أخبار

المصريون ورئيس الوزراء المكلف... تفاؤل لا يخلو من القلق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: بينما كان هشام قنديل، المكلف بتشكيل الحكومة المصرية الجديدة، يواصل مشاورات تشكيلها كان الشارع المصري منقسمًا على نفسه حول قدرته على العبور بالبلاد من أزمتها الراهنة. ورغم شح المعلومات المتداولة عن رئيس الوزراء المكلف فإن ذلك لم يحل دون أن يصبح مادة "دسمة" لأحاديث المصريين في العمل والمنزل والمقهى والمواصلات العامة.

فقرار الرئيس محمد مرسي بتكليف قنديل، الذي يشغل منصب وزير الموارد المائية في حكومة تسيير الأعمال، كان مفاجئًا للنخبة، وبالتأكيد كان كذلك للعامة الذين اندهش أغلبهم من اختيار "شخص وجدوا صعوبة في تذكر ملامحه" لدى الإعلان عن اسمه.

غير أن آخرين يشعرون بقدر أكبر من التفاؤل باختيار قنديل مستندين إلى صغر سنه وسمعته الطيبة، فضلا عن ثقتهم في أن مرسي كان له ما يستند إليه عند اختياره. "رمضان محمد" يرى أن رئيس الوزراء الجديد "ليس الرجل المناسب في هذا الظرف"، ويقول "كيف لنا أن نعتمد عليه في المنصب الرفيع الذي يحتاج لشخص يعرف كيف يقود الدولة ويدير شؤونها رغم أن خبرته قاصرة على تولى وزارة الري".

المهندس حازم الحفناوي يقول إنه لا يعرف هشام قنديل، لكنه يتوقع منه التنسيق مع رئيس الجمهورية "بما يضمن نجاحه" لأن كل مؤسسات الدولة تعاني من مشاكل كثيرة. قطاع ليس بالقليل من المصريين لا يخفي دهشته من اختيار قنديل في هذا التوقيت خاصة وأنهم توقعوا اختيار رجل اقتصاد ينقذ البلاد من عثرتها الراهنة، ويقول عادل ندا "توقعت رئيس وزراء من الاقتصاديين في الظرف الراهن، لكن المفاجأة جاءت بتكليف قنديل"، غير أنه رفض التشاؤم وقال "أتمنى أن يكون اختيار مرسي صائبًا".

ويربط البعض بين تكليف قنديل ومرافقته مرسي خلال القمة الأفريقية التي عقدت بأديس أبابا قبل أسبوعين، ويقول محمد جميل إن الترشيح "مناسب للغاية وجاء بعد بحث متأنٍ من الرئيس وخاصة بعد مرافقة قنديل للرئيس في زيارة إثيوبيا". "لحية" رئيس الوزراء المكلف تشغل حيزًا ليس بالقليل من أحاديث المصريين عنه، فلم يعتد المصريون على رؤيتها على وجه مسؤول إلا إذا كان مرتبطًا بمنصب ديني.

ويقول مليجي السيد "لا يهم إن كان رئيس الوزراء الجديد ينتمي للتيار الإسلامي أم لا، المهم هو الأفعال". أما السيدة سهام عبد الهادي فتقول "ما أعلمه عن قنديل أنه لا ينتمي لأي تيار سياسي أو جماعة دينية، وحتى في حال انتمائه، المهم أن يفعل شيئـًا للدولة وأن ينهض بها".

ويراهن "حسين أحمد" على حيوية رئيس الوزراء المكلف لصغر سنه (50 سنة)، ويضيف "رئيس الوزراء الجديد شاب مما يبشر بوجود أفكار جديدة لديه"، ويتفق معه خالد عبد الهادي داعيًا إلى عدم التسرع بالحكم على هشام قنديل الآن، بل "يجب انتظار ترشيحات وزارته وهل سيأتي بوزراء جدد أم سنظل في العهد القديم".

ضياء رشوان، مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، لم يخف تحفظه على تكليف قنديل بتلك المهمة، مستندا إلى أن "هشام قنديل شخصية غير معروفة سياسيــًا"، مضيفا أن "مرسي وعد باختيار رئيس وزراء مستقل ووطني لكن يبدو أن له معايير أخرى في الاختيار سيتحملها هو ورئيس وزرائه".

وفي الوقت نفسه أكد أنه لا يستطيع توقع أداء رئيس الوزراء الجديد، وقال إن "اختياره من التكنوقراط هي مسألة مطاطة، فهناك تكنوقراط اقتصاد وتكنوقراط إدارة، وهشام تكنوقراط في مجال المياه.. فما أولوية ذلك في هذه المرحلة؟"

وهشام قنديل شغل منصب وزير الري في حكومتي الدكتور عصام شرف في يوليو/تموز 2011، ثم حكومة الدكتور كمال الجنزوري في كانون الأول (ديسمبر) 2011. وقبل الصعود إلى المنصب الوزاري كان قنديل رئيسًا لقطاع مياه النيل بوزارة الري، وهو أيضا عضو مجلس وزراء شئون المياه في دول حوض النيل.

تخرج في كلية الهندسة سنة 1984، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراة من جامعتي يوتا ونورث كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية عامي 1988 و1993. وساهم في إنشاء المجلس الأفريقي للمياه ومرفق المياه الأفريقي. وعيّن كرئيس لقطاع مياه النيل، وحصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية في عام 1995.

واهتم قنديل خلال الفترة التي قضاها كوزير للري باستكمال البرنامج القومي لتطوير الري، والبرنامج القومي للصرف المغطى، ووقف التعديات على المجاري المائية، إضافة إلى دعم العلاقات مع دول حوض النيل التي شهدت تراجعًا وتوترًا في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف