النائب العلوي للعسكري: تحدّث عن أسوأ ملوك العجم ومزيفي الدين

وجه المفكر النائب العراقي المستقل حسن العلوي انتقادات حادة للنائب عن ائتلاف دولة القانون الحاكم سامي العسكري لتهجمه على رموز سياسية ودينية عربية داعيًا اياه بدلاً من ذلك الى الحديث عن أسوأ ملوك العجم وعن اهل البدع ومزيفي ومزوري الدين من وعاظ السلاطين ومحرفي التاريخ العاملين في تجهيل الشعوب واشغالها بما ينسيها أبسط حقوقها في الحياة.

بغداد: قال النائب العراقي المستقل حسن العلوي إنه كان على النائب العسكري من كتلة رئيس الوزراء نوري المالكي أن يقدم مشروعاً لحكومته لكسر عزلتها وليس لزيادة العزلة عليها وإثارة النقمة بجوانبها المختلفة ضد حكومته "لاسيما ونحن نعيش في ظروف سياسية تجعل من مترجم للجيش الاميركي ودليل من أدلة الاحتلال سيداً من سادات القوم"، كما قال في تصريح هاتفي مع "إيلاف" اليوم الاحد.

وجاء كلام العلوي ردًا على حديث تلفزيوني اليوم للنائب العسكري في ائتلاف دولة القانون وهو الكتلة الحاكمة بما يمس مقامات سياسية ودينية وفكرية حيث وصف ذلك بأنه "كلام لا يصدر الا عن نزَق سياسي وانفلات للضوابط الاخلاقية في التعامل مع قادة الدول وفقهاء الامة ومفكري العرب البارزين حيث تطاول على المراكز العليا في المملكة العربية السعودية وعلى الفقيه الامام الشيخ يوسف القرضاوي دون حساب لأي اعتبار اخلاقي او عرفي أو دبلوماسي أو ديني".

واضاف النائب العلوي أن العسكري النائب في الكتلة الحاكمة قد وصف العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود، بكلام جارح وبأنه اسوأ ملوك العرب والفقيه العلامة الكبير يوسف القرضاوي بأنه أسوأ العمائم، وقال: "بإعتباري نائباً أمثل عروبة العراق ومصالح الامة العربية منافحاً عن كرامتها وكبريائها طيلة خمسين عاماً مستمرة، أعتبر ما صدر عن هذا النائب مساساً مباشراً بكبرياء العرب وكرامتهم عندما يُمس ملك العرب الاول والزعيم الذي اذا اختلفت الامة ذهبت اليه لحقن دمائها والمعروف بأنه صاحب انصع تاريخ وطني حتى بات مرجع طوائف وملل في المملكة العربية السعودية تجد فيه حامياً وضامناً لمصالحها وحقوقها المشروعة، وهو الذي واجه المتطرفين في بلاده عندما وجه الدعوة الشخصية للشيخ علي اكبر هاشمي رفسنجاني وعقد معه ورقة تفاهم ابعدت المنطقة على أن تكون ميدانًا لصراع طائفي".

وقال العلوي "اذا كان السيد سامي العسكري يجهل تاريخ الدول العربية فعليه أن يفهم أن ملكاً عربياً لم يتمتع بشعبية كالتي يتمتع بها الملك عبد الله بن عبد العزيز بين فئات الشعب السعودي وعلى امتداد العالمين العرب والاسلامي، وذلك لبساطته وتواضعه وحنوه على ابناء شعبه وامته، ودرء الاذى عنهم وتوفير الرفاه لمختلف طبقاتهم، وهو يقود البلد بروح الزعيم الوطني الحريص على راحة ابنائه، والساهر على مصالحهم وهو في هذه الشيخوخة الكريمة، ولم يكن في حياته السياسية الا قريباً من فقراء شعبه وقد خصص لهم يومين من وقته في كل اسبوع لتلبية طلباتهم وينتهي اللقاء عادة بتناول الغداء أو العشاء معهم، فليتكم تفعلون مثلما يفعل وتشعرون مثلما يشعر تجاه شعبه وانتم بلد النفط تتفجر اباره بالخير وتعيشون عيشة الامراء فيما يعاني شعبنا ما تعانيه شعوب أفريقيا الجائعة وكان عليكم بدل هذا التطاول والحقد على نجاح تجربة الملك عبد الله أن تدرسوا الطريقة التي تُنفق فيها عوائد النفط على التنمية والعمران، فاستنبتوا الصحراء قمحاً وصاروا يزودون دول البحر الابيض المتوسط بمنتوجاتها الزراعية واسواق العراق شاهدة حيث صار العراق اكبر سوق لاستيراد الالبان والزيوت النباتية التي تنتجها صحراء السعودية فتغيّرت حركة اتجاه الاقتصاد في المنطقة بعد أن كانت بلاد الرافدين سلة الغذاء العربي لمحيطها العربي والاقليمي، وقد تحولت مدن العراق اليوم الى مستنقعات تطفو عليها جثث الحيوانات الميتة وسط احياء لا تكاد العيون تميز بين ألوان جلودهم وألوان بيوتهم الطينية التي تقوم فوق بحيرات في مدن النفط العراقية ، وكانت المدن الشيعية التي انتمي اليها اكثر جوعاً وعطشاً على مر التاريخ والمسؤولية تقع على من يتحمل هذه المسؤولية الأن سواء كان نائباً أم محافظاً ام وزيراً".

واشار العلوي الى أن مساس العسكري بمقام زعيم ديني يتبعه ملايين المسلمين ووصفه الشيخ القرضاوي بأنه أسوأ العمائم فقد يصبح مثل هذا الكلام منسجماً مع هذا النَزق الذي يعبر عنه النائب في الكتلة الحاكمة وقد انتهت هذه السياسة الى عزل العراق عربياً واقليمياً قبل أن يتحول الى عزله محلياً فنهضت كتلة الشارع الشيعي الاولى لتنتفض على هذه السياسة التي تفتقر الى مبادىء اولية في الشعور بالمسؤولية ازاء شعب يعاني حميم الشمس بعد أن تمت سرقة 30 مليار دولار خصصت للكهرباء.

وقال: "كان على هذا النائب في الكتلة الحاكمة أن يقدم مشروعاً لحكومته لكسر عزلتها وليس لزيادة العزلة عليها واثارة النقمة بجوانبها المختلفة ضد حكومته، لاسيما ونحن نعيش في ظروف سياسية تجعل من مترجم للجيش الاميركي ودليل من ادلة الاحتلال سيداً من سادات القوم .. كما كان عليه أن يحدثنا عن اسوأ ملوك العجم ويترك ملوك العرب لنا وأن يتحدث عن اهل البدع ومزيفي ومزوري الدين من وعاظ السلاطين ومحرفي التاريخ العاملين في تجهيل الشعوب واشغالها بما ينسيها ابسط حقوقها في الحياة".

واوضح المفكر والنائب العلوي في الختام قائلا "لقد سبق لي شخصياً أن دعوت السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء بخطاب مفتوح بأن يعالج الخطاب السياسي للمحسوبين على كتلته النيابية والموظفين لديه والذين يتوهمون أن احجامهم ستصبح كبيرة عندما يتطاولون على الاحجام الكبيرة للتعويض عن احجامهم وفي هذا ما يكفي".

وكانت محكمة الاستئناف في بغداد قد صدقت العام الماضي حكمًا أصدرته محكمة بداءة الكرخ يقضي بإلزام النائب سامي العسكري بدفع تعويض مادي اعتباري لوزير الخارجية هوشيار زيباري.

وقال محمد الحاج، وكيل وزارة الخارجية العراقية "إن أسباب مصادقة محكمة الاستئناف في بغداد، بإلزام النائب العسكري بدفع تعويض مادي لوزير الخارجية، كان على خلفية التصريحات التي أدلى بها العسكري التي هاجم فيها الوزير واتهمه بالفساد والسرقة واتهامات أخرى كثيرة، الأمر الذي أدى إلى رفع دعاوى جزائية في المحاكم ردت كون سامي العسكري يتمتع بالحصانة البرلمانية".

وعن مقدار التعويض أكد الحاج أن العسكري حاول استئناف الحكم الصادر، غير أن محكمة الاستئناف صادقت على الحكم بإلزام العسكري دفع تعويض مادي بلغ 40 مليون دينار عراقي (حوالي 30 الف دولار) على اعتبار أن الإدانة كانت ضمن بند التشهير والقذف ضد شخص هوشيار زيباري لاسيما أن اغلب ما ورد من تصريحات للعسكري لم يكن يستند إلى أسس ووقائع حقيقية والأخير لم يستطع أن يثبت صحة تلك المعلومات في المحكمة.