أخبار

زيارة بانيتا لإسرائيل تُقلّص فرص ضرب إيران قبل الانتخابات الأميركية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بانيتا يتحدث مع جنود إسرائيليين بعد مؤتمر صحافي عقده مع باراك

انصبت زيارة وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الى إسرائيل على الملف الإيراني، وفي حين أصر نتنياهو على تبني الخيار العسكري الفوري مع طهران، تؤكد معطيات عبرية استحالة اقدام اسرائيل على تلك الخطوة قبل انتخابات الرئاسة الأميركية، خاصة أن ذلك سيهدد العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن وتل ابيب.

تصدّر مباحثات وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا، خلال زيارته الاخيرة الى إسرائيل، الملف النووي الإيراني، وخيارات التعامل معه في هذا التوقيت البالغ الحساسية، إذ تشير تقديرات مختلفة الى أن تل ابيب، التي تتبنى سياسة التعامل عسكرياً مع ملف طهران النووي، تعتزم تفعيل خيارها قبل اجراء انتخابات الرئاسة الاميركية المقررة في6 كانون الثاني/ نوفمبر المقبل، بينما يرى فريق آخر في تل ابيب بحسب تقرير مطول نشرته صحيفة هاآرتس، أن هناك فريقاً آخر يميل الى التمهل في اتخاذ قرار بضرب منشآت إيران النووية، خاصة أن تفعيله في هذا التوقيت يتعارض وسياسة الرئيس الاميركي باراك اوباما، الذي يتفادى حالياً أية منغصات قد تحول دون وصوله الى البيت الابيض مجدداً.

فجوات في المواقف الاميركية الاسرائيلية

دوائر تقدير الموقف الاسرائيلي بحسب الصحيفة العبرية، تجاوزت تباين وجهات النظر حول توقيت ضرب منشآت إيران النووية، لتتحدث بإسهاب عن انعكاسات تلك الضربة على احتمالات استئناف تطوير البرنامج النووي الإيراني، والبدء في بناء قنبلة نووية، وتشير تلك الدوائر الى أن قصف برنامج الدولة الفارسية النووي، لن يعرقل تطويره مجدداً سوى عام فقط، بالاضافة الى عام آخر ستعمل فيه طهران على تفادي الاخطاء الاستراتيجية وربما العسكرية، التي مكّنت جبهات معادية من تدمير البنية التحتية لبرنامجها النووي.

وتشير التقديرات عينها الى أن الفجوة في القدرة العسكرية بين اسرائيل والولايات المتحدة، والفجوة في المواقف المتباينة بين واشنطن وتل ابيب في التعامل عسكريًا مع إيران، احتلت مركز المباحثات التي جرت مؤخراً بين وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا، وقادة المطبخ السياسي والأمني في تل ابيب، فرغم الرسائل العلنية والسرية، التي تطلقها اسرائيل بين الفينة والأخرى لتفعيل الخيار العسكري ضد الدولة الفارسية، يبدو أن هناك سببين أساسيين بحسب التقديرات الإسرائيلية، يقللان من فرص القصف الاسرائيلي لإيران في الفترة التي تسبق انتخابات الرئاسة الاميركية المقررة في 6 كانون الثاني/ نوفمبر.

اما السبب الاول فيدور حول معارضة الادارة الاميركية الشديدة لهجوم في الوقت الراهن، خاصة أن الاقدام على تلك الخطوة سيقلص فرص فوز باراك اوباما بفترة رئاسية جديدة، لاسيما وأن الحرب سترفع اسعار النفط امام المستهلك الاميركي، وفي ما يتعلق بالسبب الثاني، فتؤكد الدوائر الاسرائيلية أنه "قادم من البيت" أو بعبارة أخرى من داخل اسرائيل عينها، فوصايا القيادات المخضرمة في الجيش الاسرائيلي والموساد، تنصح بعدم التسرع في اتخاذ خطوة بضرب إيران خاصة قبل اجراء انتخابات الرئاسة الاميركية، تلافياً للمساس بالعلاقات الاستراتيجية المتينة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

فرص تحجيم التطلعات النووية الإيرانية

وفي ما يتعلق بأولئك الذين يشجعون توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية لإيران، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء نتنياهو ووزير دفاعه باراك، يخشون من أن تقود معارضة الضربة العسكرية في هذا التوقيت الى العزوف عنها نهائياً، أو على الاقل ارجائها لتوقيت تكون الدولة الفارسية تمكنت فيه بالفعل من بناء قنبلة نووية، وتجاوزت ما يُعرف بالعتبة النووية، كما يخشى اقطاب هذا الفريق من تجاهل المجتمع الدولي لخيار العمل العسكري ضد إيران، ويعتمدون فقط على سياسة فرض عقوبات جديدة على الدولة الفارسية، وهي السياسة التي اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما عدم التعويل عليها، وذلك خلال كلمته امام مؤتمر اللوبي اليهودي "ايباك" الاخير في آذار مارس الماضي.

ويدعي نتنياهو وباراك بحسب الصحيفة العبرية، أنه كلما يمر الوقت دون توجيه ضربة عسكرية لإيران، فإن فرص تحجيم التطلعات النووية الإيرانية ستكون ضعيفة إن لم تكن مستحيلة، اما الولايات المتحدة فتعتقد أن اتخاذ قرار بشن هجوم مسلح على إيران، سيكون من الافضل أن تقوم به الولايات المتحدة وليس اسرائيل، إلا أن الوقت لم يحن بعد لاتخاذ تلك الخطوة. وعلى أية حال، فإن قصف إيران سيعطل البرنامج النووي الإيراني لمدة عام أو عامين على أقصى تقدير.

على الصعيد ذاته، ترى دوائر امنية في تل ابيب أن الحرب النفسية، التي يقودها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه باراك من خلال تلويحهما بضرورة قصف إيران، تهدف الى تخويف الولايات المتحدة وربما اوروبا، وإجبارهما على تعزيز العقوبات المفروضة على إيران، وإرغام الاخيرة على القبول بحل وسط لبرنامجها النووي، فضلاً عن أن تلويح اسرائيل بعمل مسلح ضد طهران، يغض طرف المجتمع الدولي عن القضية الفلسطينية - الاسرائيلية، ويقي تل ابيب من الضغوطات الممارسة عليها للتوصل الى حل سياسي بخصوص القضية الفلسطينية عينها، فليس بالضرورة أن ما يردده نتنياهو ووزير دفاعه هو انعكاس مباشر لاعتزامهما على توجيه ضربة عسكرية لإيران، وهو الامر الذي كان اكد عليه وزير المالية الاسرائيلي الاسبق "سمحا ارليخ" حينما قال: "انني أقول ما لا اعتزم القيام به، ولا اعمل ما يتفق مع أقوالي"، فمنطق ايهود باراك بحسب الصحيفة العبرية بالغ التعقيد، حتى أنه كاد من الصعب تعقب لعبة "البلياردو الاستراتيجي"، التي يلعبها باسم اسرائيل.

على الرغم من ذلك، اشارت هاآرتس الى أن صحيفة نيويورك تايمز، كانت تطرقت الى اشكالية ضرب إيران قبل انتخابات الرئاسة الاميركية، واقتبست في سياق تقريرها عبارة قالها رئيس الموساد الاسبق افرايم هالليفي، وأكد فيها أنه اذا كان إيرانيًا فكان سيخاف جداً من احتمالات ضربة اسرائيلية لإيران في غضون الاثني عشر اسبوعاً المقبلة، وعلى النقيض من ذلك أبدت دوائر سياسية مسؤولة في واشنطن ثقتها في أن اسرائيل ستتجاوب مع الضغوطات الاميركية، ولن تقدم على ضرب إيران في هذا التوقيت البالغ الحساسية، وانما ستؤجلها لبداية العام المقبل على اقل تقدير، ولعل ذلك هو ما يجعل الإيرانيين على ثقة بأن اسرائيل لن تغامر بخوض حرب ضد طهران قريباً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف