغادروا والدنيا ربيع والجو بديع وسلملي على العكيد انتهى الفيلم الهندي .
أطلقوا سراحهم
خوليو -النظام المتمسك بالكرسي أطلق سراح بعضهم كما أطلق شاكر العبسي ليرسله إلى لبنان لقتل الجيش اللبناني، أطلق النظام سراحهم ليقول للعالم هناك قاعدة وهو مسيطر عليهم حتى ولو خرمشوه قليلاً ، الخلايا العاملة في العراق والتي أكد وجودها السفير المنشق كانت تدخل وتخرج عبر الحدود العراقية وبتوجيه سوري بحت هدفه القول :هذه هي الديمقراطية التي أتى بها الأميركي : قتل ومفخخات ، يقصد النظام حماية نفسه من أن يحدث بسوريا ربيع ثورة تطالب بالحرية ، لم تزبط تنجيمات واستراتيجة النظام فالأحرار السوريون يدقون باب قصره الآن ، مجرمي القاعدة الذين كانوا في سجونه لم يستطيعوا التغطية على أهداف الثورة وهي النضال من أجل الحرية والكرامة ولانضال أو جهاد آخر ، المظاهرات السلمية المحرك للثورة لانشقاقات الجيش (قاصم ظهر النظام) هي الأساس في الثورة السورية فهي كقصيدة ملحمية تلهم كل من عنده شهامة وكرامة ويعرف معنى الحرية، خلايا القاعدة سيعودون للسجون لأن فكرهم الظلامي يتناسب من ظلام الغرف الرطبة ، مقتل الثورة السورية هي الشعارات الدينية ولكن شباب وفتيات الثورة يعرفون نقطة الضعف هذه ، الثورة السورية تضم تحت جناحيها من جميع الطوائف كما تضم أذرع النظام القمعي أيضاً من جميع الطوائف ولكن صوت الحرية وزخمها يتغلب على الأذرع الطويلة ، الطويلة بالقمع والسرقات، وقصيدة الثورة غنتها حنجرة القاشوش يلا ارحل يابشار، وسوريا بدها حرية ، القاعدة وفكرها الظلامي للخارج والشعب السوري لايحتاج لمساعدتها .
لا مشكلة
العربي -ان سيطرة القاعدة عالى سورية افضل من النظام الحاكم اما بالنسبة للمسيحيين يمكنهم العيش في لبنان
فبركات عصابة بشار أسد
معاوية -من فبرك ابو عدس لا تصعب عليه فبركة ابو سها ، أصبح القاصي والداني يعرف أن أسامه بن لادن لم يمثل الاسلام ولا السنة ولا السلفية ولا حتى الوهابية ولم يكن سوى حاقد كان يبحث عن ثأر شخصي معروفة قصته، إستغلّ بعض السُجّجْ وحوّل شركاته من مقاولات بناء الى مقاولات حروب اخترقتها واستغلتها اجهزة المخابرات الدولية وخاصة الموساد وما إعلان قتله إلا تعتيم على ما قد يبوح به من فضائح، هربت فلول القاعدة الى سجون سوريا وايران وجبال اليمن بعد غزو افغانستان حيث يتم تدريبها وترويضها وإطلاقها وقد رأينا عينات منها في العراق وسوريا ولبنان من ابو عدس الى مصعب الى نهر البارد، وبالقضاء على عصابات بشار أسد والخميني في ايران ولبنان والعراق يتم القضاء على القاعدة بشكل خاص والإرهاب الدولي بشكل عام فهل للعالم الحر مصلحة في ترويج مزاعم بشار أسد وقبله المقبور القذافي وزج القاعدة لتبرير المذابح والمجازر التي يرتكبونها بحق شعوبهم
التفجيرات الانتحاريه
ابو ستار -كان الجيش السوري الحر على علم بكثير من التفجيرات الانتحاريه في دمشق وحلب ودير الزور ولكن كان ينسبها الى الجكومه السوريه كي تشوه سمعه الجيش السوري الحر ولكن مع عامل الوقت حتى الغرب الذي يدعم هؤلاء اصبح يشكك في مدى جديه التفيير القادم ما بعد الاسد من ديمقراطيه وحريه وتعدديه !!!
الى خوليو
عراقي -يا خوليوا حين كنت اقرأ تعليقاتك كنت اظن بأنك حكيم , لكن الرجل يتوقف عن ان يوصف بالحكمة متى ما كانت مشاعرة هي من تقوده , وانت الان تتبع قلبك , انت تعرف لكنك تنكر بأن التطرف هو من سيختطف ثورتكم وان ما يقال عن تنظيم القاعدة صحيح , تذكر دائما يا خوليو ان العدالة تبدأ من تثمين اولئك الذين لا نحبهم.
قلناها ورددناها منذ البدا
المهاجر -لو أن المافيا الروسية اليهودية (اليهود الروس بيدهم 75%من إقتصاد روسيا) وهذا يعني إسرائيل كذلك , قد سارت على الدرب الصحيح في معالجة الأزمة السورية , لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه ولما كان للقاعدة الوقت الكافي للتغلغل ومحاولة إقتناص الثورة . بعد سقوط بشار سيكون الشعب السوري , بما يتمتع به من تراث حضاري لامثيل له سيتمكن من السير بالبلاد إلى شاطئ الأمان وسيدفن القاعدة والسلفية والتطرف إلى الأبد ولن يسمح لهم باقتناص الثورة على الطغيان الأسدي. هذا لا يعني أبداً عدم وجود القاعدة في سوريا فهي موجودة ويتصاعد وجودها , كلما طال أمد ثورة الحرية والكرامة