قرار جديد للامم المتحدة بشأن سوريا يعكس استياء من اخفاق مجلس الامن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك: تصوت الجمعية العامة للامم المتحدة الجمعة على مشروع قرار عربي يدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي، مع استمرار القتال الدامي في بلاده بلا هوادة.
ورغم ان القرار رمزي الى حد كبير، الا ان دبلوماسيين يعتبرون انه دليل على الغضب والاحباط اللذين تشعر بهما دول عدة حيال الاخفاق في الاتفاق على تحرك دولي ضد الاسد على خلفية النزاع المتصاعد.
وانتقدت الولايات المتحدة مجددا روسيا والصين لاستخدامها حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الامن ضد قرارات تشير الى عقوبات محتملة ضد سوريا.
وقالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس ان "هذه القرارات متخذة على المستويات العليا في بكين وموسكو".
واضافت "عملنا على كل المستويات لمحاولة تغيير ما نعتقد انه مسار يؤدي الى خسائر ذاتية من جهتهم".
واشارت في حديث الى موقع "باز فيد.كوم" الالكتروني الى ان روسيا والصين مصممتان حاليا على "حماية الاسد مهما كانت الكلفة، وحتى على حساب دماء الشعب السوري".
ويشير مشروع قرار الجمعية العامة الذي صاغته السعودية بدعم من دول عربية اخرى، الى روسيا والصين من دون ان يسميهما، اذ "يشجب فشل مجلس الامن" في التحرك بشأن سوريا.
ويدين القرار لجوء "السلطات السورية الى الاستخدام المتزايد للاسلحة الثقيلة، والقصف العشوائي من الدبابات والمروحيات"، داعيا الاسد الى الوفاء بوعده بسحب قواته والاسلحة الثقيلة الى الثكنات.
ويطالب القرار بتأليف "هيئة انتقالية توافقية حاكمة"، ما يسمح للاسد بالتنحي، وبتعاون كل الاطراف مع موفد الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان على تنفيذ مرحلة انتقالية تمهد لانتخابات حرة.
يشار الى ان للقرارات المتخذة في الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة ثقلا معنويا كونها غير ملزمة وفق القانون الدولي، بعكس تلك المتخذة في مجلس الامن الذي يضم 15 دولة.
ولا تتمتع اي دولة بحق الفيتو في الجمعية العامة.
والاكيد ان المشروع سيقر لكن التركيز سيكون على عدد الدول التي تعارضه.
ودعمت فرنسا بقوة المبادرة العربية، علما انها تولت الاربعاء الرئاسة الدورية لمجلس الامن.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان ان "بشار الاسد هو المسؤول الاكبر عن هذه المأساة التي تهدد اليوم استقرار المنطقة".
وقدم الوزير الفرنسي "اقوى دعم" للقرار، داعيا الى "انتقال سياسي" في سوريا.
ودعت فرنسا ايضا الى اجتماع وزاري حول سوريا يضم روسيا والصين والولايات المتحدة، يأمل فابيوس في عقده قبل نهاية الشهر.
وأبدى انان والامين العام للامم المتحدة بان كي-مون خيبة املهما من الانقسامات في مجلس الامن حول سوريا.
وقال المتحدث باسم بان مايكل نيسيركي الاربعاء ان اجتماعا للجمعية العامة حول الموضوع "سيكون تعبيرا عن الاحباط الذي ينتاب المجتمع الدولي على نطاق واسع بسبب ما يحصل في سوريا وعدم قدرة هذا المجتمع حتى الان على المساعدة في وضح حد للعنف".
وسبق للاتحاد الاوروبي ان فرض عقوبات على نظام الاسد. واعربت مفوضة الاتحاد الاوروبي للتعاون الدولي والمساعدة الانسانية كريستالينا جورجييفا اثناء انتقالها الى نيويورك عن دعمها لقرار الجمعية العامة.
وقالت للصحافيين "يذهب (القرار) في الاتجاه الصحيح لجهة القول انه لا يمكننا ان نكون متفرجين، علينا اتخاذ مواقف. اتخذ الاتحاد الاوروبي موقفا لجهة العقوبات، قائلا ان هذا النظام يقتل شعبه".
وخاضت الدول العربية محادثات مع اطراف اقليمية اخرى حول القرار، وتحدث دبلوماسيون عن احتمال اجراء تعديلات طفيفة عليه قبل التصويت المقرر الجمعة.