نازحون يعودون الى مقديشو بعد انسحاب الاسلاميين منها
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
افغوي: حتى الامس القريب كانت منطقة افغوي الواقعة عند ابواب العاصمة الصومالية مقديشو رمزا للبؤس والفقر وقد تحولت الى اكبر مخيم للنازحين في العالم تحت سيطرة متمردي الشباب الاسلاميين.
اليوم وبعد شهرين على طرد القوات الحكومية وتلك التابعة للاتحاد الافريقي المقاتلين الاسلاميين المتشددين منها، بدأت المخيمات الواقعة عند تخوم العاصمة مقديشو تفرغ اذ شرع العديد من النازحين في العودة الى المدينة.
وقال محمد باريسا حسين بينما هو يقود 25 جملا فوق الجسر لعبور النهر الى افغوي ان "الاوضاع باتت احسن بكثير الان. كنا قد فقدنا حريتنا في عهد حركة الشباب" الاسلامية المتطرفة التي كانت تسيطر على جزء كبير من العاصمة.
واضاف الرجل البالغ ال55 من العمر "كانوا يوقفوننا وينهالون علينا بالضرب من دون سبب".
والاعمال تشهد ازدهارا بسيطا، اذ تشير كاترا ابراهيم وهي تتكىء الى بوابة متجرها الصغير الذي تبيع فيه المياه والعصير، الى المجموعة الصغيرة على الطريق امامها.
وقالت ابراهيم (27 عاما) وهي ام لخمسة اولاد "من ناحية العمل الامور تحسنت بنسبة 100% الان حتى وان لم يكن الوضع الامني جيدا".
واضافت "عندما كانت حركة الشباب منتشرة هنا توقف العمل لان احدا لم يأت من مقديشو لكن الحركة عادت الى المدينة اليوم لان النازحين عادوا اليها".
وقبل اشهر كانت افغوي والطريق التي تربطها بمقديشو الواقعة على بعد حوالى 30 كلم تشهد مأساة انسانية.
وقالت الامم المتحدة ان اكثر من 400 الف شخص كانوا يعيشون في هذه المنطقة في مطلع العام ما جعلها الاكثر اكتظاظا في العالم بالنازحين. فقد فر عدد كبير من السكان جراء الجفاف واحتدام المعارك.
وما من شك ان الاوضاع في افغوي كانت صعبة جدا، رغم ان كثيرين يرون ان هذه الارقام مبالغ فيها -- اذ ان حركة الشباب فرضت قيودا صارمة على العاملين في القطاع الانساني ما حال دون الحصول على ارقام دقيقة.
وفي ايار/مايو تمكنت قوات الاتحاد الافريقي والقوات الحكومية من التقدم باتجاه مقديشو امام تقهقر متمردي الشباب.
والان حتى المخيمات التي اقيمت على طول الطريق بين مقديشو وافغوي باتت شاغرة.
وقال كيليان كلاينشميت مساعد منسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة للصومال ان "عددا كبيرا من النازحين في ممر افغوي كانوا اصلا من مقديشو وعادوا الى هذه المدينة".
واضاف ان تقدم قوات الاتحاد الافريقي في مقديشو والذي بدأ في شباط/فبراير، ساهم في نزوح عدد كبير من الاشخاص الذين منعتهم حركة الشباب من القيام بذلك.
واحيانا تقوم الف سيارة يوميا بنقل النازحين الى العاصمة رغم ان الامم المتحدة ما زالت تقدر ب120 الفا عدد النازحين الذين سيبقون في المنطقة لانهم لا يستطيعون العودة الى ديارهم.
ولا يعود كافة النازحين الى مقديشو.
وقال ورسام محمد سياد انه بعد ان بقي اربع سنوات في العاصمة عاد الى افغوي في اليوم الذي انسحب الاسلاميون منها.
ويتولى حاليا رئاسة قسم الجمارك في الادارة الحكومية المحلية ويشرف على الحاجز الرئيسي ويفرض على السائقين رسما للعبور يراوح من 0,50 دولار الى 20 دولارا.
وقال سياد (40 عاما) "نستخدم هذه الاموال للادارة الحكومية لتأمين الاغذية والعلاج لجنودنا المصابين".
واضاف "ليس لدينا اي مصدر اخر لجمع الاموال".
وكان هذا الحاجز ايضا المصدر الرئيسي لجمع الاموال لحركة الشباب عندما كانت تسيطر على المدينة. ويقول سياد ان الامور تغيرت رغم قول عدد من السكان بان الحكومة الان اصبحت الجهة التي تبتز الشعب.
وقال "نعم كانت حركة الشباب تجمع الاموال هنا لكنها كانت تأخذ مئات الدولارات لذا هناك فارق كبير".
وبحسب قادة قوة الاتحاد الافريقي فان سكان افغوي لم يعانوا وحدهم من سيطرة الشباب على المدينة بل ان المدينة استخدمت قاعدة للمتطرفين لشن هجمات على مقديشو.
وقال بول لوكيش قائد الكتيبة الاوغندية في قوة الاتحاد الافريقي وقوامها 17 الف جندي ان عدد الهجمات "تراجع لاننا تمكنا من السيطرة على هذه المناطق".
وضمان امن افغوي سيعزز الامن في العاصمة الصومالية حيث تنهي الحكومة الضعيفة المدعومة من الغرب ولايتها في 20 اب/اغسطس الجاري.
لكن اسلاميي الشباب لا يزالون يهاجمون بانتظام الطريق المؤدية الى العاصمة مقديشو.
وقالت ابراهيم ان القوات الحكومية تسعى الى الحفاظ على الامن الذي فرضته حركة الشباب في البلاد.
واضافت ان "حركة الشباب كانت اكثر تنظيما".
وخلصت الى القول ان "القوات الحكومية هنا الان واحيانا تتقاتل".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف