حركة ام23 تزحف بقوة نحو غوما في جمهورية الكونغو الديموقراطية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يرى مراقبون أن بلدة كيمبومبا في الكونغو الديموقراطية تعتبر الحاجز الأخير أمام حركة أم23 في زحفها نحو غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، في محاولة لإسقاط العاصمة التي يسيطر عليها الآن الجيش النظامي.
روتشورو (الكونغو الديموقراطية): يزحف متمردو حركة ام23 نحو غوما، عاصمة اقليم شمال كيفو، شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، بهدف تطويق المدينة التي ينتشر فيها الجيش النظامي حتى تسقط مثل الثمرة الناضجة.
وفي حديث مع صحافيين تمكنوا من الوصول الى المنطقة نهاية الاسبوع الماضي، اوضح قائد عمليات المتمردين في المنطقة الكولونيل اينوسنت كايما أن حركة ام23 تنوي الذهاب حتى كيمبومبا التي تعتبر آخر مدينة على طريق غوما حيث يرابط الجيش النظامي الكونغولي.
ويعتبر دبلوماسي غربي معتمد في كينشاسا أن تلك البلدة بمثابة "آخر حاجز" على طريق غوما.
وقال الكولونيل كايما: "من هناك سنحاصر المدينة (غوما) وسنحطم معنويات القوات المسلحة (النظامية) حتى تنسحب"، و"سندخل المدينة دون اطلاق رصاصة واحدة".
غير أنه لا يتوقع أن تتخلى السلطات بسهولة عن مدينة تعتبر معقلاً لقواتها المسلحة في شرق البلاد، لا سيما وأن آلاف المدنيين لجأوا اليها حيث تضمن أمنهم قوات الامم المتحدة.
وتدخلت قوات الامم المتحدة الثلاثاء الماضي لحماية مدنيين فارين من المعارك مستخدمة المروحيات الهجومية ضد حركة التمرد.
وفي نهاية الاسبوع الماضي كانت تدافع عن كيمبومبا ست دبابات وقاذفة صواريخ لقوات كينشاسا لكنّ المتمردين كانوا على مسافة خمسة كلم. وبعد الاتفاق معهم هاتفيًا اتجه الصحافيون الى الخطوط الاولى لحركة ام23.
وقال الكولونيل البرت كهالاها المنشق عن الجيش النظامي في ايار/مايو "إننا نتقدم رويدًا رويدًا نحو كيمبومبا".
وينتشر رجال حركة ام23 مرتدين بزات مختلفة للجيش النظامي من دون أي رتب، على جانبي الطريق من دون اسلحة ثقيلة ما عدا مدافع هاون عيار ستين ملم يحملها الرجال على ظهورهم والى جانبهم صناديق ذخيرة للصواريخ.
لكن يبدو أن الحياة عادت لطبيعتها في المناطق التي تسيطر عليها حركة ام23 رغم المعارك المتقطعة منذ ايار/مايو.
وفي بلدة روتشورو، شمال كيمبومبا، التي يسيطر عليها المتمردون، سقطت قذيفة هاون أو قنبلة يدوية الاحد قبل غروب الشمس على كوخ خالٍ فدمرته. لكن في صباح اليوم التالي عادت الامور الى طبيعتها واقيم قداس وخرج المدنيون الى الشوارع وفتح الحلاق دكانه.
وفي وسط البلدة يعكف المتمردون على اعداد الطعام في أوعية كبيرة.
ويستخدم الجميع مولدات كهربائية لشحن بطارية هواتفهم النقالة.
وخلال المعارك التي وقعت الاسبوع الماضي اصيبت احدى أعمدة الاتصال الهاتفي ما تسبب في تعطيل الاتصالات، وانتهزت شبكة أخرى الفرصة لتعود بعد ساعات الاتصالات بشكل عادي بعد استبدال الشريحة الالكترونية.
لكن الاجواء اكثر توترًا في الشمال.
وتمكن الصحافيون من الوصول الى قرية مدانغو على مسافة ثلاثين كلم من روتشورو حيث منعهم مسؤول عسكري من المتمردين الكولونيل جوستان مهيزي من التقدم بدعوى احتدام المعارك.
وقال إن القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديموقراطية قتلت لدى انسحابها العديد من الاشخاص والقت جثثهم في النهر، وظهرت جثتا رجلين مكبلي الايدي ممددتين في وادٍ، وقالت حركة ام23 إن القوات المسلحة الكونغولية قتلتهما.
وعلى الطريق نحو بلدة ماياموتو قرب حديقة فيرونغا الطبيعية، احترقت شاحنة تابعة للمرافق العامة لتنفجر كل حمولتها من الاسلحة والذخيرة.
وقالت حركة ام23 إن القوات الكونغولية استولت على الشاحنة مع سائقها وكدستها بالاسلحة والذخيرة ومعدات الاتصال، لكنها امام زحف ام23 اضرمت فيها النار وقتلت السائق.
ولم يشاهد المراسلون أي سيارة على الطريق بينما قال احد الضباط إن المعارك شديدة.
واكد المتمردون الذين تتهم القوات الكونغولية رواندا المجاورة بمساعدتهم رغم نفيها، أن الاسلحة التي لديهم استولوا عليها من العدو، بينما لا تزال الصواريخ في صناديقها مع الرصاصات والرشاشات.
وينفي المسؤولون بشدة أي امدادات من رواندا رغم أن مصادر غربية في كينشاسا تحدثت عن تزويدهم بالاسلحة نهاية الاسبوع الماضي.
ويتكلم الجميع اللغة السواحيلية المستعملة ايضًا في شرق البلاد وبلدان المنطقة، والكينيارواندية، اللغة الوطنية الرواندية، وقليل من الانكليزية والفرنسية ايضًا.
وتضم حركة ام23 عناصر من حركات تمرد سابقة اندمجت في الجيش النظامي سنة 2009 لكنها انشقت في ايار/مايو وحملت السلاح مجددًا في وجه القوات الكونغولية.