النهضة التونسية تطالب باستصدار قانون "تجريم المساس بالمقدسات"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تونس: قدمت "حركة النهضة" الاسلامية الأربعاء إلى المجلس الوطني التأسيسي الذي يعكف على صياغة دستور جديد لتونس، مشروع قانون "يجرم المساس بالمقدسات" بحسب حبيب خضر النائب عن الحركة بالمجلس.
وقال خضر في تصريح لإذاعة "شمس إف إم" التونسية الخاصة "أودعنا صباح اليوم (الأربعاء) بمكتب الضبط بالمجلس الوطني التأسيسي مشروع قانون (..) يتعلق بتجريم المساس بالمقدسات". وأوضح أن القانون "يضبط أهم المقدسات (في) الله سبحانه وتعالى ورسله الكرام وكتبه المقدسة والكعبة المشرفة والمساجد والكنائس والبيع".
وتابع أن القانون "يضبط أهم أوجه المساس (بالمقدسات) من سب وشتم وازدراء وتدنيس وتشخيص لله ورسله، ويضبط العقوبة المقترحة وهي سنتان من السجن وخطية بألفي دينار (1000 يورو) ويضاعف العقاب في صورة العود". ودعت حركة النهضة في مؤتمرها العام التاسع الذي عقدته من 12 إلى 16 تموز/يوليو 2012 إلى "تجريم التعدي على المقدسات باعتباره عدوانا على حرية الغير".
ويقول مراقبون إن "المس بالمقدسات" أصبح مسألة "حساسة" في تونس منذ أعمال عنف وتخريب قادها سلفيون يومي 11 و12 حزيران/يونيو 2012 بثماني ولايات احتجاجًا على عرض لوحات فنية، اعتبرها متشددون "مسيئة إلى المقدسات" في معرض للفن التشكيلي أقيم في العاشر من الشهر نفسه في مدينة المرسى شمال العاصمة تونس.
ودفعت أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل شاب سلفي برصاص الأمن وإصابة أكثر من 100 شخص، السلطات إلى فرض حظر تجوال أيام 12 و13 و14 حزيران/يونيو 2012 لإعادة الهدوء إلى الولايات المضطربة.
ونبهت المنظمة الحقوقية الأميركية "هيومن رايتس ووتش" في بيان أصدرته في وقت سابق إلى تتالي محاكمات أشخاص في تونس "بسبب أشكال تعبير عن الرأي تم اعتبارها مسيئة إلى الإسلام أو الأخلاق" منذ وصول حركة النهضة الاسلامية إلى الحكم.
وفي 11 نيسان/أبريل 2012 قضت محكمة تونسية بسجن الشاب رمزي عبشة (25 عامًا) الذي قال محاموه إنه يعاني اضطرابات عقلية 4 سنوات نافذة وتغريمه 360 دينارًا (180 يورو) بتهمة "تدنيس المصحف" داخل 4 مساجد بمدينة بن قردان (500 كلم جنوب تونس العاصمة).
وفي 3 أيار/مايو 2012 غرم القضاء التونسي نبيل القروي مدير تلفزيون "نسمة" التونسي الخاص 2400 دينار (1200 يورو) من أجل عرض فيلم الرسوم المتحركة الإيراني الفرنسي "بيرسيبوليس"، الذي قال سلفيون إنه يتضمن "تجسيدًا للذات الإلهية".
وفي 25 حزيران/يونيو 2012 قضت محكمة تونسية بسجن الشاب جابر الماجري (28 عامًا) سبع سنوات ونصف سنة نافذة وتغريمه 1200 دينار (600 يورو) بعدما نشر قبل عام على صفحته الشخصية في فايسبوك رسومًا اعتبرها متشددون "مسيئة" إلى نبي الإسلام محمد.
التعليقات
قانون يبيح قتل روح الشعوب
skander ben hassine -وهكذا تبدأ محاكم التفتيش، إلا أن في بلدنا تونس وخلافا لتاريخ أوروبا، "عصر النهضة" لا يحقق التقدم والحريات ولكن يحط من الامتيازات الاجتماعية والإبداع الفني. أنا لا أفهم كيف يمكن لمجتمع أن يتحرك و قد سد الطريق أمام القاطرة الفنية . قاطرة تتحدى الاختصارات الذهنية و تساءل الواقع بطرح الأشكليات وتقترح البدائل . إن كل هذا لا يمكن أن يحدث اذا لم يتحرر إحساس الفنان من الخوف من تجاوز حدود المجتمع في مضمون المقترح الفني. ذلك لأنه عليه أن يقف بعيداً عن هذه الحدود ليترك فنه يجسد ما يحس به.فطبيعي إذاً أن يقلق نتاج هذا الفن راحة القائمين على السلطة إذا ما كانوا يبدون عكس مايخفون خوفا من أن يفتضح كذبهم لما يوحي به الفنان. وطبيعي أيضا أن يقلق نتاج هذا الفن راحة الشعوب، إذ أنه يفضح ما تريد كبته. وهكذا فإن الفن إذا ما لم يتحرر فإنه لن يقدر على إضاءة الأركان المظلمة في المجتمع والمستترة عن الوعي العام سعياً منه لرفعها للوعي الحي فيفهمها و يحد منها أو يكرسها أو يحولها. وشكراً